ما بعد "الطبيب القاتل بمستشفي السلام"!
وقت قصير مر علي نشر مقال "الطبيب القاتل بمستشفي السلام" لتقوم الدنيا ولم تقعد.. أكثر من جهة تحترم الرأي العام لتقوم بواجبها مشكورة وتتصل تسأل وتستعلم.. أولها "المراكز الطبية المتخصصة" ومديرة إعلامه الدكتورة مي المهدي.. ثم جاء من "مركز أورام السلام" ما يفيد أنه لا يوجد قسم طوارئ يتبعه وأن المقصود ربما يكون "مستشفي السلام" وهو يقع في ذات المكان وإن كان بإدارة خاصة وطاقم مستقل وأن لا إساءة تمت للمرضي بالمركز بل يلقي الجميع عناية فائقة !
قلنا: إن هذا قلناه بالمقال السابق حيث جاء حرفيا (المستشفى أنفقت عليه الدولة كثيرا لتجهيزه لممارسة دوره إلا قسما للعناية المركزة تفتقده المستشفى حتى الآن!) والعبارة تعني قيام المركز بكامل واجباته لكنه في حاجة لوحدة للعناية وقد إعترف الجميع بعدم وجودها فعلا!.. كما إننا قلنا حرفيا بالمقال السابق أيضا (وتم نقله إلى قسم الطوارئ وهو بأطباء آخرين وإدارة مختلفة) أي أن لا علاقة بما جري لا بإدارة مركز الأورام ولا أطباؤه.. والجملة شديدة الوضوح!.. لكن لأن المبني مجاور وفي ذات الحيز بلا فاصل أو سور إعتقد أهالي المريض الذي توفي رحمه الله إنه قسم -قسم فقط- للطوارئ وإن كان له إدارة مستقلة.
وللحقيقة فإن ما قيل في المقال جزء مما جري.. توقفنا فقط عند التعامل الإنساني مع المرضي بإعتبارها ظاهرة في مصر تستحق التوقف ليس حتي عند بعض الاطباء لكن في مهن أخري.. ولذا.. لم نكتب عن الإهمال الجسيم في إغلاق غرف تحوي ثلاجات بها أكياس الدم إحتاجها المريض رغم إنه كان في مسيس الحاجة لها والمدهش أن أهله إشتروها من خارج المستشفي! وعندما يتم غلق المكان عليها ومغادرة المختصة نكون أمام سلوك كارثيا!
يتبقي القول أن الإستثناءات في كل مكان.. فكما كانت صور القسوة والإهمال هكذا كانت هناك الروح الطيية أوالمعاملة الرائعة السوية من آخرين.. أهل المتوفي يشهدون للطبيب "حسام" كيف بذل جهدا خارقا ليعيد القلب للعمل بعد توقفه تماما وكيف صرخ طالبا أكياس الدم قبل أن يكتشف الكارثة أعلاه !
شهادة أسرة المتوفي
كما يقتضي الحق ان ننقل شهادة أسرة المتوفي عنه في مرضه وكيف كان يشيد ويمتدح مديرة مركز الأورام الدكتورة "رشا" -ومعها أغلب أطباء المركز-.. مؤكدا -رحمه الله- إنها نموذج ليس في الإدارة فحسب وإنما في الانسانية والسلوك الواعي مع مرضي يعانون أصلا تدهورا نفسانيا مؤسفا !
يتبقي القول ونحن في إنتظار التحقيق.. أن الأمل كبير أن يكتمل مركز الأورام -وهو مركز متميز يضاف إلى مراكز الأورام الكبيرة في بلادنا- بوحدة للعناية المركزة.. هكذا يقول المنطق.. ليكتمل دوره الكبير في خدمة الالاف من المصريين.. كما نأمل في إعادة النظر في نظام إدارة مستشفي السلام وأن يتم تزويدها بأجهزة تنفس صناعي كافية خصوصا إنها تخدم مناطق كبيرة من المؤكد أن عدد من سكانها أصيب ب "كورونا" وخصوصا أيضا أن الاجهزة متوفرة ولا تحتاج إلا لقرارات تخصيص !
قطاع الصحة في مصر من أهم القطاعات وشهد ويشهد تطورا ملموسا.. ندعمه بكافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية وبكل قوة.. وسندعمه بكل قوة.. وسنضرب أيضا ضد أي فساد أو إهمال هنا أو هناك وبكل قوة.. في الصحة أو في غيرها.. سبيلنا الحقيقة ومعيارنا الوحيد مصلحة شعبنا وبخاصة البسطاء والضعفاء منهم !