د. محمود أبو زيد عن عدم ممانعة إثيوبيا باسئناف المفاوضات : "خلينا ورا الكداب لحد باب الدار" .. والحل العسكرى مستبعد لهذه الأسباب ( حوار )
>> ليس مضمونا
أن يكون الفيضان الإثيوبى عاليا دائما وإذا انخفض سيكون الضرر أمرا واقعا علينا
>> الرئيس السيسى طمأن الشعب المصرى بخصوص الأزمة والدولة فى يديها مفاتيح الأمور كلها
>> كل ملء فى سد النهضة معناه استقطاع من المياه الخاصة بمصر فى مياه النيل
>> إثيوبيا شهدت الأعوام العشر الماضية مجموعة من الفيضانات المنخفضة وتكرارها سيؤثر علينا كثيرا
>> المفاوضات والضغط الدولى فى أزمة سد النهضة مهم للغاية .. ودول كثيرة بمجلس الأمن لم يكن السد ضمن اهتماماتهم
>> فى الوقت الحالى استخدامتنا المائية أكثر من مواردنا المائية
>> أزمة الهند وباكستان حول نهرين استمرت 16 عامًا
كشف الدكتور محمود أبو زيد وزىر الرى والموارد المائية الأسبق عن الأمور المهمة فى أزمة سد النهضة الإثيوبى ، لافتا إلى أن ملء السد بمراحلة المختلفة يستقطع من حصة مصر والسودان بمياه النيل ، والضرر الأكبر فى انخفاض الفيضان، موضحا أن الحل العسكرى مستبعد فى هذا الشأن.
وشدد أبو زيد في حوار مع "فيتو" على ثقته في الرئيس عبد الفتاح السيسى وقدرته على حماية حقوق مصر المائية باعتبارها خطًا أحمر وأمنًا قوميًا لن يتم التفريط فيه بأي حال وتحت أي ظرف.. وإلى نص الحوار :
*بداية.. كيف ترى تاريخ نهر النيل وحاضره ومستقبله؟
تاريخ نهر النيل واضح ومصر تعتمد عليه اعتمادا كليا ، ومصر دولة لها حق التحكم فى مياه النيل وضبطه ، ومشروعات التحكم التى قامت بها مصر وهى الدولة الأساسية باعتبارها أكبر دولة تستفيد من مياه النيل وتستفيد بكل قطرة منه والحفاظ عليه من أي هدر ونحن الذين نحافظ على مياه النيل ، بداية النيل كانت منذ عهد الفراعنة لو نظرت على حوائط وجدران المعابد تجد كل خدمات مياه النيل واضحة، زراعة ونقل نهرى وغيره من هذه الأمور، لذلك فهو يرجع إلى أيام الفراعنة وهو حق أصيل لمصر.
*متى بدأت أزمة سد النهضة الإثيوبى؟
أزمة سد النهضة الإثيوبى بدأت منذ عام 2011 عندما أعلنت إثيوبيا إنشاء سد النهضة وتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه ، وهو حجم التخزين الذى أعلنت عنه قبل ذلك، وهم كانوا يتحدثون فى البداية عن تخزين 14 مليار متر مكعب فقط ، ولكن هذا الرقم وهو 74 مليار متر مكعب صنع مشكلة وتحركت على إثرها مصر على لسان رئيس الوزراء حينها وذهب إلى إثيوبيا حتى يؤكد على الإعلان أن هذا السد يضر بمصالح مصر، ولم يكن متوقعا لهذا السد أن يكون بهذا الحجم ، ومصر قررت أن تدرس الملف بالتفصيل وإنشاء لجان خبراء ليجتمعوا حتى يتم بحث آثار هذا السد على مصر.
وكان هناك خبراء مصريون وأجانب وسودانيون أيضا، وتضمن التقرير أن دراسات السد ليست كاملة ومطلوب دراسات كثيرة من أجل سلامته والتعرف على مدى الآثار الجانبية له على مصر والسودان أيضا وعرض تقرير لجنة الخبراء على مجلس الوزراء الأفارقة مصر والسودان ، وإثيوبيا فى هذا الوقت لم تلتفت إلى هذا التقرير حينها، وبعد ذلك مصر شاركت فى أكثر من اجتماع كان أهمها اجتماع فى الخرطوم عام 2015 الذى تم فيه إعلان المبادئ، وأكدوا حق مصر والسودان فى مياه النيل، وأنه لا يجوز أن يكون هناك أي أثار جانبية على مصر والسودان وأكدوا على تشكيل لجنة خبراء وأخرى لبحث الآثار والتعرف عليها وعرف حينها بإعلان المبادئ عام 2015 وكانت وثيقة ممتازة للتأكيد على حق مصر فى مياه النيل.
