هل سيسخر المصريون؟
صدمة كبيرة شعر بها المجتمع المصري من تصرف غير لائق وألفاظ غير مقبولة للفنان صاحب التاريخ الكبير في فيديو سجله بنفسه يسخر ويتهكم على أجهزة الدولة، وانقسم الناس كعادتهم بين مؤيد ومعارض، وحجة المؤيدين كانت لأسباب غلبت عليها العاطفة لتقدم سنه، وحالته الصحية المعلومة للجميع.. أما المعارضون، فقد رأوا أن الفنان يبحث عن شهرة، ورآه آخرون انه داعشي ويهدد أمن الوطن.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن مصلحة الوطن أولى بالرعاية من كل مصلحة، وأن الحديث عن مؤسسة الرئاسة والجهات السيادية لا يجوز الاستهزاء فيه ولا السخرية، وإن كنا لا نمانع المعارضة المبنية على الاحترام والموضوعية، ومن ثم فلا تثريب على من رفض تلك التجاوزات وتناسى قيمة هذا الفنان وتاريخه الحافل.
أما اولئك الذين حكَّموا العاطفة، وان كنا نقدر نُبل مشاعرهم، إلا إننا نرفض الانقياد خلف تلك المبررات، فغدًا سيخرج علينا من لا تاريخ له، ولا عذر مرضي له، ليتناول مؤسسات الدولة بالسخرية والاستهزاء، ولكننا ايضًا ننأى عن جلد الرجل كما تسارعت الألسنة والأقلام إلى جلده، بل نبحث مع القارئ الواعي أسباب ذلك الحدث الغريب في ضوء معطيات ظاهرة، ولا ندري هل هناك خفايا أخرى أم لا.
الفيديو الطائش
وأول ما سقط فيه الفنان المشهور حسبما قرر بنفسه، أن أحد الإخوان زعم اعتقاله، وكان حريٌ به أن يرد الإساءة لمصدرها، ولكن طاشت رصاصاته في وجه الجميع، إلا المجرم الحقيقي، ومن سقطاته تناول الجميع بالإساءة علمًا بأن الأصل أن مؤسسات الدولة اجمالًا، ولا شك محترمة، وأنه لا بد من حدوث تجاوزات لا نتفق معها مطلقًا، ولكنها طبيعة النفس البشرية، ودورنا كشفها ومواجهتها، إلى غير ذلك من السقطات التي أدركها كل من استمع لهذا الفيديو.
ولكن هل من الممكن أن يتحول هذا الفيديو الطائش إلى نواة لفيديوهات أخرى مماثلة لآخرين في المجتمع، وإن كانوا أقل شهرة ونجومية، ولكن يصبح تعددها نذير فوضى هدامة في المجتمع؟
البحث عن إجابة
والإجابة على السؤال تتطلب البحث عن إجابة اسئلة أخرى بسيطة مثل:
1ـ كم من المصريين تقدم به العمر، وإصابته أمراض خطيرة في العقل أو القلب؟
2ـ كم من هؤلاء كان يستحق قدرًا لائقًا من العلاج فلم يجده؟
3ـ كم منهم كان ذا شأن بين اقرانه فوجد نفسه وحيدًا في داره؟
4ـ كم من هؤلاء تعرض لصراعات كان فيها طرفًا ضعيفًا لأن الفاسدين اتفقوا عليه؟
5ـ كم منهم تعرض للسخرية من أفكاره لمجرد انها تخالف المجموع، رغم كونها لا تخالف الدين أو القانون؟
وكم؟ وكم؟ وكم؟
مشاريع فيديوهات
وإذا كان لدينا عددًا لا بأس به من المجتمع، الإجابة لديهم نعم، فنحن أمام مشاريع فيديوهات مماثلة في المستقبل، ولكن قبل أن نبدأ في جلد هؤلاء ايضًا، فمن الاولى أن نغير تلك الاجابات من نعم إلى لا، وقد يكون ذلك أسهل علينا من التصدي والرد على مثيري الشبهات والفتن في المجتمع، فشهوة الإنتقام تجعلهم يفقدون التمييز بين ما هو في مصلحة الوطن وما هو ضده، كما أن التصدي لهم يتطلب تدخل أجهزة الدولة، وتكبدها الجهد والمال فوق ما لديها من أعباء.
