حتى لا تصبح ظاهرة !
ما أحوجنا لثورة أخلاقية تهدم السلبيات بشتى صورها وتبني على أنقاضها منظومة خلقية إيجابية تعلي قيم الحق والخير والجمال والعدل واحترام الآخر والتسامح.. وهي القيم التي تربعت بها أمتنا على عرش العالم يوما، وكانت سببا في خيريتها التي امتدحها الله من فوق سبع سماوات حين قال تعالى:"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ".
ما نراه اليوم في مجتمعاتنا من حوادث عنف وجرائم بشعة تزداد وتيرتها وتتصاعد حدتها، وهي بالمناسبة غريبة ودخيلة علينا وتتوجع لها الضمائر السوية.. فمنذ متى كانت الأمهات يقتلن أولادهن أو يقتل الأزواج زوجاتهم أو تقتل الزوجات أزواجهن.. وأين الرباط المقدس الذي جعله الله بينهم من مودة ورحمة تشيِّدان أساسًا متينًا لا تستقيم علاقتهما بينهما إلا به..
ثم استشرت تلك الجرائم حتى وصلت للمؤسسة التعليمية والشارع وما نراه من سباب وتنابز بألفاظ بذيئة تخترق مسامعنا وتؤذي مشاعرنا سواء في التعاملات اليومية أو على مواقع التواصل الاجتماعي وما تبعها من أكاذيب وامتهان للحريات الشخصية كما فعلت إحدى المراقبات في حين تنمرت بطالبة جامعية ارتدت فستانًا دون حجاب أو دون بنطال كما أشيع وقتها.. وكما يفعل شباب تجرأ على الرذائل واستحل لنفسه اغتصاب جسد هنا وآخر هناك.. فما الذي أوصلنا لهذه الحال؟!
ربما يقول قائل إن ما ذكرت لا يرقى لدرجة الظاهرة.. لكن هل معنى ذلك أن ننتظر حتى تصبح ظاهرة يصعب التعامل معها واحتواء تبعاتها أم نحذر ونتنبه لما تكشف عنه أرقام الحوادث من دلالات خطيرة وروائح كريهة طفحت بعد يناير 2011 لتنذر بتردٍ أخلاقي وفساد متراكم من سنوات طويلة تضافرت له عوامل عديدة أسهمت في انتشاره واستفحاله.