ثورة 23 يوليو.. ثورة عالمية!
حلت علينا هذا
الأسبوع الذكرى التاسعة والستون لثورة 23 يوليو 1952 وعلى الرغم من مرور ما يقرب
من سبعة عقود على قيامها, إلا أنها لازالت تثير العديد من القضايا الإشكالية التي
تجعلنا كل عام نقوم بتكرار نفس الكلام, فمؤيدوها مازالوا يحتفلون بالذكرى ويمجدون
زعيمها الذى انتصر للفقراء والكادحين والمهمشين وحقق لهم انسانيتهم وأعاد إليهم
كرامتهم المهدرة داخل وطنهم، فمازالت كلمته الشهيرة "أرفع رأسك يا أخي فقد
مضى عهد الاستعباد" محفورة في أذهان الأجداد والآباء ويتوارثها الأبناء..
وهو الزعيم الذي حقق انتصارات وضعته في قلوب الملايين سواء في وطنه الأصغر أوطنه العربي الأكبر بل ومن قبل كل الأحرار في العالم, ورغم الانكسارات ظلت الجماهير متمسكة به باعتباره القائد والرمز والأمل القادر على تجاوز الصعوبات والمحن, وعند وفاته خرجت الجماهير في أماكن عديدة على سطح المعمورة كالطوفان لتودعه ولتخلد ذكراه.
أما معارضوها فمازالوا يستغلون الذكرى ليجددوا الهجوم عليها وعلى زعيمها ويصفونهما بكل نقيصة, ويحاولون تشويه كل إنجازاتها بل وصل الأمر للخلاف حول مسماها ذاته وهل هى ثورة أم لا ؟ ولا شك أن هؤلاء المعارضون المهاجمون للثورة وزعيمها قد أصابهم بعضا من ضرر نتيجة قيام الثورة وانحيازها لجموع الشعب وبالتالى سحبت من تحت أقدامهم جزءً من ثروة وسلطة ومكانة كانوا يحصلون عليها دون وجه حق قبل قيام الثورة في ظل حكم ملك غير مصري (ألباني) إستولى على الحكم بالوراثة, ومندوب سامي للمحتل البريطاني كان هو الحاكم الفعلي للبلاد, وكان آباء وأجداد المهاجمين للثورة وزعيمها اليوم يحصلون علي الثروة والسلطة والمكانة من خلال الذل والمهانة وتقديم فروض الولاء والطاعة للملك والمندوب السامي.
تطاول على الثورة
وما بين هؤلاء المؤيدون وأولئك المعارضون يدور دائما السجال وهذا أمر يبدو طبيعى, لكن الغريب حقا هو اتساع دائرة المعارضين لتضم إليها أبناء وأحفاد من انتصرت لهم الثورة من أبناء الفلاحين المعدمين الذين كانوا يعملون بالسخرة وفي ظل ظروف غير انسانية لدى البشوات الذين منحتهم أسرة محمد علي (الألباني) مئات وآلاف الأفدنة دون وجه حق فقط لأنهم كانوا يعملون في خدمة البلاط الملكي, وجزء من حاشية الملك المغتصب لثروات الوطن, ويأتي تطاول هؤلاء على الثورة وزعيمها في محاولة لإخفاء أصولهم الاجتماعية الحقيقية بعد أن تمكنوا من الصعود لأعلى السلم الاجتماعي بفضل الثورة وانجازاتها على كافة المستويات.
وعندما تسأل هؤلاء هل كان أبوك أوجدك باشا يعمل في ذل ومهانة لدى الملك وتمكن من الحصول على قطعة أرض كمنحة من الملك لتقديمه فروض الولاء والطاعة, فتكون الإجابة لا كان أبي وجدي فلاح بسيط يعمل في الترحيلة الزراعية أي أنه كان فلاح معدم حافي القدمين ولا يرتدي غير جلبابه الرث ولا يرتدي أى ملابس داخلية من تحته, حصل على أقل من خمسة أفدنة بفضل الثورة وقانون الإصلاح الزراعي, ولدينا داخل البيت صورة للزعيم جمال عبد الناصر وهو يسلم أبي أو جدي صك الملكية, وبفضل هذه الأفدنة القليلة استطاع أبي أو جدي تعليمنا ودخولنا للجامعة بعد أن أصبح التعليم مجاني بفضل الثورة, وبعد التخرج حصلنا على وظيفة بفضل القوى العاملة التي أنشأتها الثورة, وأرسلنا لبعثات بالخارج وعدنا لوظائفنا المحفوظة وتدرجنا بها إلى أن أصبحنا في مكانة مرموقة توازي مكانة البشوات في العصر الملكي, لكن بالطبع دون ذل أو مهانة, بعد أن منحت الثورة وزعيمها كل حقوق المواطنة وأقرت العدالة الاجتماعية دستوراً لها, إذن لماذا تهاجمون الثورة وزعيمها؟! وهنا تجد إما عجزاً عن الإجابة أو إجابات خارج نطاق العقل والمنطق.
