سر مبالغات الإسلاميين في الفرح بانتصار طالبان.. باحث: تعويض عن الفشل في المنطقة
حالة من الفرح الشديد تجتاح الإسلاميين والتيارات الدينية بسبب صعود طالبان لسدة الحكم في أفغانستان، وإن كانت الحركة لم تفصح حتى الآن أو تختبر في ما تسوقه من أفكار جديدة تغسل بموجبها سمعة طالبان خلال فترة حكمها الأولى التي انتهكت فيها حقوق كل مختلف معها، وفرضت رأيها وطريقتها المتشددة على المجتمع، وجلبت إليها كل قوى التطرف في العالم وخاصة تنظيم القاعدة، ما يطرح الكثير من الأسئلة عن سر الاحتفاء الشديد من الإسلاميين بالحركة الأفغانية.
انحراف الإسلاميين
على الأحمدي الكاتب والباحث، يرى أن فرح الإسلاميين بانتصار طالبان المبالغ فيه لاعلاقة له بطالبان ولا بأفغانستان قدر ما هي مشاكل فكرية تعاني منها هذه التيارات وتحاول إسقاطها بمثالية وتنظير دقيق على واقع الغير لتعويض فشلهم في إدارة واقعهم، بعد أن وصلوا لطرق مسدودة بسبب سياساتهم هذه.
أوضح الباحث أن الإسلاميين إذا حققوا أي شىء يرون أن منهجهم وجماعتهم هي الإسلام المثالي ولايمكن أن يأتي الانتصار للإسلام والخير للأمة إلا عبر الجماعة، واختتم: هذه الممارسة انحراف عن المنطق القويم، ولا يمكن التعويل على هؤلاء في إنتاج مضمون يناسب الجميع.
مستقبل الأفغان
عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، انتقد الثناء الشديد ومدح التيارات الإسلامية لانتصار طالبان على أمريكا وإجبارها مرة أخرى على مغادرة البلاد.
وقال عصام تليمة: في كل هذه النقاشات الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الأخرى لم يهتم أحد بسؤال الشعب الأفغاني نفسه، أو استطلاع رأيه، أو الوقوف على موقفه مما يحدث على أرضه، وفي بلاده، هل مع أم ضد.
وأضاف مدير مكتب القرضاوي السابق: لم يفكر أحد أن يهتم بمستقبل هذا الشعب، في إطار موقفه، الكل أهتم أن يكون له موقف من طالبان وحكمها للأفغان، لكنه لم يهتم بموقف المحكوم، أو الآلية التي سيحكم بها، وهل تناسبه أم لا.
واستكمل عصام تليمة: ما حدث وقت حرب أمريكا على أفغانستان بحجة أحداث سبتمبر، قامت حرب لا يد للأفغان كبلد فيها، أكلت الأخضر واليابس، ومع ذلك لم يتحرك في إلا أحراره فقط لأجل منع هذه الحرب.
الحجر أم البشر
وتابع: عندما أقدمت طالبان وقتها على هدم تماثيل (بوذا) قامت هيئات دولية بالسعي للتحاور مع طالبان لأجل إنقاذ ما تبقى من هذه التماثيل، وهو ما دفع الشعب الأفغاني للتساؤل أيهما أولى: الحجر أم البشر، مردفا: للأسف كثيرون لا يتعلمون من الزمن، ولا الأحداث، ويظل أسيرا لأوهامه، وأسيرا لأفكاره التي لا تنطلق من صواب، ولا تستند لرؤية عاقلة، فيتسرع في التأييد أو الرفض المطلق.
واختتم: الأولى أن ينظر هنا إلى أصحاب الشأن، وهم الأفغان أنفسهم، ورؤيتهم لمستقبلهم، وموقفهم مما يدور على أرضهم وفي بلادهم، وينظر إلى تجارب التاريخ والواقع، كي يتعلم منها ما يفيده لحاضره، فضلا عن استشرافه لمستقبله.