شاهد.. حارس مقابر ينام بجوار قبر نجله الوحيد منذ 6 سنوات بالشرقية
أجرت "فيتو"، بثًا مباشرًا، منذ قليل مع حارس مقابر قرية الطاهرة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية والذى فضل الحياة والنوم بجوار قبر نجله منذ 6 سنوات تقريبا بعد وفاة الأخير في حادث أثناء عمله بالمعمار.
عم السيد ينام بجوار قبر نجله
والتقينا عم "السيد عبد الحميد" لنتعرف علي أسباب تفضيله المكوث بجوار قبر ابنه طوال الوقت فقال: ابني عبد الحميد توفي منذ 6 سنوات تقريبًا وكان عمره وقتئذ نحو 19 عامًا ويتميز بحسن الخلق ومتدين ويحرص على الصلاة في أوقاتها والصيام دائمًا وكان محبوبًا من الجميع.
وأضاف والدموع تنهمر من عينيه: احرص يوميًا على الاستيقاظ مبكرًا لتنظيف قبر ابنى الراحل واعتدت ذلك منذ يوم وفاته كما أروي بعض الأزهار والأشجار التي تم غرسها بجواره.
شهيد العمل
ويروى الأب لحظة سماعه خبر مصرع ابنه قائلا: يوم الحادث أبلغني ابنى والذي كان يعتمد على نفسه منذ طفولته ويعمل في مهنة المعمار لتوفير نفقاته، حيث مهمته كانت نقل كميات كبيرة من الطوب إلى الأدوار المرتفعة بواسطة ونش لرفع مواد البناء بذهابه للعمل مع صديقه وهو ما قوبل بالرفض من جانبي وقولت له: "بلاش تروح الشغل النهاردة كأن قلبي حاسس إن في حاجة هتحصله إلا أنه أصر على الذهاب للعمل وأجابنى بأنه لم يكن يطيق الجلوس في المنزل.
وتابع: لم يمض سوى دقائق فقط حتى جاءنى اتصال تليفونى يقول "ابنك عبده مات الونش سقط عليه" وعقب سماعى الخبر كاد أن يغشى على من هول الصدمة وتوجهت مسرعًا لمكان عمله لأجده ملقى على الأرض غارقًا في دمائه ورأيته ينظر تجاهي وأخذته بحضنى ولفظ أنفاسه الأخيرة بين يدى والدماء كست الطريق.
دفنت ابنى بنفسي
واستطرد عم السيد: دفنت عددا كبيرا من أبناء العائلات بالقرية إلا أن مشهد دفن ابني لم ولن أنساه طوال عمرى.
وردا على سؤال عن مدى شعوره بالخوف من السكن بالمقابر والحياة بجوار الموتى.. أجاب ساخرا: الأموات مافيش منهم خوف ولا ضرر الأحياء هم اللي بيخوفوا وبيضايقونا وسكت برهة ثم واصل كلامه وقد انقلبت سخريته إلى حزن ودموع قائلا بصوت خافت: الله يرحمك يا ابنى ياضنايا.. وحشتنى أوى.. وعمرى ماهسيبك ولا دقيقة حتى ألقاك".