ثورة أم إنقلاب
ومن القضايا الخلافية على الثورة حتى الآن هو تسميتها فالمعارضون لها مازالوا يصفونها بالانقلاب في محاولة للتقليل من شأنها والنيل منها, ولهؤلاء نقول أن الثورات لا يحكم عليها إلا بنتائجها, فالتعريف العلمي للثورة يقول: "أنها إحداث تغيير جذري إيجابي في بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية" ومن هذا المنطلق يمكننا التأكيد وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما حدث في 23 يوليو 1952 هو ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فقد أحدثت الثورة تغييراً جذرياً إيجابياً في بنية المجتمع على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, ومكنت الغالبية العظمى من المصريين من ثروات وخيرات بلادهم, وأحدثت تغييراً جذرياً في البنية الطبقية فخلال أيام معدودة تحول الفلاحين الأجراء إلى ملاك وانتقلت ألاف الأسر من الطبقة الدنيا إلى الطبقة الوسطى مباشرة, وخلال سنوات معدودة أيضا انتقل ألاف آخرون من أسفل السلم الاجتماعي إلى أعلاه بفضل التعليم المجاني وفرص العمل.
وبعد كل ذلك يأتي من يحاول تشويه الثورة والنيل منها ومن زعيمها وانجازاتها فتجد من يهاجم تأميم قناة السويس ويدعو لعودة تمثال ديلسبس, ومن يهاجم السد العالي الذي حجب الطمي والأسماك خلفه, ومن يهاجم القطاع العام لسوء إدارته ويسعى لبيع ما تبقى منه, ومن يهاجم التعليم والصحة المجانية نظرا لعدم جودتهما, وإذا كان هؤلاء المهاجمين من أبناء أو أحفاد بشوات ما قبل الثورة كان يمكننا أن نجد لهم بعض العذر لهذا الحقد وهذه الكراهية للثورة وقائدها فقد جاءت الثورة لتنال من مكتسباتهم التي حققوها بالذل والمهانة وتقديم فروض الولاء والطاعة لحاكم مستبد غير مصري أو محتل غاصب يستولى على ثرواتنا بالقوة العسكرية الغاشمة.
لكن غالبية المهاجمين لها اليوم هم من أبناء الفقراء والمعدمين الذين لولا الثورة ما حصلوا على مكانتهم الحالية وكان وضعهم الحقيقي عمال زراعيين حفاة عراة يعملون بالسخرة لدى بشوات ما قبل الثورة كما كان وضع آبائهم وأجدادهم, وفي الذكرى التاسعة والستون للثورة نقول لهم عودوا إلى رشدكم فثورة 23 يوليو 1952 ثورة عالمية امتدت آثارها ليست في محيطنا الإقليمي فقط بل ألهمت كل حركات التحرر حول العالم, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
وهو الزعيم الذي حقق انتصارات وضعته في قلوب الملايين سواء في وطنه الأصغر أوطنه العربي الأكبر بل ومن قبل كل الأحرار في العالم, ورغم الانكسارات ظلت الجماهير متمسكة به باعتباره القائد والرمز والأمل القادر على تجاوز الصعوبات والمحن, وعند وفاته خرجت الجماهير في أماكن عديدة على سطح المعمورة كالطوفان لتودعه ولتخلد ذكراه.
أما معارضوها فمازالوا يستغلون الذكرى ليجددوا الهجوم عليها وعلى زعيمها ويصفونهما بكل نقيصة, ويحاولون تشويه كل إنجازاتها بل وصل الأمر للخلاف حول مسماها ذاته وهل هى ثورة أم لا ؟ ولا شك أن هؤلاء المعارضون المهاجمون للثورة وزعيمها قد أصابهم بعضا من ضرر نتيجة قيام الثورة وانحيازها لجموع الشعب وبالتالى سحبت من تحت أقدامهم جزءً من ثروة وسلطة ومكانة كانوا يحصلون عليها دون وجه حق قبل قيام الثورة في ظل حكم ملك غير مصري (ألباني) إستولى على الحكم بالوراثة, ومندوب سامي للمحتل البريطاني كان هو الحاكم الفعلي للبلاد, وكان آباء وأجداد المهاجمين للثورة وزعيمها اليوم يحصلون علي الثروة والسلطة والمكانة من خلال الذل والمهانة وتقديم فروض الولاء والطاعة للملك والمندوب السامي.
