استشاري طب نفسي: العاطفة مهمة في حياة الطفل مثل الطعام والشراب
شخصية الطفل تتشكل منذ صغيرة، ودائما تحرص بعض الأمهات على اتباع الأساليب الحديثة في التربية لبناء أطفال أسوياء بعيدا عن أى مشكلات نفسية قد يتعرضوا لها وتؤثر على حياتهم بشكل سلبي.
قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن أهم فترات فى حياة الطفل تنقسم إلى جزئين أول جزء، فى الفترة منذ بداية ولادته وحتى إتمامه 10 أعوام من عمره، والفترة الثانية من 10 أعوام وحتى إتمامه 16 عاما، وهاتين الفترتين تتشكل شخصية وطباع الطفل مدى الحياة، وتحتاج الفترة الأولى فى حياة الطفل من الأبوين الحب والعاطفة والاحتواء، أما الفترة الثانية تحتاج العطف مع القليل من الشدة، لتعليمه الصواب والخطأ وكيفية اتخاذ القرار الصحيح.
وأضاف “فرويز”، في لقاءه ببرنامج “هذا الصباح” المذاع عبر فضائية “اكسترا نيوز”، أن الطفل يحتاج العاطفة مثل الطعام والشراب فهي التي تساعد على بناء شخصية بعيدا عن أى مشكلات أو إضطرابات نفسية قد يصاب بها، وبعد إتمامه سن الـ 10 أعوام، يجب على الأم والأب مصاحبة طفلهم وعدم توجيه الأوامر له بشكل مباشر، وعدم مقارنته مع احد، مع ترك لحرية مساحة لإختيار أدواته وملابسه على حسب إمكانيات الأسرة، مما ينمى لديه اتخاذ القرار، ويعزز ثقته بنفسه، وهي من الأمور المهمة لبناء شخصية مهمة قادرة على بناء مستقبلها.
وأوضح الدكتور جمال فرويز، أن توجيه الأوامر للطفل بشكل مباشر يجعل الطفل عنيد، لذا عند توجيه نصيحة للطفل أو توجيهه للصواب، حيث توجيهها بشكل غير مباشر من خلال سرد قصة قصيرة تتحدث عن فعل خطأ وطرق تصحيحه، والطفل ذكي سيترجم الرسالة ويعلم أنها موجهة له ولكن بصورة غير مباشرة، وبالتالي عند وقوعه في نفس المشكلة يسلك الطريق الصواب.
وقال استشاري الطب النفسي، أن معظم المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل مثل التبول اللاإرادى والوسواس القهري والاضطراب النفسي والجنسي، سببها يعود إلى المشكلات الأسرية بين الأم والأب التي يعيشها الطفل، فهي تؤثر بشكل سلبي على الطفل، وتجعله غير سوي نفسيا وكاذب أو عنيد أو عنميد أو متنمر على أصداقه في المدرسة أو كثير البكاء، لعدم شعوره بالأمان والاستقرار، وللأسف أيضا حرمان الطفل من عاطفة أحد الأبوين يؤثر بالسلب في شخصيته، لذا على كل أم وأب أن يهتمو بتقديم العاطفة لأطفالهم مثل الطعام والشراب حفاظا على نفسيتهم، وحمايتهم من الاضطرابات النفسية والجنسية.