هل البراغيث وراء جائحة كورونا؟
«البرغوث» هو جنس من الحشرات يتبع فصيلة «البراغيث» من رتبة «البرغوثيات» ويضم سبعة أنواع أحدها «برغوث» الإنسان، وأما الأنواع الأخرى فتستوطن مناطق الشمال، ويتغذى «البرغوث» على دم الإنسان أو الحيوان، ونحن من جانبنا لن نتحدث عن «برغوث» الإنسان بل نتحدث عن الإنسان «البرغوث».. إن مفهوم الإنسان «البرغوث» ليس غريبًا على المؤسسات والهيئات الحكومية والقطاعين العام والخاص، ولا علاقة بين قوة أو غِنى المؤسسة أو الهيئة بوجود «البرغوث» وتكاثره، بل يتوقف ذلك على توفر المناخ الملائم لنموه وتكاثره.
وينشأ الإنسان «البرغوث» في ثنايا الإدارات الرطبة، أي التي لا تعمل كثيرًا رغم حرارة الطقس، أي أن هناك حرارة مُنبعثة من الحركة المستمرة التي لا فائدة منها، حيث يجلس الخبثاء للنميمة والتربح، وحين يجد الإنسان «البرغوث» الفرصة سانحة، فإنه يغرس ما يشبه الأنبوب في جسد المؤسسة ليبدأ في استنزافها، ويدرك الجميع أن الإنسان «البرغوث» لن يقضي بتصرفاته على المؤسسة.
برغوث الإنسان
كما أن «برغوث» الإنسان لا يقضي على الإنسان بلدغته، ولكن لا بد أن الإنسان يتألم ويتأذى من ذلك، وكذلك المؤسسة، كما أنه يحاول التخلص من «البرغوث» والحد من انتشاره، وهو ما يجب على المؤسسة أو الهيئة الحكومية.
والنموذج الخسيس هو ذلك النوع من «البراغيث» الذي لا تراه الأعين، الصعلوك الذي يدعي أنه ابن الأصول، والمخبر الكاذب الذي يضع التوابل على الأخبار المغلوطة، إنها أنواع خطيرة من الإنسان «البرغوث»، فاحذروها يا سادة وطهروا منها هيئاتكم وجهات عملكم، ويمكن الاستعانة بمراكز إبادة الحشرات المنتشرة بكل المحافظات.
ومن وسائل التقرب إلى الله التطهر من الذنوب، ونحن نسعى لتطهير الهيئات المحترمة من «البراغيث» الذين دمروها ماليًا واداريًا، ويعلم المتابعـون الأفاضل أنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولو نظرنا إلى الجرائم المرتكبة في حق الدولة لوجدناها كبائر تكشف أن «جائحة كورونا» بلاءٌ بسيط لا يتناسب مع تلك الجرائم.
جرائم البراغيث
ولذلك، فإن فضح جرائم «البراغيث» والدعوة لملاحقتهم في نظرنا عبادة، وصمت القادرين على الإبلاغ عن هؤلاء المجرمين السفلة عارٌ لا يضاهيه إلا صمت من يملك التخلص من هؤلاء «البراغيث»، ولكنه يفضل مصلحته الشخصية.. ليس العار أنثى مذنبة ولا امرأة بالغة الذل.. إنما العار: إعاقة مزمنة بالفكر لا تطالها الأعين ولا المحاكمات أو المساءلات، العار.. أن تعيش وتموت جبانًا صامتًا حتى لا تأتيك المشاكل من «البراغيث».
حين يختلس «البرغوث» ويسرق ويرتشي، ويفرض إتاوات ويحصل على عمولات، ثم يصلي في مكتبه أو مع رؤسائه الذين يكيل لهم الدسائس الظهر والسنن إن أمكن، وفي الليل يصلي التراويح، وفي هذه الأيام يتحسر على غلق المساجد وحرمان المؤمنين «أمثاله» من التضرع والخشوع.
غلق المساجد
وهل أُغلقت المساجد في وجوهنا لظروف فيروس كورونا، أم أن جرعات النفاق والتملق لدى أمثال «البراغيث» هي سبب غلق المساجد؟.. بل والبيت الحرام الذي يحج إليه ويعتمر أمثال هؤلاء «البراغيث» وليتهم ذهبوا ليتوبوا، بل رياءً وسترًا لجرائمهم، فينخدع الطيبون، بل ويذهبون لاستقبالهم من المطار.
وهل نراجع أنفسنا في ذلك التدين الإنتقائي، فتجد من يُزور المستندات ويوزع شنط رمضان، ومن يتستر على الجرائم والتزوير ويتسابق إلى الصف الأول، ومن يتجسس على زملائه ويدعي عليهم ماليس فيهم ثم يُمسِك المسبحة، وإذا انفرد «برغوث» بأقرانه سب الدين لجميع العاملين في المؤسسة من أصغرهم إلى أكبرهم.
ومن يعرف جرائم هؤلاء «البراغيث» ويصمت ولا يبلغ الجهات الرقابية أو يرشدهم على المستندات يكون عار على المؤسسة أو الهيئة التي ينتمي إليها، واللافت للنظر، سعادة «البراغيث» المنافقين بالتدين الكاذب، وفرحتهم بلقب الحاج والحاجة، والمدهش أنهم قد يعتقدون أن الجنة أُعدت لهم، ولكن هذا ليس في ديننا، بل في دينهم الذي لا نعرفه.. وللحديث بقية.