الرأي العام قوة الضغط الغائبة
أصبح الرأي العام
قوة ضغط رهيبة تستخدمها الدول في معاركها السياسية الخارجية بمهارة وحرفية والحقيقة
التى لا مفر من الاعتراف بها هى أن بعضها لا تحترم
الرأى العام ولا تعتبره طرفا فى المعادلة السياسية، لأن القائمة طويلة وتشمل العديد
من العناوين إن الرأى العام في بلادنا تعبير لغوى متداول فى الخطب والمقالات، وهو ورقة
لا تستخدم إلا عند الضرورة.
لذلك فإن الاستطلاعات التى تجرى تعد من قبيل التجمل ليس أكثر، شأنها فى ذلك شأن مستلزمات الحداثة الأخرى وإفرازاتها. ذلك أن تلك الاستطلاعات لها قيمة فى المجتمعات التى للفرد فيها رأى وقيمة، وذلك لا يتحقق إلا فى ظل ديمقراطية حقيقية. أما شبه الديمقراطية الذى نعيش فى كنفه فهو طارد لأى حضور للمجتمع، وجاذب فقط للعناوين وقصائد الغزل فى «الشعب العظيم»، المغيب دائما والحاضر فى المناسبات.
ربما كان غياب السياسة هو السبب الحقيقى وراء أزماتنا الراهنة، فكل سياساتنا الاقتصادية تم اعتمادها فى الغرف المغلقة، لم تناقشها الأحزاب ولا القوى السياسية المختلفة ولا حتى البرلمان، لم تبحث حكوماتنا عن البدائل ولم تهتم بمجرد الاستماع لآراء المخالفين لها، حتى وصلنا إلى مرحلة صعبة، بعد أن أصبحت القروض من أمامنا والضرائب من خلفنا.
التسويق السياسي
وليس من مصلحة أحد خلق حالة من الاستياء العام، تستاء من كل شيء، وتشك في كل شيء، وتشكك في كل شيء، وتشكو من كل شيء، وتسخط علي كل شيء، وتفقد الثقة في كل شيء، وتهزأ من كل شيء، ويتساوي عندها كل شيء فهذا نوع من الوعي العدمي لا ينشأ عنه فكر جاد، ولا ينبني عليه عمل مثمر..
إن الحاجة هي أصل الاختراع، فلولا الحاجة للتسويق السياسي لم يكن للرأى العام وجود, فالمجتمعات الديمقراطية الحديثة تحتاج أحزابها إلى التسويق السياسي للترويج لأفكارها حتي يلتف حولها الجمهور الذي يشكل قواعدها الانتخابية لتطوير المجتمع حسب ما تراه، فكل المنظمات في حاجة إلى تسويق أفكارها ومشاريعها الفكرية والسياسية.
ويمكن التأكيد أنه لا يوجد نظام سياسي لم يستخدم التسويق السياسي لأفكاره وإنجازاته، سواء داخل حدود بلده أو خارجه، حتى الأنظمة الاستبدادية استخدمت التسويق السياسي لتحسين مواقفها وأفكارها. إن مطالب الناس بسيطة وشديدة التواضع، وتتلخص فى أن يحترم القانون كما تحترم حرية مساكنهم وحقهم فى السكينة التى حلموا بها.
شيطنة الصحافة والإعلام
وليت أصحاب القرار ينتبهون إلى خطورة تقنين الخطأ لأنه يؤدى إلى مزيد منه. ليتهم أيضا يتذكرون أن فى البلد قدرا كافيا من الاستياء جراء تجاهل الرأى العام وليس هناك ما يبرر توسيع دوائره ثم إن شيطنة مهنة الإعلام والصحافة وإفقاد المنتمين لها هيبتهم ومكانتهم وتصدير فاقدي المصداقية تهدر رصيد الدولة والشعب والمصالح من قوتها الناعمة لأنها بذلك تفتقد فى معاركك "القائم بالاتصال" الذى يموت إكلينيكيا بفقدانه لمصداقيته وهيبته ومكانته ودوره المجتمعى وفى زمن يموج بالعواصف والمتغيرات فلم يعد حجم الدولة كافيا ليصنع لها مكانة دون ظل يضاعف هذا الحجم فى عالم لا يرى إلا الظل حتى ولو كان لدولة أو دويلة صغيرة...
