نسخة واحدة.. الإخوان !
نخرج من بطون أمهاتنا إلى الدنيا الواسعة مختلفين في الطباع وفى السمات، قد اتخذ كل منا طريقه، ولا عجب فى ذلك حتى لو كان منا التواءم. إختلاف الاخوة والأخوات رحمة وعطاء. رحمة بينهم ولغيرهم، وعطاء فيما بينهم ولغيرهم. لا يحدث ذلك أبدا مع جماعة الإخوان التى تكون جنينها فى الرحم الانجليزى تكاثرت بداخله وخارجه وتوالدت، فاذا بمواليد عام ١٩٢٨ هم أنفسهم مواليد الخمسينيات والستينيات (عصر عبد الناصر وتآمرهم عليه وحاولوا اغتياله)، وهم أنفسهم مواليد السبعينيات والثمانينيات (عصر السادات الذي أخرجهم من السجون وأطلقهم فى العمل العام فاغتالوه)، وفي التسعينيات والالفية الثالثة (عصر مبارك فتآمروا عليه مع الامريكان والاتراك والقطريين، وأطاحوا بنظامه وسجنوه.. وحكموا مصر من بعده أثنى عشر شهرا).
لم يدم حكم النسخة الاخوانية فى مصر لأكثر من عام، ظهرت خلاله سماتهم وملامحهم الثابتة: الغباء الادارى. المحسوبية. الطائفية. العنف لصد مخالفيهم. جماعة الإخوان قبل الدولة. أفشت أسرار الدولة. تقفيل القضايا لحساب منسوبيهم، وتلفيقها لخصومهم. الإغداق على التابعين. الإقصاء للمعارضين. إهدار المال العام. تزييف الوعى وتغيير التاريخ وتدريس سيرة حياة البلطجية للتلاميذ بوصفهم أبطال الثورة وشهداء ضحوا بدمائهم من أجل الجماعة. إلقاء الناس من فوق آسطح المنازل.
ما ذكرته هنا هو ذاته ما فعلته النسخة التونسية من جماعة الاخوان. القرارات العشائرية. الانفصال عن الدولة. توظيف المحاسيب. اغلاق القضايا واخفاء الملفات. اغلاق قضايا الفساد. لصوص المال العام يحتمون بالحصانة البرلمانية. إلقاء شاب من فوق سطح عمارة. تحريض الغرب على الدولة الوطنية. التهديد باراقة الدماء. التهديد بالنزول الى الشوارع والميادين. التهديد بتفكيك المؤسسات الوطنية.
حكاية إخوان النهضة
الثورة التونسية بدأت فى ديسمبر ٢٠١٠؛ عندما أحرق بوعزيزي جسده فأحرق معه أنظمة مصر وليبيا وسوريا.. نجحت مصر الشعب والجيش والشرطة فى اطفاء الحريق وانقاذ الدولة المصرية بفضل وعي وشجاعة الشعب وجيشه وأجهزة مخابراته.. الدولة العميقة العريقة.. التى أدارت البلاد والحرب النفسية والمادية ضد دولة الظلام الاخوانية بمهنية ووطنية وعقلانية مبهرة.
عشرة أعوام مضت من عمر تونس هباء منثورا، لأن إخوان النهضة، على فكرة لديهم ولع بمسمى النهضة.. محمد مرسي باع للمصريين طائر النهضة القادم من قطر بمائتي مليار دولار وكان وهما وكذبا.. ما علينا.. أقول أن إخوان النهضة فى تونس عطلوا عمل الرئيس وشلوا قراراته وحموا رجالهم من الملاحقة القانونية، بل اغتالوا معارضين.. ولم تنجح الحكومة في محاكمة القتلة بفضل قاض اخواني أخفى ملفات القضية. هنا نذكر بكل الفخر والاعزاز نقاء وشجاعة قضاة مصر الذين لفظوا ما سمي وقتها بتيار الاستقلال.. وهو تيار إخواني عميل!
القرارات التى اتخذها الرئيس التونسي الدكتور قيس سعيد ليست خرقا للدستور، بل إعمالا للمادة ٨٠، تلزمه بحماية الدولة ومنع اسقاطها علي يد جماعة الإخوان، فهم فصيل عميل للأتراك.. للوهم.. للخلافة. هم نسل معجزة حقا.. من بطن غريبة عجيبة.. كلهم شبه بعض. قلبا وقالبا. العقلية والسحنة الغبية. والنزوع السريع للقتل: نحكمكم أو نقتلكم !