رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة الجواسيس.. والغباء الاستخباري!

في ملفات أجهزة المخابرات أو الاستخبارات نجاحات وإخفاقات نتيجة الصراع فيما بينهم من أجل توجيه الضربات للآخرين سواء من أعداء دولهم أو اتباعهم من الدول أو تضييق الحصار على الآخرين وجعلهم في دائرة محدودة دون السماح لهم بالتقدم خطوة واحدة خوفا على مصالحهم ومصالح أعوانهم.. هذه الأجهزة الموجودة في كل دول العالم هي التي تحرك العالم من خلال القوة التي تتمتع بها والأعمال الخارقة التي تنفذها ضد سلطات الدول لإضعافها وإثارة المشكلات لها وحتى قلبها وخرق نظامها وتبديله بنظام يناسبها.. 

هذه الأجهزة تعمل وتتحرك بهدف وأساليب سرية وبطرق غير مشروعة قانونًا وتتحرى وتكشف مجهودات وإمكانات الدول والأشخاص وتحولها إلى معلومات ومعطيات.. المتعارف عليه دوليًا أن عمل المخابرات هو استقصاء المعلومات عما يخطط ضد سلامة البلد وأمنه من خلال عمل الجواسيس والعملاء وإما عن طريق أناس تتعامل معهم المخابرات لكشف خفايا الأعمال التي ترتكب ضد أمن الدولة وسيادتها.. 

 

لكل مخابرات في العالم مصالح في مختلف الدول الأخرى فيوضع في هذه الدولة أو تلك عملاء أو جواسيس أو ضباط مقيمين حسبما لها من أعمال تود الاطلاع عليها.. لقد صنعت أقمار تجوب السماء ليلا ونهارا لتشاهد وتلتقط كل جديد على الأرض ولأي دولة، لكن في النهاية تستفيد من هذه المعلومات الدولة المطلقة لهذا القمر الصناعي.. 

بعض الدول تتباهي بقدراتها المخابراتية إلا أن الفشل الذريع العالمي في اكتشاف تحركات الجيشين المصري والسوري من قبل المخابرات الإسرائيلية العسكرية والمدنية قبل وأثناء حرب أكتوبر المجيدة ٧٣ جعل الكيان الصهيوني يدفع ثمنًا ضخما لهذا الخطأ الذي سمي بالغباء الاستخباري.. 

على العموم سيبقى الصراع مستمرا بين أجهزة المخابرات الدولية، ولن يتوقف، ولكن في نفس الوقت هناك تفوق لبعض الأجهزة عن الأخرى من خلال تجنيد الجواسيس والعملاء من خونة الأوطان بطرق متعددة تستخدم خلالها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لصيد الفرائس من ضعاف النفوس. وللحديث بقية..

الجريدة الرسمية