أمريكا وطالبان.. لماذا الغزو ولماذا الانسحاب؟
هل خسرت الولايات
المتحدة حرب العشرين عاما في أفغانستان، فقررت الانسحاب؟ هل السيناريو الأمريكي الافغاني الذى انتهى باللاجدوى شبيه بسيناريو الهزيمة في فيتنام؟ هل خرجت أمريكا من أفغانستان
أم فرت من طالبان وتركت الحكومة الافغانية الشرعية في متناول يد طالبان الإرهابية؟
وأخيرا ماذا أرغم أمريكا أو دفعها لمغادرة الأراضي الأفغانية وتسليم قاعدة باجرام التى
حولها الأمريكيون وقوات الناتو إلى مدينة مترامية، كاملة الخدمات، وقاعدة عسكرية عملاقة؟
عشرات الأسئلة تفرض نفسها للمناقشة، إذ يتابع العالم انسحاب القوات الأمريكية وقوات الحلفاء من افغانستان، بينما تتقدم قوات طالبان وتكتسح المدن الكبرى والبلدات الافغانية، كأنما سلمت أمريكا الدولة التى غزتها قبل عشرين عاما إلى المجموعة الإرهابية ذاتها التى أطاحت بها أمريكا عقابا لها على إيواء أسامة بن لادن وضلوعها في تفجيرات نيويورك وواشنطن في ١١سبتمبر ٢٠٠١.
دخلت القوات الأمريكية أفغانستان وأسقطت نظام الملا عمر وطاردته، فتحصنت طالبان بالجبال، واستأنفت الحرب علي القوات الأمريكية الغازية. خلال العشرين عاما، أطول حروب أمريكا في العالم، خسرت القوات الأمريكية وقوات الناتو ما يزيد على ٣٥٠٠ جندى، في أرقام كشف عنها دبلوماسي غربى فى كابول عاصمة الأفغان، وأضاف بالحرف: ربما كسبت القوت الأمريكية والناتو معارك كثيرة مهمة، لكن لابد من الاعتراف بأن أمريكا خسرت الحرب الافغانية !
أمريكا وطالبان
ولابد أن هذه الحقيقة أوجعت ترامب الذى إنخرط في نهاية حكمه في مفاوضات مع طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة. وكان بايدن الذي عجل بالانسحاب الأمريكي من افغانستان ينعى على ترامب موقفه.. وبالفعل يتم الانسحاب كاملا بحلول نهاية شهر أغسطس، مع الإبقاء على حوالي ٦٠٠ جندى لحماية السفارة الأمريكية.
التطورات العسكرية على الأرض سريعة جدا، وتتجاوز حتى المدى الزمنى الذي وضعته المخابرات المركزية الامريكية لانهيار الحكومة الافغانية. ومع تقدم طالبان الكاسح، تبقى حكومة الرئيس غنى في مهب الريح، رغم تطمينات بايدن بأن الطائرات الأمريكية ستتولى حماية كابول من بعيد !
المهم الخروج من المستنقع الذى أنفقت فيه أمريكا والحلفاء مليارات الدولارات لعقدين كاملين، دون إحراز نجاح يذكر. لقد عادوا للتفاوض مع العدو الذى أطاحوا به عام ٢٠٠١. لكن هل الخسائر المالية والدماء الأمريكية والأوروبية وحدها كانت السبب في قرار الانسحاب الأمريكي وبسرعة، وترك الأمر للأفغان يواجهون مصيرهم بأنفسهم كما صرح بايدن أول أمس.. دعوهم يقرروا مستقبلهم بأيديهم؟
أمريكا وأفغانستان
لا يمكن إغفال التأثير الهائل لتكاليف الحرب ماديا وبشريا علي القرار الامريكي، لكن لابد من الإشارة إلى أن أمريكا إنسحبت بعد توقيع طالبان في الدوحة على تعهد وضمانات بألا تسمح بأي هجوم إرهابي من أراضيها. إشترت أمريكا سلامها بثلاثة مليارات دولار تدفعها العام القادم لتعزيز الأمن في أفغانستان ومساعدة القوات الحكومية. أعلنت السفارة الأمريكية عن الرقم الكبير هذا الأسبوع.
لم تخذل واشنطن حكومة حليفة في كابول فحسب.. فالمترجمون والموظفون الذين تعاونوا مع قوات الإحتلال، يصبحون هدفا صريحا وسهلا لطالبان وسوف تتم مجازر، إن لم تستجب دول وسط أسيا، طاجيكستان وغيرها لدعوات واشنطن بتوفير الملاذ والحماية لهم.
