زوجة حسين هيكل تكشف سر عشقه لـ"زينب" وأسباب رفضه رئاسة الوزراء أكثر من مرة
في مجلة "روز اليوسف" عام 1957، وبعد أربعين يومًا على رحيل الاديب السياسى الدكتور محمد حسين هيكل أجرى الصحفى فريد فودة حوارا مع زوجة الراحل لتوضيح كل ما يجهله القارئ عن حياة هيكل الأديب والسياسى الدكتور محمد حسين هيكل ولد في مثل هذا اليوم 20 أغسطس 1888.
عرفت الزوجة المصونة زوجها في أول الحوار، فقالت: أول من كتب القصة الطويلة في مصر، أبطاله يعيش معهم وأسلوبه طوع قلمه، ووحيُه مستمدٌ من الواقع، وإحساساته كانت موزعةً بين نفسه وبين الناس، فكان يشارك الشعب أعباء الحياة، كتب زينب في وقت كانت تقاليد الأسر الريفية تمنع الشاب المثقف ابن العيلة أن يتناول بالقلم شيئًا له علاقة بالغرام، كتب زينب وأرسل فصولها تباعا إلى الأستاذ لطفى السيد لنشرها في الجريدة بتوقيع مستعار "مصري فلاح".
كتاب زينب
وأضافت: أنه حين عاد من بعثته وجد الناشرين يبحثون عن "المصرى الفلاح" مؤلف زينب لنشرها في كتاب فظهر اسم مؤلفها الحقيقى عليها.
وعنه كإنسان قالت: لم أرَ في حياتى من يحب بيته وأولاده كما كان زوجى فكان البيت بمثابة هواية من هواياته، كان يقضي الأوقات الطويلة في البيت بين أولاده وبين كتبه، وكان يقرأ كثيرا أربع ساعات على الأقل.
هوايات الدكتور
أما الكتب التي كان يفضلها هي كل ما يستحق القراءة وخاصة إنتاج تلاميذه، وأحب ساعات الكتابة بالنسبة له قبل الإفطار فكان يصحو مبكرا ويتناول لقمة صغيرة مع السيجار، ويظل يكتب حتى يستيقظ الجميع فيتناول الإفطار معنا.
وأضافت الزوجة: هوايات الدكتور هيكل بعد الكتابة الموسيقى والأوبرا، ومنها أوبرا كارمن بالذات كانت تنعشه وتلهب حماسه وإحساسه، ولذلك فهو الأب الروحى لجمعية محبى الفنون الجميلة، وكل مؤلفاته بالنسبة له في مكانة واحدة عدا زينب.
أول مقال
حول أول مقال كتبه الدكتور هيكل قالت: لم نكن قد تزوجنا وكان طالبا في الحقوق، وكان الذين يكتبون في "الجريدة" التي كان يرأس تحريرها أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد من فطاحل الكتاب والأدباء، وأول قصة كتبها هي "زينب" وقد استوحاها من فلاحة من قريته كفر غنام، وآخر قصة كتبها هي "هكذا خلقت" عن فترة من ماضينا.
وأضافت زوجة الأستاذ هيكل: عُرضت على زوجى رئاسة الوزارة اكثر من مرة، لكنه كان يعرف انها مسئولية مرتبطة بظروف معينة لا يرتاح لها ضميره فقد كانت هناك كراهية مكتومة للسراى والانجليز.
وصية الرحيل
وحول وصيته قبل الرحيل قالت: أوصانا بكتبه وقصصه وانتاجه وسننفذها بأن أُيسِّر انتاجه لكل الناس ليقرأوه، وقد ترك زوجى مذكرات دفاعا عن حقوق المراة ولا أجد مسحة من الوقت إلا وقرأت لزوجى حتى أن تأثير كلماته حجبت عنى أي تأثير لكاتب آخر.