كنز طالبان الثمين.. أمريكا تسابق الزمن لإنقاذ "بصمات ومكالمات" الأفغان
كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تهديدا خطيرا أمام المسؤولين الأمريكيين الذين يتسابقون لإجلاء آلاف الأفغان، حيث تظهر أهمية مخازن البيانات الرقمية الضخمة التي ستكشف عن علاقات الأفغان بالعمليات الأمريكية على نطاق واسع بمجرد أن تصبح في أيدي طالبان.
وبحسب تقرير المجلة فإن شركات اتصالات عاملة في أفغانستان تكثف من جهودها لتخزين "كميات من السجلات" ترتبط بمكالمات للأفغان ومواقع تواجدهم.
قواعد البيانات
وتتضمن قواعد البيانات الحكومية سجلات للمشروعات الممولة من الخارج، وبيانات الموظفين المرتبطة بها.
لكن المخاوف تتزايد من معلومات سرية حول البيانات الحيوية مثل "بصمات الأصابع والعيون" تجعل التعرف على الأشخاص أمرًا سهلًا.
معلومات قيمة
توماس واريك، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب بوزارة الأمن الداخلي، تحدث عن هذه السجلات قائلا: "ليس هناك شك تقريبًا في أنهم قد وضعوا أيديهم على كم هائل من المعلومات القيمة يمكنهم (طالبان) استغلالها في أوقات فراغهم".
القوات الأمريكية والدبلوماسيون بدورهم سارعوا إلى تدمير سجلاتهم الخاصة بالأفغان عند مغادرتهم، لكن الاستيلاء السريع على كابول ترك مخازن كبيرة من البيانات مفتوحة للاستغلال داخل الشركات الأفغانية والمكاتب الحكومية.
استهداف الأفغان
ويعطي هذا الأمر طالبان اليوم أدوات بارعة من الناحية التكنولوجية لاستهداف الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة أو الحكومة الأفغانية السابقة بدقة غير مسبوقة، مما يزيد من الخطر على أولئك الذين لا يخرجون في رحلات الإجلاء.
غير أن قدرا كبيرا من الاهتمام تركز على سباق لإزالة البيانات من الإنترنت. وبالفعل حذفت الحكومة الأمريكية مقاطع فيديو وقصص وصور الأفغان من مواقعها، وكذلك فعلت العديد من الشركات الأفغانية.
تحديد هوية طرفي الاتصال
وتطرح شركات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وتويتر ولينكد، أدوات للمساعدة في تحديد من يرى ملفات تعريف المستخدمين الأفغان ومنشوراتهم واتصالاتهم.، إلا أن هذه الجهود لا تمس المجموعات الضخمة من البيانات الموجودة في كابول.
وعلى سبيل المثال، تحتفظ شركات الاتصالات بسجل لكل مكالمة هاتفية يتم إجراؤها مع تحديد هوية طرفي الاتصال.
والتر كونيج الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل مع شركات القطاع الخاص الأفغاني من عام 2011 إلى عام 2015، تحدث بدوره قائلا إن مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية استخدموا شبكات الجوال المحلية لإجراء مكالمات مع من علموا مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المترجمين والسائقين والطهاة وغيرهم.
ابتزاز شركات الهاتف المحمول
وقال كونيج عن طالبان: "لا أعتقد أن أي شيء غير مطروح على الطاولة فيما يتعلق بأي حقوق شخصية".
حتى قبل أن يسيطروا على البلاد، هاجمت طالبان البنية التحتية للاتصالات وابتزاز شركات الهاتف المحمول.
وأخيرا قال تميم سميع رجل الأعمال الأفغاني الأمريكي الذي كان يدير شركة لتكنولوجيا المعلومات في أفغانستان في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إن سجلات المكالمات ستكون مفيدة بشكل خاص لطالبان.
وكان دبلوماسي غربي، أكد الخميس ازدحام المنطقة المحيطة بمطار كابول بـ"شكل لا يصدق" رغم التحذيرات الأمنية.
ونقلت رويترز عن الدبلوماسي الغربي قوله: "حوالي 1500 يحملون جواز سفر أو تأشيرة أمريكا يحاولون دخول مطار كابول".
وتعتقد الولايات المتحدة أن تنظيم داعش خراسان، وهو عدو لدود لحركة طالبان، يريد إثارة الفوضى في المطار ولديه تيارات استخباراتية تشير إلى قدرته على تنفيذ هجمات متعددة ويخطط له، بحسب المسؤول.
وزادت المخاوف الأمريكية بعد فرار أكثر من 100 سجين موالٍ لداعش في أفغانستان من سجنين بالقرب من كابول مع تقدم طالبان من العاصمة.