هل التغيير يأتي من الله أم البشر؟ علي جمعة يجيب

 كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن سر التغيير الذي يطلبه البشر، ورد على السؤال الذي حير العديد من الأشخاص عن حدوث التغيير، وهل يأتي التغيير من البشر أم من الله؟.

هل التغيير يأتي من البشر أم من الله؟

 وأكد الدكتور علي جمعة، أن التغيير الذي يأتي من البشر يتطلب أن يغير الإنسان أفعاله من الأفعال السلبية (التدمير والتفجير والتكفير والكراهية والغضب، إلى الأفعال الإيجابية كالحب والرحمة. أما التغيير من الله فيأتي من الخلق).

تابع الدكتور علي جمعة: “هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟ يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. إذًا، هي دائرة؛ فهناك أشياء يفعلها البشر، وما يفعله البشر يدور بين الإيجاب، مثل الحب والرحمة، وبين السلب، مثل التدمير، والتفجير، والتكفير، والكراهية، والغضب”.

وأوضح علي جمعة: “إذا كان الإنسان يسير على الحلال ويسير على مجموعة الأخلاق التي تزكي النفس؛ فإن الله يغيره من حال إلى حال أفضل منه. والتغيير الإلهي يختلف عن التغيير البشري؛ فالتغيير البشري مناطه الاختيار، أما التغيير الإلهي فمناطه الخلق”.

التفكير في الخير شرط للتغيير 

  وعما يجب أن يفعله الإنسان للتغيير، قال علي جمعة: “من المفروض أن أكون دائمًا، وأنا أسير في رحلة حياتي، حريصًا على التفكير في الخير، لأن الله تعالى هدانا إلى طريقَي الخير والشر، حيث قال: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ}.. إذًا، الله تعالى أمرنا بكل إيجابية، وأمرنا بكل ما هو مليح؛ أمرنا بالصلاة، والبر، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والانتهاء عن كل سلبية. فإن فعلنا هذه الأوامر، غيَّر الله حالنا من الحال التي نحن عليها إلى أحسن منها”.

وأوضح الدكتور علي جمعة "لننظر إلى حال المسلمين في مكة في بداية الأمر، عندما رأى الله حالهم الإيجابي، غيَّر حالهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن بعد الاضطراب، والاستقرار بعد القلق النفسي. وبعد ذلك، زاد تمسكهم وارتباطهم بخالقهم سبحانه وتعالى، فغيَّر الله حالهم من الحبشة إلى المدينة، حيث تأسست دولتهم وبدأت فتوحاتهم وتوسعاتهم من الشرق إلى الغرب وسادوا العالم."

حكاية عبد الرحمن بن عوف مع التغيير

 وعن حكاية الصحابي عبد الرحمن بن عوف مع التغير، قال الدكتور علي جمعة: "قال الله جل شأنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. بالفعل، غيَّر الله حالهم إلى أفضل مما كانوا عليه. على سبيل المثال، نجد عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- عندما قال له سعد بن الربيع، رضي الله عنه، "اختر ما شئت من مالي وزوجاتي"، أجابه عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك في زوجاتك وفي مالك، ولكن أرشدني إلى السوق". فأرشده إلى السوق. وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا ناجحًا، حتى إنه عندما توفي لم يتمكنوا من حصر ثروته لكثرتها."

واستطرد علي جمعة قائلًا: "وقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا". فقال بعض أصحاب النظرة القاصرة والقلوب القاسية: إن عبد الرحمن بن عوف لكثرة ماله لم يكن الله راضيًا عنه. ولكن أهل العلم والبصيرة فسَّروا ذلك تفسيرًا رائعًا وجميلًا، فقالوا: إن الذي يحبو هو الطفل الصغير، فكأن عبد الرحمن بن عوف سيكون في براءة الأطفال، ليس عليه شيء يُؤاخذ عليه عند دخوله الجنة".

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه عن التغيير فقال: "هذا التفسير الذي أدركه أهل الله، جاءهم عن طريق البصيرة التي رزقهم الله إياها؛ فالتغيير الذي يتم من قِبَل الخلق مناطه الاختيار، أما التغيير الذي يتم من الله فمناطه الخلق. فالله سبحانه هو المحيي المميت، وهو الخالق، وهو الموفق. وكلما اتقينا الله وخشيناه وغيرنا أنفسنا، غيَّر الله حالنا إلى أحسن حال، وفتح لنا أبواب الخير، والسعة، والأمن، والأمان."
 

النبي طلب قتلهم، علي جمعة يوضح سلوكيات الخوارج ويكشف سر نعي رسول الله لهم

علي جمعة يرد على فكرة إلغاء الموت والمخاوف من التطور في المستقبل

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.