الرهان الخاسر على بايدن وأمريكا
درس التاريخ الذي
لا تريد المنطقة استيعابه هو الرهان علي الوسيط الأمريكي المنحاز وغير النزيه الذي
يعمل طول الوقت ضد مصلحة المنطقة وشعوبها. فأمريكا تنحاز لأى آخر فى كل قضية ولا تعترف
ولا تقر بالحق فى الحياة لشعوب المنطقة، ولا تدين الاحتلال والممارسات العنصرية ومحاولات
الإبادة والتطهير العرقي لحلفائها وذيولها، لذا يجب أن نبنى استراتيجياتنا على بناء
القدرة الذاتية وتحجيم الدور الأمريكى وتأثيره ونفوذه وأن نكتفى بهذا القدر من الارتماء
فى احضانها ومنحها تقديرا ونفوذا لا تستحقه على الأقل اخلاقيا.
وهذا الانحياز الأمريكى الصارخ للغير فى كل القضايا والملفات التى تمس أمننا القومى ومصالحنا العليا فرصة لتحجيم دورها ونفوذها وإخرجها من دور الوسيط والمهيمن، ويحرر الإرادة ويرفع عن كاهلنا حالة القلق والتوجس والريبة مع كل إدارة تاتى للبيت الابيض، وتريحنا من عناء وشقاء شرح المواقف والسياسات والقرارات فى كل مرة كى يفهموننا، وتزيح من المشهد سماسرة العلاقة والاوصياء عليها وجسور الندامة.. فكروا جيدا فهناك فرص عديدة لا تقل عن كسر هيبة إسرائيل وإنكشافها أمام العالم فى الأزمة الراهنة..
دعم إسرائيل
وحتي الرئيس الديمقراطي الذي راهنت عليه المنطقة يؤكد سجله بالدعم المطلق لإسرائيل، خاصة إنه كان علي إتصال مباشر بقضايا المنطقة سواء عندما كان نائبا بالكونجرس أو نائبا للرئيس حتى إن بايدن أعتبر خلال حملته الانتخابية عام 2020 أن دعمه لإسرائيل "شخصي للغاية وخلال الحملة الرئاسية 2020، كما سخر بايدن من دعوة السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز إلى فرض شروط على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، واعتبرها "غريبة" ووصف بايدن فكرة فرض شروط على تقديم المساعدات لإسرائيل بأنها "شائنة للغاية وخطأ فادح".
ومنذ رحلته الأولى إلى إسرائيل عام 1973، قبل وقت قصير من حرب أكتوبر، كان التزام بايدن بأمن إسرائيل لا يتزعزع، وخلال سنوات عمله سيناتورا عن ولاية ديلاوير ساعد بايدن في ضمان الدعم الثابت لأمن إسرائيل. وقاتل بايدن في مجلس الشيوخ لضمان حصول إسرائيل على أكبر قدر من المساعدات، وكثيرا ما وصف تقديم المساعدات المالية الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل بأنها "أفضل استثمار نقوم به بقيمة 3 مليارات دولار".. وعارض دائما مبيعات الأسلحة المتقدمة لجيران إسرائيل.
وخلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي خدم فيها بايدن نائبا للرئيس 8 سنوات، كان مدافعا رئيسيا عن تأمين الدعم للتكنولوجيات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة، مثل نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ، إضافة لنظام أرو 3 الدفاعي. وأشرف بايدن عام 2016 على توقيع مذكرة تفاهم غير مسبوقة بين واشنطن وتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات للمساعدة العسكرية لإسرائيل، وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة.
وقاد الجهود الرامية إلى معارضة نزع الشرعية عن إسرائيل، سواء في المنظمات الدولية أو من خلال حركة المقاطعة داخل الولايات المتحدة، والتي تشمل الدعوة لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها.
أمريكا وإسرائيل
وخلال زيارة بايدن لإسرائيل عام 2010، أقدمت إسرائيل على توسيع مستوطنات حي رامات شلومو بالقدس الشرقية المحتلة، وبدلا من انتقاد الفعل الإسرائيلي، الذي اعتبره الخبراء مهينا لنائب الرئيس، اختار بايدن التأكيد على قوة الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وقال "التقدم يحدث في الشرق الأوسط عندما يعلم الجميع أنه لا يوجد أي خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وبعد ضرب إسرائيل الحائط برغبات إدارة أوباما، واستمرارها في بناء المستوطنات، ظهر بايدن مدافعا عن إسرائيل ورفض ممارسة أي ضغط عليها. وبعد لجوء السلطة الفلسطينية لمجلس الأمن عام 2011 للمطالبة بإدانة بناء إسرائيل المزيد من المستوطنات بالأراضي المحتلة وسط أحداث الربيع العربي، وفي اجتماع بالبيت الأبيض حول طبيعة القرار الذي ستتخذه إدارة أوباما أمام مجلس الأمن، حذرت وزيرة الخارجية حينذاك (هيلاري كلينتون) من أن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار المستوطنات قد يقلب المتظاهرين بالعالم العربي ضد واشنطن، ووافقها الرأي وزير الدفاع روبرت غيتس، وكذلك السفيرة الأممية سوزان رايس، لكن بايدن جادل بقوة لاستخدام الفيتو، واتبع أوباما نصيحته. ومن ثم أيد كل أعضاء مجلس الأمن القرار، وكان التصويت 14 صوتا ضد (صوت) الفيتو الأميركي.