تطاول على الثورة
وما بين هؤلاء المؤيدون وأولئك المعارضون يدور دائما السجال وهذا أمر يبدو طبيعى, لكن الغريب حقا هو اتساع دائرة المعارضين لتضم إليها أبناء وأحفاد من انتصرت لهم الثورة من أبناء الفلاحين المعدمين الذين كانوا يعملون بالسخرة وفي ظل ظروف غير انسانية لدى البشوات الذين منحتهم أسرة محمد علي (الألباني) مئات وآلاف الأفدنة دون وجه حق فقط لأنهم كانوا يعملون في خدمة البلاط الملكي, وجزء من حاشية الملك المغتصب لثروات الوطن, ويأتي تطاول هؤلاء على الثورة وزعيمها في محاولة لإخفاء أصولهم الاجتماعية الحقيقية بعد أن تمكنوا من الصعود لأعلى السلم الاجتماعي بفضل الثورة وانجازاتها على كافة المستويات.
وعندما تسأل هؤلاء هل كان أبوك أوجدك باشا يعمل في ذل ومهانة لدى الملك وتمكن من الحصول على قطعة أرض كمنحة من الملك لتقديمه فروض الولاء والطاعة, فتكون الإجابة لا كان أبي وجدي فلاح بسيط يعمل في الترحيلة الزراعية أي أنه كان فلاح معدم حافي القدمين ولا يرتدي غير جلبابه الرث ولا يرتدي أى ملابس داخلية من تحته, حصل على أقل من خمسة أفدنة بفضل الثورة وقانون الإصلاح الزراعي, ولدينا داخل البيت صورة للزعيم جمال عبد الناصر وهو يسلم أبي أو جدي صك الملكية, وبفضل هذه الأفدنة القليلة استطاع أبي أو جدي تعليمنا ودخولنا للجامعة بعد أن أصبح التعليم مجاني بفضل الثورة, وبعد التخرج حصلنا على وظيفة بفضل القوى العاملة التي أنشأتها الثورة, وأرسلنا لبعثات بالخارج وعدنا لوظائفنا المحفوظة وتدرجنا بها إلى أن أصبحنا في مكانة مرموقة توازي مكانة البشوات في العصر الملكي, لكن بالطبع دون ذل أو مهانة, بعد أن منحت الثورة وزعيمها كل حقوق المواطنة وأقرت العدالة الاجتماعية دستوراً لها, إذن لماذا تهاجمون الثورة وزعيمها؟! وهنا تجد إما عجزاً عن الإجابة أو إجابات خارج نطاق العقل والمنطق.
ثورة أم إنقلاب
ومن القضايا الخلافية على الثورة حتى الآن هو تسميتها فالمعارضون لها مازالوا يصفونها بالانقلاب في محاولة للتقليل من شأنها والنيل منها, ولهؤلاء نقول أن الثورات لا يحكم عليها إلا بنتائجها, فالتعريف العلمي للثورة يقول: "أنها إحداث تغيير جذري إيجابي في بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية" ومن هذا المنطلق يمكننا التأكيد وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما حدث في 23 يوليو 1952 هو ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فقد أحدثت الثورة تغييراً جذرياً إيجابياً في بنية المجتمع على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية, ومكنت الغالبية العظمى من المصريين من ثروات وخيرات بلادهم, وأحدثت تغييراً جذرياً في البنية الطبقية فخلال أيام معدودة تحول الفلاحين الأجراء إلى ملاك وانتقلت ألاف الأسر من الطبقة الدنيا إلى الطبقة الوسطى مباشرة, وخلال سنوات معدودة أيضا انتقل ألاف آخرون من أسفل السلم الاجتماعي إلى أعلاه بفضل التعليم المجاني وفرص العمل.
وبعد كل ذلك يأتي من يحاول تشويه الثورة والنيل منها ومن زعيمها وانجازاتها فتجد من يهاجم تأميم قناة السويس ويدعو لعودة تمثال ديلسبس, ومن يهاجم السد العالي الذي حجب الطمي والأسماك خلفه, ومن يهاجم القطاع العام لسوء إدارته ويسعى لبيع ما تبقى منه, ومن يهاجم التعليم والصحة المجانية نظرا لعدم جودتهما, وإذا كان هؤلاء المهاجمين من أبناء أو أحفاد بشوات ما قبل الثورة كان يمكننا أن نجد لهم بعض العذر لهذا الحقد وهذه الكراهية للثورة وقائدها فقد جاءت الثورة لتنال من مكتسباتهم التي حققوها بالذل والمهانة وتقديم فروض الولاء والطاعة لحاكم مستبد غير مصري أو محتل غاصب يستولى على ثرواتنا بالقوة العسكرية الغاشمة.
لكن غالبية المهاجمين لها اليوم هم من أبناء الفقراء والمعدمين الذين لولا الثورة ما حصلوا على مكانتهم الحالية وكان وضعهم الحقيقي عمال زراعيين حفاة عراة يعملون بالسخرة لدى بشوات ما قبل الثورة كما كان وضع آبائهم وأجدادهم, وفي الذكرى التاسعة والستون للثورة نقول لهم عودوا إلى رشدكم فثورة 23 يوليو 1952 ثورة عالمية امتدت آثارها ليست في محيطنا الإقليمي فقط بل ألهمت كل حركات التحرر حول العالم, اللهم بلغت اللهم فاشهد.