سؤال: لماذا ذهبت أمريكا إلى افغانستان قبل عشرين عاما؟ لكي تحارب طالبان وتهزمها وتمنع الإرهاب؟
وسؤال: لماذا خرجت أمريكا من أفغانستان بعد عشرين عاما؟
لكي تدخلها طالبان وتتولى الحكم.. وتمارس الإرهاب !
المتغطي بأمريكا عريان..
عشرات الأسئلة تفرض نفسها للمناقشة، إذ يتابع العالم انسحاب القوات الأمريكية وقوات الحلفاء من افغانستان، بينما تتقدم قوات طالبان وتكتسح المدن الكبرى والبلدات الافغانية، كأنما سلمت أمريكا الدولة التى غزتها قبل عشرين عاما إلى المجموعة الإرهابية ذاتها التى أطاحت بها أمريكا عقابا لها على إيواء أسامة بن لادن وضلوعها في تفجيرات نيويورك وواشنطن في ١١سبتمبر ٢٠٠١.
دخلت القوات الأمريكية أفغانستان وأسقطت نظام الملا عمر وطاردته، فتحصنت طالبان بالجبال، واستأنفت الحرب علي القوات الأمريكية الغازية. خلال العشرين عاما، أطول حروب أمريكا في العالم، خسرت القوات الأمريكية وقوات الناتو ما يزيد على ٣٥٠٠ جندى، في أرقام كشف عنها دبلوماسي غربى فى كابول عاصمة الأفغان، وأضاف بالحرف: ربما كسبت القوت الأمريكية والناتو معارك كثيرة مهمة، لكن لابد من الاعتراف بأن أمريكا خسرت الحرب الافغانية !
أمريكا وطالبان
ولابد أن هذه الحقيقة أوجعت ترامب الذى إنخرط في نهاية حكمه في مفاوضات مع طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة. وكان بايدن الذي عجل بالانسحاب الأمريكي من افغانستان ينعى على ترامب موقفه.. وبالفعل يتم الانسحاب كاملا بحلول نهاية شهر أغسطس، مع الإبقاء على حوالي ٦٠٠ جندى لحماية السفارة الأمريكية.
التطورات العسكرية على الأرض سريعة جدا، وتتجاوز حتى المدى الزمنى الذي وضعته المخابرات المركزية الامريكية لانهيار الحكومة الافغانية. ومع تقدم طالبان الكاسح، تبقى حكومة الرئيس غنى في مهب الريح، رغم تطمينات بايدن بأن الطائرات الأمريكية ستتولى حماية كابول من بعيد !
المهم الخروج من المستنقع الذى أنفقت فيه أمريكا والحلفاء مليارات الدولارات لعقدين كاملين، دون إحراز نجاح يذكر. لقد عادوا للتفاوض مع العدو الذى أطاحوا به عام ٢٠٠١. لكن هل الخسائر المالية والدماء الأمريكية والأوروبية وحدها كانت السبب في قرار الانسحاب الأمريكي وبسرعة، وترك الأمر للأفغان يواجهون مصيرهم بأنفسهم كما صرح بايدن أول أمس.. دعوهم يقرروا مستقبلهم بأيديهم؟
أمريكا وأفغانستان
لا يمكن إغفال التأثير الهائل لتكاليف الحرب ماديا وبشريا علي القرار الامريكي، لكن لابد من الإشارة إلى أن أمريكا إنسحبت بعد توقيع طالبان في الدوحة على تعهد وضمانات بألا تسمح بأي هجوم إرهابي من أراضيها. إشترت أمريكا سلامها بثلاثة مليارات دولار تدفعها العام القادم لتعزيز الأمن في أفغانستان ومساعدة القوات الحكومية. أعلنت السفارة الأمريكية عن الرقم الكبير هذا الأسبوع.
لم تخذل واشنطن حكومة حليفة في كابول فحسب.. فالمترجمون والموظفون الذين تعاونوا مع قوات الإحتلال، يصبحون هدفا صريحا وسهلا لطالبان وسوف تتم مجازر، إن لم تستجب دول وسط أسيا، طاجيكستان وغيرها لدعوات واشنطن بتوفير الملاذ والحماية لهم.
سؤال: لماذا ذهبت أمريكا إلى افغانستان قبل عشرين عاما؟ لكي تحارب طالبان وتهزمها وتمنع الإرهاب؟
وسؤال: لماذا خرجت أمريكا من أفغانستان بعد عشرين عاما؟
لكي تدخلها طالبان وتتولى الحكم.. وتمارس الإرهاب !
المتغطي بأمريكا عريان..