مصر وأفغانستان !
لا يفوق الاهتمام العالمى الآن بحرائق الغابات فى بعض أنحائه الذى يعتبره علماء البيئة أحد ظواهر تغير بيئى عالمى، سوى التقدم السريع لعناصر طالبان فى الأراضى والمدن والأقاليم الأفغانية والسيطرة عليها، حتى صارت الآن على بعد نحو خمسين كيلومتر فقط من كابول، وهى مسافة تساوى تقريبا المسافة بين القاهرة وبنها، وبذلك أضحت طالبان قادرة على اجتياح العاصمة الأفغانية فى فترة زمنية أقل بكثير مما قدرته المخابرات الأمريكية والتى كانت تتوقع حاجة طالبان لنحو الثلاثة أشهر حتى تصل إلى كابول.. فالعالم يترقب الآن المخاطر المتوقعة على استيلاء طالبان على السلطة فى أفغانستان بعد أن سحبت أمريكا قواتها منها وبعدها فعلت قوات الناتو ذات الشىء، ويخشى كثيرون أن يستعيد تنظيم القاعدة الإرهابى قوته ونفوذه القديم الذى كان يحظى به قبل أن ينافسه تنظيم داعش الإرهابى نظرا لدعم حركة طالبان له .
ولذلك علينا نحن فى مصر أن نمنح قدرا من اهتمامنا لما يحدث فى أفغانستان التى كانت فى التاريخ القريب نقطة تصدير الإرهابيين لنا الذين أطلق عليهم الأفغان العرب الذين أسهموا فى موجة العنف والإرهاب التى تعرضت لها مصر فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى.
صحيح أن التحديات والمخاطر التى تواجه الأمن القومى المصرى كثيرة ومتنوعة، إبتداء مما يحدث فى ليبيا وحتى ما يحدث فى إثيوبيا، غير أن هذا هو قدرنا.. أن نتسلح باليقظة الدائمة لكل ما يحدث حولنا وفى العالم لنحمى ونقى أنفسنا من أية مخاطر وتهديدات محتملة، حتى لا نفاجأ بتكرار ما واجهناه فى الثمانينيات والتسعينيات دون أن نستعد له بما يناسب حجم هذه المخاطر والتهديدات للأمن القومى المصرى.
إن أفغانستان ليست بعيدة عنا، ويحب أن تكون فى إطار اهتمامنا ومتابعتنا السياسية والأمنية والمخابراتية .