رئيس التحرير
عصام كامل

تهنئة رغم اختلاف المذهب.. سر دعم إيران لـ طالبان

طالبان
طالبان

يرجع بعض المراقبين العلاقة الجيدة بين إيران وحركة طالبان الأفغانية إلى طبيعة سياسة إيران التي تقوم على "التقية" في الكثير من مواقفها الدولية، والبراغماتية السياسية.

عدو مشترك 

فهي تعلن بأنها تحارب الإرهاب، بينما أثبتت الوقائع أن العديد من قيادات تنظيم القاعدة أقاموا أو عبروا الأراضي الإيرانية، بمن فيهم أفراد من عائلة أسامة بن لادن نفسه.

 

في المقابل يرى بعض المراقبين، أن الأمر يتعلق أيضًا بالعدو المشترك للطرفين وهو الولايات المتحدة الأمريكية، فكلاهما يناصب العداء للأخيرة، التي تناصبهما العداء، على الأقل، كما يتضح من خلال تصريحات الطرفين، ومن ثم فإن النظرة المشتركة لإيران وطالبان من الولايات المتحدة هي التي دفعتهما نحو التعاون.

انتصار لافت 

وقد تحدثت مصادر مختلفة عن قيام إيران بتزويد الحركة بأسلحة خلال فترات سابقة، وبرغم واقعية هذا التفسير، فإنه يعتقد أنه ليس هو السبب الأساسي للتعاون، فإيران دولة تسعى إلى الهيمنة، وتبحث عن دور في أي أزمة أو صراع.

  وسبق أن هنأ زعيم الطائفة السنية في إيران، الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي، المعروف بمولوي عبدالحميد، حركة طالبان الأفغانية، عقب سيطرتها على أفغانستان، معتبرًا أن ما حققته الحركة ”انتصارًا لافتًا“.

 

وقال مولوي عبدالحميد، في بيان نشره موقعه الرسمي، الثلاثاء: ”أؤكد للعالم أن طالبان اليوم ليسوا طالبان قبل عشرين عامًا“.

مقاتلي طالبان

وأضاف أن ”الانتصار الكبير واللافت لطالبان، الذي جاء نتيجة الجهاد والاستشهاد والصبر على طريق الحق ضد المحتلين المعتدين، والحكومة الفاشلة، والغارقة في الفساد، يستحق التهنئة للإمارة الإسلامية“، بحسب قوله.

وأشار الزعيم الديني السني، إلى أن ”مقاتلي طالبان اكتسبوا الخبرة، وأحدثوا تغييرات في آرائهم، وهم اليوم ليسوا طالبان قبل عشرين عامًا“.

 

وتابع: ”إذا كانت هناك نقاط ضعف، فيمكن تصحيحها، نحن نعرف الكثير عن طالبان أكثر من كثير من الناس حول العالم، لأننا جيران ونعرفهم أفضل. لذلك، نعتقد أنه يجب منح طالبان فرصة، وعدم الالتفات إلى الدعاية الأحادية الجانب“، وفقًا لتعبيره.

 

كما أشاد مولوي عبدالحميد، بقرار حركة طالبان، إصدار عفو عام في أفغانستان، معتبرًا أن ”العفو العام لحركة طالبان، والتسامح مع الأعداء الذين حاربوا لسنوات، والتوقف عند أبواب كابول، ومنع إراقة الدماء في أفغانستان، يستحق الثناء“.

 

وفيما يتعلق بمخاوف المجتمع الدولي، بشأن حقوق المرأة في حكومة طالبان المقبلة، قال مولوي، إن ”مخاوف المجتمع الدولي فيما يتعلق باحترام حقوق المرأة وكرامتها، وحقوق الإنسان، والحريات الفردية والاجتماعية، وحرية الصحافة والتعبير والنقد، يمكن معالجتها بشكل كامل بهذه الصفة“.

 

وأعرب الزعيم الديني السني في إيران، عن ”أمله في أن تقوم حركة طالبان والشعب الأفغاني، بتبديد مخاوف المجتمع الدولي بشأن هذه القضية“، قائلًا: ”آمل أن تثبت حركة طالبان والشعب الأفغاني عمليًا، أن مخاوف المجتمع الدولي ليست حقيقية، وأنهم سيحيّدون كل الدعاية من خلال أفعالهم“.

الجريدة الرسمية