*وماذا حدث بعد ذلك فى هذا الأمر؟
بعدها استمرت إثيوبيا فى التعنت وعدم الاعتداد بأى قرارات، واستمرت المفاوضات فى هذا الأمر لمدة عشر سنوات بدأت بعد اتفاق المبادئ وحتى الآن ، تجتمع الدول الثلاث ولا يصلوا إلى شيء وأهم اجتماع كان فى واشنطن عام 2016 وصلوا فيه إلى نتائج جيده للغاية وكانوا قريبين من اتفاق فى هذا الشأن على اتفاقية تحل هذه المشكلات، ومصر وافقت ووقعت على الاتفاقية بالأحرف الأولى لكن إثيوبيا لم تلتزم.
*هل ما زالت هناك فرص للتفاوض فى سد النهضة الإثيوبى؟
الفرص بالفعل ما زالت موجودة فى هذا الأمر، وفرص الحوار موجودة بالطبع وأمامنا أمثلة فى هذا الشأن، وهى أمثلة من التاريخ ، الهند وباكستان خاضا نزاعا استمر 16 عاما حتى وصلا لاتفاق بشأن مياه نهرين ، ومشكلات الأنهار تحتاج إلى وقت طويل وبالضغط الدولى على إثيوبيا سنصل لحل، بالتالى لا بد من ضغط دولى فى هذا الأمر.
إثيوبيا تقول لا يوجد مانع من عودة المفاوضات مرة أخرى من خلال الاتحاد الأفريقى وأقول: "خلينا ورا الكذاب لحد باب الدار" لانستطيع وقف التفاوض ، هم يماطلون فى الوقت لحين الانتهاء من السد ويصبح أمرا واقعا وملء السد بمراحله المختلفة بالطبع يؤدى إلى مخاطر كبيرة لمصر والسودان وخاصة عندما يكون الفيضان منخفضا والملء الثانى هو ضرر على مصر والسودان والملء يستقطب من حصة مصر والسودان فى المياه ، لو الفيضان عال لن يؤثر علينا لكنه ليس مضمونا أن يكون الفيضان عاليا دائما ربما يكون منخفضا فيكون الضرر أمرا واقعا علينا.
*هل ترجح الحل العسكرى فى أزمة سد النهضة الإثيوبى؟
الحل العسكرى فى أزمة سد النهضة مستبعد والرئيس السيسى طمأن الشعب المصرى خلال حديثه عن هذا الأمر والأمور فى أيدى أمينة والدولة فى يديها مفاتيح الأمور كلها فيما يخص هذا الأمر.
فى الوقت الحالى استخدامتنا المائية أكثر من مواردنا المائية وخاصة أن الموارد المائية محدودة ونعوض الفرق بين الاستخدامات والموارد المائية بإعادة الاستخدام وهو الذى يعوض لنا الفارق فى هذا الأمر، خاصة أن هناك تزايدا فى عدد السكان، بالتالى فالاحتياجات المائية أيضا فى زيادة وفقا لزيادة السكان بالتالى مياه الصرف الصحى والزراعى وتحلية المياه تزيد أيضا حتى نسد فجوة احتياجاتنا.
*ماذا بعد إعلان الملء الثانى للسد؟
مياه النيل هى مورد مائى ثابت لدينا، وأقولها مرة أخرى كل ملء فى سد النهضة معناه استقطاع من المياه الخاصة بنا فى مياه النيل والعشر أعوام الماضية كان هناك مجموعات من الفيضانات المنخفضة ، ولو تكرر هذا الأمر سيؤثر علينا كثيرا، وهذا الأمر وارد أن يحدث مرة أخرى والتأثير الأكبر من هذا الأمر سيكون على الزراعة، وأيضا مياه الشرب تتأثر بشكل كبير وسيؤثر على مساحة الأراضى المزروعة والإنتاج الزراعى، والدولة وضعت خطة لعام 2027 ولغاية عام 2050 ووضعت سيناريوهات الاعتماد على البدائل الصعبة والمكلفة.
