استفزاز اجتماعي
كل المجتمعات فى العالم، بما فى ذلك المجتمع الصينى والكوبي، يوجد فيها تفاوت اجتماعى لوجود فوارق طبقية تزيد أحيانا كثيرا فى بعض المجتمعات وتقل فى مجتمعات أخرى.. لكن المجتمعات الحريصة على الاحتفاظ بالاستقرار تهتم ألا يكون هناك استفزاز اجتماعى صارخ فيها، خاصة للطبقة الوسطى التى تعتمد عليها هذه المجتمعات فى دعم استقرارها.. أما نحن فى مصر فإننا لا نرعى كثيرا ذلك، ولا نلتفت إلى ضرورة تجنب استفزاز الطبقة الوسطى كما هو حادث الآن !
ويشارك فى هذا الاستفزاز للأسف مسئولون وغير مسئولين من نجوم المجتمع.. انظروا إلى الاتصالات التليفونية التى تطارد بها بعض الشركات العقارية أبناء الطبقة المتوسطة لشراء شقة ثمنها يبدأ ببضعة ملايين من الجنيهات، بينما هؤلاء يعانون أعباء التضخم من جهة، وأعباء الزيادة فى رسوم الخدمات الحكومية وما يصاحبها من بعض الإتاوات أحيانا من جهة أخرى، أو عدم كفاية المعاشات التى يتحصلون عليها فى توفير احتياجاتهم من الدواء للأمراض المزمنةَ التى يعانون منها.
حفلات الساحل الشمالي
وانظروا أيضا للحفلات التى تنظم فى الساحل الشمالى، والتى تخرق الإجراءات الاحترازية التى أعلنتها الحكومة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا الذى بدأ موجته الرابعة فى الهجوم علينا.. فإن سعر التذكرة فى هذه الحفلات يكفى لدعم رغيف العيش لنحو آلاف الأسر، والمثير أن المنظمين والمشاركين يتباهون بذلك !
إن هذا ليس من سمات المجتمع الرشيد الحريص على تماسكه واستقراره.. فهل نتنبه لنحمى استقرار مجتمعنا.