والحل الأمثل لوأد هذه الفيديوهات قبل أن تظهر أن تتسع صدورنا اولًا لبعضنا، فيجد من تقدم به السن من يحترمه، ولا يتنمر عليه أحد، ولا يسخر من مرضه أو أفكاره، وأن نقاوم تكتلات الفساد التي تستفز تصرفاتها كل صاحب عزيمة، وتصل به احيانًا الى حد الهوس والجنون حين يعجز القانون عن إنصافه، وإجمالا فإنها دعوة إلى المصالحة المجتمعية والتآلف بين فئات الشعب، الغني والفقير، المشهور والمغمور، الشباب والمسنين.
قضية رأي عام
ولا شك أن هناك أصوات وأقلام لا ترغب في هذا السلام المجتمعي، وترى أصحابها يسنون ألسنتهم وأقلامهم لتهييج الرأي العام، وذلك بالقطع لأغراض شخصية، وكل منهم يقدم نفسه على انه المدافع الأول عن البلاد، ولو أراد ذلك لأعرض عن الرد على مثل هذه الفقاعات حتى تتلاشى في الهواء، لا أن ينفخ فيها من فمه المسموم ليحولها إلى قضية رأي عام.
ومن الملاحظ أن هؤلاء الذين يُهدرون دم المُسِن المريض هم أنفسهم "المراهم الاعلامية" التي تستضيف وزير فاشل أنفق المليارات وضيع مستقبل شباب مصر بغرض إمتصاص غضب مئات الالاف من الأسر المصرية، وتلك الابواق تُفقِد المواطن الثقة في الدولة عكس ما يتصوره هؤلاء المرتزقة، ولو أنصفوا لما قبلوا ظهور هذا الفاشل على شاشاتهم ولا أشادوا به بأقلامهم، وكان الأولى أن يطالبوا باقالته والتحقيق فيما نُشِر من فضائحه، ولكنهم مسكنات تُخفِف الألم وقتيًا ولا تعالج المرض، وهو ما يزيد الاحتقان لدى المواطن، فتظهر فيديوهات يسخر فيها المواطن اعتراضًا على مؤسسات وأجهزة الدولة.. وللحديث بقية
والحقيقة التي لا مراء فيها أن مصلحة الوطن أولى بالرعاية من كل مصلحة، وأن الحديث عن مؤسسة الرئاسة والجهات السيادية لا يجوز الاستهزاء فيه ولا السخرية، وإن كنا لا نمانع المعارضة المبنية على الاحترام والموضوعية، ومن ثم فلا تثريب على من رفض تلك التجاوزات وتناسى قيمة هذا الفنان وتاريخه الحافل.
أما اولئك الذين حكَّموا العاطفة، وان كنا نقدر نُبل مشاعرهم، إلا إننا نرفض الانقياد خلف تلك المبررات، فغدًا سيخرج علينا من لا تاريخ له، ولا عذر مرضي له، ليتناول مؤسسات الدولة بالسخرية والاستهزاء، ولكننا ايضًا ننأى عن جلد الرجل كما تسارعت الألسنة والأقلام إلى جلده، بل نبحث مع القارئ الواعي أسباب ذلك الحدث الغريب في ضوء معطيات ظاهرة، ولا ندري هل هناك خفايا أخرى أم لا.
الفيديو الطائش
وأول ما سقط فيه الفنان المشهور حسبما قرر بنفسه، أن أحد الإخوان زعم اعتقاله، وكان حريٌ به أن يرد الإساءة لمصدرها، ولكن طاشت رصاصاته في وجه الجميع، إلا المجرم الحقيقي، ومن سقطاته تناول الجميع بالإساءة علمًا بأن الأصل أن مؤسسات الدولة اجمالًا، ولا شك محترمة، وأنه لا بد من حدوث تجاوزات لا نتفق معها مطلقًا، ولكنها طبيعة النفس البشرية، ودورنا كشفها ومواجهتها، إلى غير ذلك من السقطات التي أدركها كل من استمع لهذا الفيديو.