أقول أيضا مرة أخرى المفاوضات والضغط الدولى فى أزمة سد النهضة مهم للغاية، وعندما ذهبنا لمجلس الأمن هناك دول كثيرة لم تكن تفهم هذا الأمر، خاصة أن سد النهضة ليس اهتماماتهم، والأهم حاليا كيف نجذب اهتمامات هذه الدول بهذا الأمر وتوضيح الأمر لهم والأمر كما قلت عن طريق الضغط على إثيوبيا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
>> الرئيس السيسى طمأن الشعب المصرى بخصوص الأزمة والدولة فى يديها مفاتيح الأمور كلها
>> كل ملء فى سد النهضة معناه استقطاع من المياه الخاصة بمصر فى مياه النيل
>> إثيوبيا شهدت الأعوام العشر الماضية مجموعة من الفيضانات المنخفضة وتكرارها سيؤثر علينا كثيرا
>> المفاوضات والضغط الدولى فى أزمة سد النهضة مهم للغاية .. ودول كثيرة بمجلس الأمن لم يكن السد ضمن اهتماماتهم
>> فى الوقت الحالى استخدامتنا المائية أكثر من مواردنا المائية
>> أزمة الهند وباكستان حول نهرين استمرت 16 عامًا
كشف الدكتور محمود أبو زيد وزىر الرى والموارد المائية الأسبق عن الأمور المهمة فى أزمة سد النهضة الإثيوبى ، لافتا إلى أن ملء السد بمراحلة المختلفة يستقطع من حصة مصر والسودان بمياه النيل ، والضرر الأكبر فى انخفاض الفيضان، موضحا أن الحل العسكرى مستبعد فى هذا الشأن.
وشدد أبو زيد في حوار مع "فيتو" على ثقته في الرئيس عبد الفتاح السيسى وقدرته على حماية حقوق مصر المائية باعتبارها خطًا أحمر وأمنًا قوميًا لن يتم التفريط فيه بأي حال وتحت أي ظرف.. وإلى نص الحوار :
*بداية.. كيف ترى تاريخ نهر النيل وحاضره ومستقبله؟
تاريخ نهر النيل واضح ومصر تعتمد عليه اعتمادا كليا ، ومصر دولة لها حق التحكم فى مياه النيل وضبطه ، ومشروعات التحكم التى قامت بها مصر وهى الدولة الأساسية باعتبارها أكبر دولة تستفيد من مياه النيل وتستفيد بكل قطرة منه والحفاظ عليه من أي هدر ونحن الذين نحافظ على مياه النيل ، بداية النيل كانت منذ عهد الفراعنة لو نظرت على حوائط وجدران المعابد تجد كل خدمات مياه النيل واضحة، زراعة ونقل نهرى وغيره من هذه الأمور، لذلك فهو يرجع إلى أيام الفراعنة وهو حق أصيل لمصر.
*متى بدأت أزمة سد النهضة الإثيوبى؟
أزمة سد النهضة الإثيوبى بدأت منذ عام 2011 عندما أعلنت إثيوبيا إنشاء سد النهضة وتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه ، وهو حجم التخزين الذى أعلنت عنه قبل ذلك، وهم كانوا يتحدثون فى البداية عن تخزين 14 مليار متر مكعب فقط ، ولكن هذا الرقم وهو 74 مليار متر مكعب صنع مشكلة وتحركت على إثرها مصر على لسان رئيس الوزراء حينها وذهب إلى إثيوبيا حتى يؤكد على الإعلان أن هذا السد يضر بمصالح مصر، ولم يكن متوقعا لهذا السد أن يكون بهذا الحجم ، ومصر قررت أن تدرس الملف بالتفصيل وإنشاء لجان خبراء ليجتمعوا حتى يتم بحث آثار هذا السد على مصر.
وكان هناك خبراء مصريون وأجانب وسودانيون أيضا، وتضمن التقرير أن دراسات السد ليست كاملة ومطلوب دراسات كثيرة من أجل سلامته والتعرف على مدى الآثار الجانبية له على مصر والسودان أيضا وعرض تقرير لجنة الخبراء على مجلس الوزراء الأفارقة مصر والسودان ، وإثيوبيا فى هذا الوقت لم تلتفت إلى هذا التقرير حينها، وبعد ذلك مصر شاركت فى أكثر من اجتماع كان أهمها اجتماع فى الخرطوم عام 2015 الذى تم فيه إعلان المبادئ، وأكدوا حق مصر والسودان فى مياه النيل، وأنه لا يجوز أن يكون هناك أي أثار جانبية على مصر والسودان وأكدوا على تشكيل لجنة خبراء وأخرى لبحث الآثار والتعرف عليها وعرف حينها بإعلان المبادئ عام 2015 وكانت وثيقة ممتازة للتأكيد على حق مصر فى مياه النيل.
