صلاح منتصر يروي حكايته مع مارلون براندو وحسين الشافعى وزكريا محيى الدين
يعترف الكاتب الصحفى صلاح منتصر ـ ولد في مثل هذا اليوم 6 أغسطس 1932 ـ بأنه ليس نادما على عمله بالصحافة بالرغم من أنه كان يتمنى أن يكون محاميا، وفى حوار أجرته الصحفية هبة سليمان في مجلة نصف الدنيا عام 2000 عن بداياته ومشواره الصحفى على مدى 55 سنة عطاء قال فيه:
اسمى الحقيقي صلاح منتصر عشت طفولتى بين دمياط ورأس البر بعد وفاة والدتى وأنا طفل لم يتجاوز عمرى ثلاث سنوات لتقوم عمتى بتربيتى ورعايتى، ونشأت في أسرة متوسطة الحال تعمل في صناعة الحلويات مع أبناء عمتى وهم خمسة أبناء، تربيت على الفضيلة والأخلاق والدين والتقاليد وكانت الصلاة والصوم أمرا طبيعيا بدون نصيحة.
لحظات تمرد
وعندما حضرت إلى القاهرة مع أبى وأخى وعمره 15 عاما وجدت نفسى في مجتمع مختلف تماما مما أحدث خللا في توازنى بعض الوقت كأننى فلاح سافر إلى أمريكا، فتمردت على التقاليد والعادات وعلى كل ما تعلمته في دمياط إلا اننى سرعان ما رجعت إلى صوابى.
بدأت حياتى الصحفية رئيس تحرير في بيتى لجريدة من ورق الكراريس اسمها "الحقائق" ثم جريدة "الزميل " وبعد التحاقى بكلية الحقوق كتبت في جريدة الاخبار وهى غير الأخبار الحالية.
الموهبة الصحفية
وأضاف الكاتب صلاح منتصر:لعبت وأنا طالب الاسكواش مع كمال الدين حسين وحسين الشافعى وزكريا محيى الدين في نادى اتحاد الجيش دون أن أعرفهم وذلك قبل الثورة، وأحببت شخصية مارلون براندو وكان وجها جديدا في ذلك الوقت.
اكتشفت في نفسى الموهبة الصحفية وأنا في الثالثة عشر لكنى لم أهوى القراءة حتى قرأت رواية "ليالى القاهرة" لإبراهيم الوردانى، وكان اول من أدخلنى الصحافة صديقى محمد وجدى قنديل وكان يتدرب في مجلة آخر ساعة ومعه بدأت العمل في مجلة " الجيل " وكان رئيس تحريرها إسماعيل الحبروك في وقت كنت أدرس وأعمل موظفا في إدارة الحسابات بمصلحة الطيران المدنى إلى أن شاهد الأستاذ هيكل صور موضوع لى فطلب منى كتابة الموضوع ليخطفنى معه في آخر ساعة فاستقلت من الوظيفة وتفرغت للصحافة
التحرر من الوظيفة
وعن البداية الصحفية قال منتصر: ومع بداية الثورة بعد ثلاثة اشهر من العمل في آخر ساعة وكان قد فتح قصر عابدين ليزوره أفراد الشعب وقررت أن أترجم المغزى من فتح القصر، واخترت فلاحا بسيط وزوجته وابنه من امبابة وأدخلتهم القصر واجلست الفلاح على كرسى العرش وادخلتهم القاعات الفخمة وسجلت أحاسيسهم وبعد أن تردد الرقيب رجائى العزبى في نشر الموضوع على صفحة كاملة في آخر ساعة وكان عنوانه (الشعب يجلس على العرش ) واعجب به عبد الناصر كثيرا.
قصة إنسانية
ولأنى كنت مغرما بهيكل واعتبرنى أول تلميذ له انتقلت معه إلى الأهرام وكان اول خبر نشرفى الاهرام عبارة عن مانشيت في الصفحة الأولى لقصة إنسانية عن شخص فاز رهانه على حصان في سباق الخيل وعندما جاء وقت تسلمه الرهان مات فكانت القصة جواز مرورى للأهرام.
رحلة الأهرام
وأضاف منتصر: بعد رحيل هيكل عن الاهرام تعرض الاهرام لحركة كان من الممكن ان تنال منه فعندما تولى على أمين رئاسة التحرير كان يريد تغيير شخصية الاهرام لكن تم مجابهته ولم يستمر اكثر من ثلاثة اشهر، وكل من تولى الاهرام بعد ذلك بفضل الله اعتبرنى رقم واحد بالنسبة له ومع كل رئيس تحرير كان لى مكسب جديد، فمع احمد بهاء الدين سافرت الى امريكا لأول مرة فى حياتى، يوسف السباعى جعلنى مديرا للتحرير، ابراهيم نافع رغم انه كان يريد فرمى والتخلص منى باعتبارى من أولاد هيكل وكان يكتب بضعة اسطر تحت عنوان “مجرد نصيحة ” كنت اكتبها عندما يغيب عنها دون كتابة اسمى ومع الوقت تكاسل فطلبت منه أن اكتبها بانتظام بتوقيعى فوافق، وفى عهد على حمدى الجمال عام 1978 كتبت اول عمود صحفى فى الاهرام بعنوان “مجرد رأى".
ويعترف صلاح منتصر في حواره انه لم يقرأ الاهرام الا عندما التحق به فشعر بأن دماء جديدة جرت في عروقه اذ يجمع الاهرام في عهد هيكل بين خفة دم اخبار اليوم ورزانة الاهرام الاصلية وقال إن هيكل تأثر بأسلوب أخبار اليوم ومن ينكر ذلك لا يفهم شيئا في الصحافة.
وتعليقا على رحلته الصحفية الطويلة قال: بدأت تلميذا بالتأمل والمراقبة ومازلت تلميذا بالقراءة والمتابعة فى مهنة لا قمة لها.