5 أشياء إذا فعلتها تستجاب دعوتك.. تعرف عليها
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).. شرع الله سبحانه وتعالى الدعاء وجعله مندوبًا، ولم يُخصّص له وقتًا، أو حَدًّا مُعيَّنًا؛ إذ يمك أن يدعو المسلم ربّه في كلّ وقت، وبِما يشاء فالدعاء هو طلب العبد حاجته من ربّه -عزّ وجلّ؛ حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة، قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ).
وقد وعد الله عباده بالاستجابة، إذ يعني إظهار التذلُّل والحاجة لله -تعالى-، والرجوع إليه، كما عرّفه الطيبيّ، وعرّفه المناويّ بأنّه: افتقار العبد إلى الله -سبحانه- بإظهار حال الاضطرار، وعُرِّف الدعاء أيضًا بأنّه: طلب كشف الغُمّة، وتحقيق الحاجة من الله.
آداب الدعاء
يُستحسَن للمسلم التحلّي بعددٍ من الآداب حين التوجّه إلى الله، وطلب الحاجات منه، يُذكر منها: الثناء على الله -تعالى-، والصلاة على النبيّ قبل طلب الحاجة.
استشعار عظمة الله -سبحانه-، مع الرغبة والرهبة منه.
إظهار التذلُّل والحاجة والفقر لله -سبحانه-، والبكاء أثناء الدعاء.
دعاء الله بأسمائه الحُسنى، وصفاته العُليا.
الدعاء بأحسن الكلام، وجوامعه، مع الحرص على خَفْض الصوت.
التوجُّه إلى الله -تعالى- في جميع الأحوال، وعدم الاقتصار على الدعاء في الشدّة أو الحاجة.
التوجّه إلى الله بالدعاء في الأوقات الفاضلة المباركة. الاعتراف بالذنوب والخطايا.
التوبة إلى الله -تعالى- من الذنوب والمعاصي؛ بالاعتراف بالذنوب، والندم على ارتكابها، والعَزم على عدم العودة إليها؛ فالتوبة سببٌ من أسباب زيادة الخيرات، وتحقيق البركة في كلّ شيءٍ، وإجابة الدعاء.
الحرص على الوضوء قبل الدعاء، والتوجُّه إلى القِبلة، ورَفْع اليدين عند الدعاء.
التوسل إلى الله -تعالى- بأنواع التوسُّل المشروعة، كالتوسُّل إليه بالأعمال الصالحة.
الحرص على تقديم الأعمال الصالحة بإخلاص النيّة لله -سبحانه-، مثل: التصدُّق، والصيام، وغيرهما؛ لتكون العبادة وسيلةً للإجابة.
تجنُّب الدعاء على الأهل، أو النفس، أو المال. الدعاء للغير؛ من الوالدَين، والإخوة، وغيرهم.
تكرار الدعاء وطلب الحاجة والسؤال ثلاث مرّات، والإلحاح، والجزم فيه.
كيف يُستجاب الدعاء بسرعة
هناك العديد من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها؛ حتى يستجيب الله له دعاءه، ومنها ما يأتي:
طِيب المَأكل والمَشرب، والدعاء بِما يُرضي الله: إذ يساعد حِرص العبد على طِيب مَأكله، ومَلبسه، ومَشربه على استجابة الله -تعالى لدعائه؛ لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ).
الثقة بالله -تعالى- وبإجابته للدعاء: ويكون ذلك بأن يؤمن العبد بالله -تعالى-، ويثق في استجابته، ويُصدّق بأنّ قوله الحقّ، وأنّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلم- رسوله الصادق فيما بَلّغ عنه.
على المسلم أيضًا أن يُحسِن الظنَّ بالله -تعالى-، وأن يكون صبورًا في انتظار استجابة دعواته، كما يجب عليه أن يبتعد عن الدعاء بِما لا يُرضي الله -سبحانه-.
الثناء على الله والصلاة على نبيّه: وقد فضّل بعض العلماء أن يبدأ المسلم دعاءه بذلك، وأن ينهيَه به؛ فيحمد الله -تعالى-، ويُثني عليه بِما هو أهله، ويحرص على أن يكون خاشعًا لله -تعالى-، ومُتضرِّعًا له أثناء دعائه، ثمّ يُصلّي على النبيّ؛ فالصلاة على النبيّ دعاء مُستجاب، ثمّ يدعو المسلم بعدها بِما شاء، والله -تعالى- كريم لا يَردّه.
مواطن استجابة الدعاء
تحرّي المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء: كالسجود، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ).
الدعاء بأسماء الله الحُسنى: قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها).
الإكثار من الأعمال الصالحة: فيكثر العبد من العمل الصالح، ويرجو الله -تعالى- به؛ ليستجيبَ له دعاءه، ويتحقّق العمل الصالح بإخلاص النيّة لله -عزّ وجلّ-.
التقرُّب إلى الله -عزّ وجلّ- بالنوافل: إذ يساعد تقرُّب المسلم إلى ربّه بالنوافل على استجابة الدعاء؛ ويكون ذلك بعد الانتهاء من أداء الفرائض، وأن يدعوَ الله -تعالى- ويتقرّب إليه في السرّاء؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من سره أن يستجيبَ اللهُ له عندَ الشَّدائدِ والكُرَبِ، فلْيُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ)، ومن ذلك أن يُكثرَ من ذِكر الله -تعالى- في أحواله جميعها.
دعاء الله تعالى وحده لا شريك له: فمن المُهمّ ألّا يتوجّه المسلم بالدعاء إلّا لله -تعالى-، فلا يلجأ إلى غيره، كما لا يُشغله الدعاء عن أداء الفرائض، والواجبات المطلوبة منه