ولكن هل من الممكن أن يتحول هذا الفيديو الطائش إلى نواة لفيديوهات أخرى مماثلة لآخرين في المجتمع، وإن كانوا أقل شهرة ونجومية، ولكن يصبح تعددها نذير فوضى هدامة في المجتمع؟
البحث عن إجابة
والإجابة على السؤال تتطلب البحث عن إجابة اسئلة أخرى بسيطة مثل:
1ـ كم من المصريين تقدم به العمر، وإصابته أمراض خطيرة في العقل أو القلب؟
2ـ كم من هؤلاء كان يستحق قدرًا لائقًا من العلاج فلم يجده؟
3ـ كم منهم كان ذا شأن بين اقرانه فوجد نفسه وحيدًا في داره؟
4ـ كم من هؤلاء تعرض لصراعات كان فيها طرفًا ضعيفًا لأن الفاسدين اتفقوا عليه؟
5ـ كم منهم تعرض للسخرية من أفكاره لمجرد انها تخالف المجموع، رغم كونها لا تخالف الدين أو القانون؟
وكم؟ وكم؟ وكم؟
مشاريع فيديوهات
وإذا كان لدينا عددًا لا بأس به من المجتمع، الإجابة لديهم نعم، فنحن أمام مشاريع فيديوهات مماثلة في المستقبل، ولكن قبل أن نبدأ في جلد هؤلاء ايضًا، فمن الاولى أن نغير تلك الاجابات من نعم إلى لا، وقد يكون ذلك أسهل علينا من التصدي والرد على مثيري الشبهات والفتن في المجتمع، فشهوة الإنتقام تجعلهم يفقدون التمييز بين ما هو في مصلحة الوطن وما هو ضده، كما أن التصدي لهم يتطلب تدخل أجهزة الدولة، وتكبدها الجهد والمال فوق ما لديها من أعباء.
والحل الأمثل لوأد هذه الفيديوهات قبل أن تظهر أن تتسع صدورنا اولًا لبعضنا، فيجد من تقدم به السن من يحترمه، ولا يتنمر عليه أحد، ولا يسخر من مرضه أو أفكاره، وأن نقاوم تكتلات الفساد التي تستفز تصرفاتها كل صاحب عزيمة، وتصل به احيانًا الى حد الهوس والجنون حين يعجز القانون عن إنصافه، وإجمالا فإنها دعوة إلى المصالحة المجتمعية والتآلف بين فئات الشعب، الغني والفقير، المشهور والمغمور، الشباب والمسنين.
قضية رأي عام
ولا شك أن هناك أصوات وأقلام لا ترغب في هذا السلام المجتمعي، وترى أصحابها يسنون ألسنتهم وأقلامهم لتهييج الرأي العام، وذلك بالقطع لأغراض شخصية، وكل منهم يقدم نفسه على انه المدافع الأول عن البلاد، ولو أراد ذلك لأعرض عن الرد على مثل هذه الفقاعات حتى تتلاشى في الهواء، لا أن ينفخ فيها من فمه المسموم ليحولها إلى قضية رأي عام.
ومن الملاحظ أن هؤلاء الذين يُهدرون دم المُسِن المريض هم أنفسهم "المراهم الاعلامية" التي تستضيف وزير فاشل أنفق المليارات وضيع مستقبل شباب مصر بغرض إمتصاص غضب مئات الالاف من الأسر المصرية، وتلك الابواق تُفقِد المواطن الثقة في الدولة عكس ما يتصوره هؤلاء المرتزقة، ولو أنصفوا لما قبلوا ظهور هذا الفاشل على شاشاتهم ولا أشادوا به بأقلامهم، وكان الأولى أن يطالبوا باقالته والتحقيق فيما نُشِر من فضائحه، ولكنهم مسكنات تُخفِف الألم وقتيًا ولا تعالج المرض، وهو ما يزيد الاحتقان لدى المواطن، فتظهر فيديوهات يسخر فيها المواطن اعتراضًا على مؤسسات وأجهزة الدولة.. وللحديث بقية