الظل والهالة يصنعها إعلام وقوة ناعمة وتاريخ مصر القريب والبعيد يشهد بان قوتها فى الاقليم والعالم تكمن فى قواها الناعمة: إبداع وفن وصحافة وأدب وسينما وموسيقى وغناء ومسرح وأزهر وكنيسة وأخيرا الرأي العام الواعي..
لذلك فإن الاستطلاعات التى تجرى تعد من قبيل التجمل ليس أكثر، شأنها فى ذلك شأن مستلزمات الحداثة الأخرى وإفرازاتها. ذلك أن تلك الاستطلاعات لها قيمة فى المجتمعات التى للفرد فيها رأى وقيمة، وذلك لا يتحقق إلا فى ظل ديمقراطية حقيقية. أما شبه الديمقراطية الذى نعيش فى كنفه فهو طارد لأى حضور للمجتمع، وجاذب فقط للعناوين وقصائد الغزل فى «الشعب العظيم»، المغيب دائما والحاضر فى المناسبات.
ربما كان غياب السياسة هو السبب الحقيقى وراء أزماتنا الراهنة، فكل سياساتنا الاقتصادية تم اعتمادها فى الغرف المغلقة، لم تناقشها الأحزاب ولا القوى السياسية المختلفة ولا حتى البرلمان، لم تبحث حكوماتنا عن البدائل ولم تهتم بمجرد الاستماع لآراء المخالفين لها، حتى وصلنا إلى مرحلة صعبة، بعد أن أصبحت القروض من أمامنا والضرائب من خلفنا.
التسويق السياسي
وليس من مصلحة أحد خلق حالة من الاستياء العام، تستاء من كل شيء، وتشك في كل شيء، وتشكك في كل شيء، وتشكو من كل شيء، وتسخط علي كل شيء، وتفقد الثقة في كل شيء، وتهزأ من كل شيء، ويتساوي عندها كل شيء فهذا نوع من الوعي العدمي لا ينشأ عنه فكر جاد، ولا ينبني عليه عمل مثمر..
إن الحاجة هي أصل الاختراع، فلولا الحاجة للتسويق السياسي لم يكن للرأى العام وجود, فالمجتمعات الديمقراطية الحديثة تحتاج أحزابها إلى التسويق السياسي للترويج لأفكارها حتي يلتف حولها الجمهور الذي يشكل قواعدها الانتخابية لتطوير المجتمع حسب ما تراه، فكل المنظمات في حاجة إلى تسويق أفكارها ومشاريعها الفكرية والسياسية.
ويمكن التأكيد أنه لا يوجد نظام سياسي لم يستخدم التسويق السياسي لأفكاره وإنجازاته، سواء داخل حدود بلده أو خارجه، حتى الأنظمة الاستبدادية استخدمت التسويق السياسي لتحسين مواقفها وأفكارها. إن مطالب الناس بسيطة وشديدة التواضع، وتتلخص فى أن يحترم القانون كما تحترم حرية مساكنهم وحقهم فى السكينة التى حلموا بها.
شيطنة الصحافة والإعلام
وليت أصحاب القرار ينتبهون إلى خطورة تقنين الخطأ لأنه يؤدى إلى مزيد منه. ليتهم أيضا يتذكرون أن فى البلد قدرا كافيا من الاستياء جراء تجاهل الرأى العام وليس هناك ما يبرر توسيع دوائره ثم إن شيطنة مهنة الإعلام والصحافة وإفقاد المنتمين لها هيبتهم ومكانتهم وتصدير فاقدي المصداقية تهدر رصيد الدولة والشعب والمصالح من قوتها الناعمة لأنها بذلك تفتقد فى معاركك "القائم بالاتصال" الذى يموت إكلينيكيا بفقدانه لمصداقيته وهيبته ومكانته ودوره المجتمعى وفى زمن يموج بالعواصف والمتغيرات فلم يعد حجم الدولة كافيا ليصنع لها مكانة دون ظل يضاعف هذا الحجم فى عالم لا يرى إلا الظل حتى ولو كان لدولة أو دويلة صغيرة...
الظل والهالة يصنعها إعلام وقوة ناعمة وتاريخ مصر القريب والبعيد يشهد بان قوتها فى الاقليم والعالم تكمن فى قواها الناعمة: إبداع وفن وصحافة وأدب وسينما وموسيقى وغناء ومسرح وأزهر وكنيسة وأخيرا الرأي العام الواعي..