البدرى.. والفرص الضائعة فى بناء منتخب قومى جديد
حالة الرفض العام من جماهير الكرة لوجود الكابتن حسام البدرى على رأس الجهاز الفنى لمنتخبنا القومى لكرة القدم، لم تكن وليدة النتائج والأداء المخيب للآمال من منتخبنا فى الجولتين الاوليين من تصفيات كأس العالم ٢٠٢٢، ولكنه رفض عام تقريبا منذ اليوم الأول لإعلان اختياره من اللجنة السابقة لإدارة اتحاد الكرة قبل نحو عام ونصف.
والغضب العارم الذى يسود حاليا الساحة الرياضية من فنيين وجماهير لا بل من كل فئات المجتمع ليس فقط لأن المنتخب كان أداؤه سيئ جدا من كل الوجوه فى مباراتى انجولا والجابون ولكن لأن السوء مستمر من البدايات فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية والتى نجا الفريق فيها ببركة دعاء الوالدين والجماهير الغفيرة، ويتضاعف سوء أداء وتنظيم المنتخب يوما بعد يوم، لأنه ببساطة لم نملك منتخب بعد، فرغم مرور عام ونصف على عمل هذا الجهاز البائس وكل ما نملكه حاليا هو مجموعة لاعبين يتشكل منهم المنتخب ويتم تغييرهم عند كل مباراة، أما المنتخب الحقيقى فلا وجود له.
ياسادة كل من لعب الكرة وعرف فنياتها يعلم أن تشكيل فريق كرة لنادى كان أو منتخب أشبه ببناء مصنع أو جيش وطنى من أسلحة متكاملة كل منها يعمل بتناغم لتحقيق الهدف ولهذا فهو يحتاج لقائد محنك يملك أدواته وخبراته العريضة لهذه المهمة الكبرى، فهل حسام البدرى وتجربته فى الأهلى كان هو الإختيار الصحيح لهذه المهمة القومية الكبرى، وكلنا يعلم أن نجاحه المحدود كمدرب مرحلة إعتادها الأهلى فى إستراحة المحارب بين حين وحين إستعدادا لمرحلة جديدة لم يكن لمهارة كوتش جديد فى الأهلى وإنما اعتمادا على جهد وخطط لعب صاغها وجربها وشربها اللاعبين فى فريق الأهلى من المدير الفنى السابق..
البدرى وشحاتة
وعليه ظل حسام البدرى وخبراته لا تتعدى مدرب عام ينفذ ما كان يملى عليه، وعند أول اختبار لاستفادته من خبرات أستاذه مع إعتزال مجموعة من لاعبى الأهلى السابقين والمتمرسين على خطط المدير الفنى الحقيقى انكشف البدرى، وكان رحيله بلا رجعه بعد أن خلف وراءه أزمات ونكبات، والأهم فرص ضائعة لبناء فريق جديد لا زال الأهلى يعانى من تلك الفترة حتى الأن.
والأكيد أن إختيار اللجنة غير الخبيرة للبدرى والربط حينها بين إختيارها ومحاولة تكرار تجربة الكوتش واللاعب العظيم كابتن حسن شحاتة لم يكن أبدا فى محله، لأننا نعلم أن حسن شحاتة كانت له تجربة فذة فى تكوين الفرق صغيرة صحيح لكن كانت نتائجها مبهرة فى كل مرة، وصحيح أن حسن شحاتة استفاد من خبرات لاعبى الأهلى وتمرسهم على خطط وإعداد جوزيه لفريقه بمستوى خططى ولياقى أوربى إلا أن حسن شحاتة تفوق حتى على جوزيه فى اختياراته وكيفية تطوير الأداء الهجومى للفريق والذى لم نشهده فى مصر على مر تاريخها الكروي الكبير إلا مع حسن شحاتة.
الكابتن حسن شحاتة لم يكن كما يردد التافهين مدرب محظوظ إنما لاعب عظيم ومدرب عظيم ومهذب إمتلك كل مواهب اللاعب الكبير والمدرب الموهوب من دون حاجة إلى أدوات معاونة إعلامية أو من أصحاب نفوذ ولهذا كانت نتائج عمله مبهرة.
وبالعودة إلى نكبة حسام البدرى فلابد للجنة الكرة المتواجدة على سدة حكم اتحادنا المنكوب أن تعلم إن إستمرار حسام البدرى على رأس جهاز الفريق القومى مضيعة للوقت وإهدار للفرص العظيمة المتاحة لبناء فريق قومى جديد، وهى مهمة قومية ثقيلة لا يتوافر لدينا محليا فى الوقت الحالى من يقوم بها، خاصة وكل مدربينا المحليين حاليا يحفظون فقط صفحة أو صفحة ونص من علم ومهارات فن التدريب الكروى الحديث.. اللهم بلغت.. اللهم فشهد.