*وماذا حدث بعد ذلك فى هذا الأمر؟
بعدها استمرت إثيوبيا فى التعنت وعدم الاعتداد بأى قرارات، واستمرت المفاوضات فى هذا الأمر لمدة عشر سنوات بدأت بعد اتفاق المبادئ وحتى الآن ، تجتمع الدول الثلاث ولا يصلوا إلى شيء وأهم اجتماع كان فى واشنطن عام 2016 وصلوا فيه إلى نتائج جيده للغاية وكانوا قريبين من اتفاق فى هذا الشأن على اتفاقية تحل هذه المشكلات، ومصر وافقت ووقعت على الاتفاقية بالأحرف الأولى لكن إثيوبيا لم تلتزم.
*هل ما زالت هناك فرص للتفاوض فى سد النهضة الإثيوبى؟
الفرص بالفعل ما زالت موجودة فى هذا الأمر، وفرص الحوار موجودة بالطبع وأمامنا أمثلة فى هذا الشأن، وهى أمثلة من التاريخ ، الهند وباكستان خاضا نزاعا استمر 16 عاما حتى وصلا لاتفاق بشأن مياه نهرين ، ومشكلات الأنهار تحتاج إلى وقت طويل وبالضغط الدولى على إثيوبيا سنصل لحل، بالتالى لا بد من ضغط دولى فى هذا الأمر.
إثيوبيا تقول لا يوجد مانع من عودة المفاوضات مرة أخرى من خلال الاتحاد الأفريقى وأقول: "خلينا ورا الكذاب لحد باب الدار" لانستطيع وقف التفاوض ، هم يماطلون فى الوقت لحين الانتهاء من السد ويصبح أمرا واقعا وملء السد بمراحله المختلفة بالطبع يؤدى إلى مخاطر كبيرة لمصر والسودان وخاصة عندما يكون الفيضان منخفضا والملء الثانى هو ضرر على مصر والسودان والملء يستقطب من حصة مصر والسودان فى المياه ، لو الفيضان عال لن يؤثر علينا لكنه ليس مضمونا أن يكون الفيضان عاليا دائما ربما يكون منخفضا فيكون الضرر أمرا واقعا علينا.
*هل ترجح الحل العسكرى فى أزمة سد النهضة الإثيوبى؟
الحل العسكرى فى أزمة سد النهضة مستبعد والرئيس السيسى طمأن الشعب المصرى خلال حديثه عن هذا الأمر والأمور فى أيدى أمينة والدولة فى يديها مفاتيح الأمور كلها فيما يخص هذا الأمر.
فى الوقت الحالى استخدامتنا المائية أكثر من مواردنا المائية وخاصة أن الموارد المائية محدودة ونعوض الفرق بين الاستخدامات والموارد المائية بإعادة الاستخدام وهو الذى يعوض لنا الفارق فى هذا الأمر، خاصة أن هناك تزايدا فى عدد السكان، بالتالى فالاحتياجات المائية أيضا فى زيادة وفقا لزيادة السكان بالتالى مياه الصرف الصحى والزراعى وتحلية المياه تزيد أيضا حتى نسد فجوة احتياجاتنا.
*ماذا بعد إعلان الملء الثانى للسد؟
مياه النيل هى مورد مائى ثابت لدينا، وأقولها مرة أخرى كل ملء فى سد النهضة معناه استقطاع من المياه الخاصة بنا فى مياه النيل والعشر أعوام الماضية كان هناك مجموعات من الفيضانات المنخفضة ، ولو تكرر هذا الأمر سيؤثر علينا كثيرا، وهذا الأمر وارد أن يحدث مرة أخرى والتأثير الأكبر من هذا الأمر سيكون على الزراعة، وأيضا مياه الشرب تتأثر بشكل كبير وسيؤثر على مساحة الأراضى المزروعة والإنتاج الزراعى، والدولة وضعت خطة لعام 2027 ولغاية عام 2050 ووضعت سيناريوهات الاعتماد على البدائل الصعبة والمكلفة.
أقول أيضا مرة أخرى المفاوضات والضغط الدولى فى أزمة سد النهضة مهم للغاية، وعندما ذهبنا لمجلس الأمن هناك دول كثيرة لم تكن تفهم هذا الأمر، خاصة أن سد النهضة ليس اهتماماتهم، والأهم حاليا كيف نجذب اهتمامات هذه الدول بهذا الأمر وتوضيح الأمر لهم والأمر كما قلت عن طريق الضغط على إثيوبيا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"