وبعد وصوله الحكم في يناير الماضي، أكد كذلك أنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير بالقدس وغزة، قال الرئيس الأميركي إنه يأمل أن "يتم إنهاء التوتر في الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا"، مؤكدا على ما اعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه آلاف الصواريخ التي تسقط عليها"، وبعد كل ذلك لايزال بعض السذج يراهنون علي بايدن وادارته.
وهذا الانحياز الأمريكى الصارخ للغير فى كل القضايا والملفات التى تمس أمننا القومى ومصالحنا العليا فرصة لتحجيم دورها ونفوذها وإخرجها من دور الوسيط والمهيمن، ويحرر الإرادة ويرفع عن كاهلنا حالة القلق والتوجس والريبة مع كل إدارة تاتى للبيت الابيض، وتريحنا من عناء وشقاء شرح المواقف والسياسات والقرارات فى كل مرة كى يفهموننا، وتزيح من المشهد سماسرة العلاقة والاوصياء عليها وجسور الندامة.. فكروا جيدا فهناك فرص عديدة لا تقل عن كسر هيبة إسرائيل وإنكشافها أمام العالم فى الأزمة الراهنة..
دعم إسرائيل
وحتي الرئيس الديمقراطي الذي راهنت عليه المنطقة يؤكد سجله بالدعم المطلق لإسرائيل، خاصة إنه كان علي إتصال مباشر بقضايا المنطقة سواء عندما كان نائبا بالكونجرس أو نائبا للرئيس حتى إن بايدن أعتبر خلال حملته الانتخابية عام 2020 أن دعمه لإسرائيل "شخصي للغاية وخلال الحملة الرئاسية 2020، كما سخر بايدن من دعوة السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز إلى فرض شروط على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، واعتبرها "غريبة" ووصف بايدن فكرة فرض شروط على تقديم المساعدات لإسرائيل بأنها "شائنة للغاية وخطأ فادح".
ومنذ رحلته الأولى إلى إسرائيل عام 1973، قبل وقت قصير من حرب أكتوبر، كان التزام بايدن بأمن إسرائيل لا يتزعزع، وخلال سنوات عمله سيناتورا عن ولاية ديلاوير ساعد بايدن في ضمان الدعم الثابت لأمن إسرائيل. وقاتل بايدن في مجلس الشيوخ لضمان حصول إسرائيل على أكبر قدر من المساعدات، وكثيرا ما وصف تقديم المساعدات المالية الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل بأنها "أفضل استثمار نقوم به بقيمة 3 مليارات دولار".. وعارض دائما مبيعات الأسلحة المتقدمة لجيران إسرائيل.
وخلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي خدم فيها بايدن نائبا للرئيس 8 سنوات، كان مدافعا رئيسيا عن تأمين الدعم للتكنولوجيات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة، مثل نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ، إضافة لنظام أرو 3 الدفاعي. وأشرف بايدن عام 2016 على توقيع مذكرة تفاهم غير مسبوقة بين واشنطن وتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات للمساعدة العسكرية لإسرائيل، وهي أكبر حزمة مساعدات عسكرية من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة.
وقاد الجهود الرامية إلى معارضة نزع الشرعية عن إسرائيل، سواء في المنظمات الدولية أو من خلال حركة المقاطعة داخل الولايات المتحدة، والتي تشمل الدعوة لسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها.
أمريكا وإسرائيل
وخلال زيارة بايدن لإسرائيل عام 2010، أقدمت إسرائيل على توسيع مستوطنات حي رامات شلومو بالقدس الشرقية المحتلة، وبدلا من انتقاد الفعل الإسرائيلي، الذي اعتبره الخبراء مهينا لنائب الرئيس، اختار بايدن التأكيد على قوة الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وقال "التقدم يحدث في الشرق الأوسط عندما يعلم الجميع أنه لا يوجد أي خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وبعد ضرب إسرائيل الحائط برغبات إدارة أوباما، واستمرارها في بناء المستوطنات، ظهر بايدن مدافعا عن إسرائيل ورفض ممارسة أي ضغط عليها. وبعد لجوء السلطة الفلسطينية لمجلس الأمن عام 2011 للمطالبة بإدانة بناء إسرائيل المزيد من المستوطنات بالأراضي المحتلة وسط أحداث الربيع العربي، وفي اجتماع بالبيت الأبيض حول طبيعة القرار الذي ستتخذه إدارة أوباما أمام مجلس الأمن، حذرت وزيرة الخارجية حينذاك (هيلاري كلينتون) من أن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار المستوطنات قد يقلب المتظاهرين بالعالم العربي ضد واشنطن، ووافقها الرأي وزير الدفاع روبرت غيتس، وكذلك السفيرة الأممية سوزان رايس، لكن بايدن جادل بقوة لاستخدام الفيتو، واتبع أوباما نصيحته. ومن ثم أيد كل أعضاء مجلس الأمن القرار، وكان التصويت 14 صوتا ضد (صوت) الفيتو الأميركي.
وبعد وصوله الحكم في يناير الماضي، أكد كذلك أنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير بالقدس وغزة، قال الرئيس الأميركي إنه يأمل أن "يتم إنهاء التوتر في الشرق الأوسط عاجلا لا آجلا"، مؤكدا على ما اعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه آلاف الصواريخ التي تسقط عليها"، وبعد كل ذلك لايزال بعض السذج يراهنون علي بايدن وادارته.