رئيس التحرير
عصام كامل

ضروري في هذه الحالة.. ما هو تعريف الطلاق حسب الشريعة الإسلامية؟

الطلاق بين الزوجين
الطلاق بين الزوجين

تكثر حالات الطلاق في المجتمع هذه الأيام بإطلاق اللفظ دون تريث أو تفكير فيما يحدث من تفريق بسبب الطلاق، وأحيانا يتلفظ الرجل بالطلاق بينه وبين من حوله في أي مشكلة يتعرض إليها وتقع النتيجة على الزوجة بسبب إساءة الزوج لاستخدامه هذا الحق الذي أعطاه له الله فما تعريف الطلاق ومتى يصبح ضرورة؟

وأجاب الشيخ حسن مأمون مفتي الجمهورية الأسبق فقال: الطلاق هو رفع قيد النكاح باللفظ الدال عليه، أو مايقوم مقامه من الكتابة المستبينة المرسومة أو إشارة الأخرس  ويقع طلاق الزوج البالغ العاقل الراضى، فلا يقع طلاق المجنون والمعتوه والمكره ولا طلاق الصغير ولو كان مميزا ولا طلاق السكران.

كنايات الطلاق 

وإذا كان لفظ الطلاق صريحا لم نحتج الى البحث عن نية الزوج من النطق به، لأن اللفظ لا يستعمل إلا في الطلاق كأنه يقول الرجل لزوجته انت طالق أو انت مطلقة أو طلقتك.

كما يجوز إنشاء الطلاق من الرجل ابتداء يجوز الإقرار به لأن من يملك الإنشاء يملك الإقرار، وإذا كان اللفظ يستعمل في الطلاق وغيره لم يقع الطلاق إلا بنية الرجل الطلاق، فإذا لم ينوه لم يقع شيء وهو المعروف في الفكر الإسلامي بكنايات الطلاق.

مشروعية الطلاق

والطلاق في الإسلام مباح لكنه أبغض المباحات الى الله للحديث الصحيح: (أبغض الحلال الى الله الطلاق ) ولهذا فإن أصل مشروعيته التخلص من الحياة الزوجية التي لا يتمكن فيها الزوجان من استدامتها بدون شقاق أو خلاف.

والواجب أن يعالج الشقاق أولا ينصح الزوجة وإرشادها إلى واجباتها، فإن استجابت وزال الشقاق لم يكن هناك محل للطلاق، وإذا لم ينفع النصح جاز للزوج تأديب زوجته تأديبا خفيفا ولو بالضرب الذى لا يكسر سنا، ولا يخدش وجها، ولا يتلف عضوا.


فإن لم يفلح النصح ولا التأديب وصارت الحياة الزوجية جحيما وعذابا جاز الطلاق الذى يضع حدا لهذه الخلافات، وصدق الله تعالى إذ يقول (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا).

الفطرة الإنسانية 

هذا هو الطلاق في الإسلام الذي يتفق مع الفطرة الإنسانية، والذي يعيبه الغربيون، مع انهم يلجأون اليه وترفع الزوجة أو الزوج دعاوى التفريق أمام محاكمهم وتكون النتيجة، إما أن تحكم به المحكمة وإما أن تأمر الزوجين ببقائهما وإذ ذاك يتعاشران بكراهية شديدة وذلك ضرر شديد.

المقصود من الزواج

والأصل أن الحياة الزوجية قد بدأت بكامل حرية الزوج ورغبته وأن الزوجة استجابت لطلبه بكامل حريتها، وأن الواجب على كل منهما أن يعاشر الاخر بالمعروف، فإذا تعديا حدود الله أو تعدى أحدهما ولم يتحقق المقصود من الزواج الذى اشارت اليه الاية الكريمة (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ) كان إنهاء الحياة الزوجية إنهاء صادرا عن رغبة الزوج أو بحكم من القاضي بطلب الزوجة خيرا من بقائهما متعاشرين هذه المعاشرة التي يتأذى منها الطرفان ويتأثر بها الأولاد والاهل.

الجريدة الرسمية