بسبب محدودية الموارد..عبد الجليل يدعو إلى إنشاء مركز وطني لتخطيط استخدامات المياه
دعا الدكتور إسماعيل عبد الجليل رئيس الأكاديمية العربية للمياه، والرئيس الأسبق لمركز بحوث الصحراء، إلى إنشاء مركز وطني جديد يختص في التخطيط لاستخدامات المياه بكافة أنواعها في مصر، ويجمع في هيكله المسئوليات التي تتحملها الآن وزارات الموارد المائية والري والإسكان والتنمية المحلية في التخطيط وتوجيه وتحديد احتياجات المياه، على أن تحتفظ تلك الوزارات بالآليات التنفيذية لخطط استخدام المياه.
وأوضح أن المركز الوطني المقترح إنشاؤه يعمل على تقدير قيمة المياه المتوافرة سواء كانت مياه عذبة من نهر النيل أو مياه الأمطار أو المياه الجوفية أو المياه العادمة (الصرف الصحي والزراعي) المعالجة، وتعمل على توجيهها للأغراض الاقتصادية أو الاستهلاكية المختلفة وفقا لمبدأ تحقيق أقصى استغلال وعائد من وحدة المياه، لافتًا إلى أن المركز سيكون مسئول عن تحديد احتياجات مياه الشرب في مناطق التوسع العمراني، إلى جانب تحديد قيمة المياه الجوفية في مناطق الظهير الصحراوي والاستغلال الأفضل لها سواء كان في الزراعة أو الصناعة، او غيرها من المجالات.
وأكد أن هذا المركز سيحرر الوزارات المسئولة الآن عن تحديد استخدامات المياه من مهام تثقلها بأعباء إضافية زيادة على مهامها الأساسية، وأنه يفضل أن يكون المركز تابع لمجلس الوزراء ليكون له القدرة على التعاون مع كل الجهات الحكومية والأهلية التي تساعده في تكوين قاعدة البيانات اللازمة لممارسة دوره الهام في تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه وتوجيهها إلى مسارها الصحيح.
ولفت إلى أن من أهم تخصصات المركز المقترح هو الوقوف أمام القطاعات التي تسرف كثيرا في استهلاك المياه دون عائد يوازي هذا الاستهلاك، وترتيب هذا الأمر بناء على دراسات علمية في ضوء إمكاناتنا المائية المحدودة، منوها إلى أن القطاع الزراعي في مصر مثال على ذلك، حيث تستهلك الزراعة قرابة 85% من حجم مواردنا المائية مقابل عائد يصل إلى 11% من الناتج القومي المصري وهو ما يجب أن نتوقف عنده ونعيد التفكير فيه لتعظيم إنتاج القطاع الزراعي والتخطيط لتخصيص حصص من المياه لقطاعات إنتاجية آخرى يمكنها تحقيق عوائد أعلى باستخدام كميات مياه أقل.
وأشار إلى أن مشروع الدلتا الجديدة يعتبر مثالا على حسن إدارة واستخدام المياه بمختلف أنواعها حيث يعتمد المشروع في جزء كبير منه على تعزيز كفاءة عمليات تدوير المياه واستغلالها في الأغراض الإنتاجية المناسبة للعائد منها، باستخدام مياه الصرف المعالج ثلاثيًا في الإنتاج الزراعي إلى جانب المياه الجوفية ومياه الأمطار، وهو نتاج دراسات شملت مناسبة الموقع الجغرافي وتوفر مورد مياه مناسب يحقق معادلة اقتصادية ناجحة تعطي أفضل فائدة من وحدات المياه بمختلف أنواعها.
وقال أن اضطلاع المركز الوطني المقترح إنشاؤه في عمله وفق نموذج إداري متطور وقائم على المنهج العلمي السليم، سيدر عوائد ربحية للدولة تمكنها من تحسين شبكات مياه الشرب والري والصرف الزراعي، لخفض الهادر منها.