رئيس التحرير
عصام كامل

لغز إبن القذافى

ظهور ابن القذافى سيف الإسلام فى حديث لصحيفة نيويورك تايمز كان بمنزلة المفاجأة التى أدارت ببعض الرؤوس فى ليبيا، وأثارت الكثير من الشكوك، أقلها الشكوك فى الذين يديرون الصحيفة الأمريكية القريبة من الديمقراطيين الذين يمسكون الآن بالحكم فى أمريكا، وأكبرها الشكوك فى أن صاحب الحديث الصحفى هو سيف الإسلام القذافى ذاته، وإنما هو شخص آخر يشبهه ويمثل أنه ابن القذافى الكبير الذى كان يتأهب لوراثة الحكم من والده!

 

ويستند هؤلاء الذين أثاروا الشكوك فى سيف الإسلام إلى أن الصورة التى قدمتها الصحيفة له مع الحديث يبدو فيها أكبر سنا وغزا فيها الشيب لحيته، بينما لم تطهر يده اليمنى التى تم بتر أصابعها من قبل، فضلا عن أن ما جاء فى الحديث الذى قالت الصحيفة إنها أجرته معه قبل بضعة أشهر مضت يضر بسيف الإسلام القذافى ذاته الذى أعلن صراحة أنه يتطلع لرئاسة ليبيا عبر انتخابات رئاسية، لأنه تضمن كلاما يسيء إلى الليبيين ويظهرهم بأنه من السهل التلاعب بهم والضحك عليهم وخداعهم. بالتالى يقلل من فرصه لتحقيق ما يطمح فيه!

ولذلك رأى بعض الليبيين أن الحديث الذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز مفبرك والصورة التى نشرتها لسيف الإسلام القذافى ليست له وإنما لشبيه له! لكن هل يمكن أن تغامر الصحيفة الأمريكية الشهيرة بسمعتها على هذا النحو الذى قد لا تحرص عليه صحف عربية؟! هذا ما يراه ليبيون آخرون أنه من الصعب أن تتورط فيه الصحيفة الأمريكية الشهيرة نفسها فيه، حتى وإن لم تفسر لقرائها لماذا أخرت نشر حديث ابن القذافى بضعة أشهر.. وقد يكون ذلك هو الأرجح فعلا، لكنه لا ينفي الاستنتاج بأن وراء نشر الصحيفة هذا الحديث مع سيف القذافى فى هذا الوقت تحديدا وراءه هدف ما، ربما يكون إضعاف فرص الرجل فى الوصول إلى حكم ليبيا بعد عقد من الزمان من الإطاحة بوالده، خاصة أنه يتم الآن إعداد القواعد الدستورية للانتخابات الرئاسية المقبلة فى ليبيا!

الجريدة الرسمية