في ذكرى رحيله.. كيف نصبت سيادات كمينا لتوفيق الحكيم للزواج بها رغم عدائه للمرأة
وجد نفسه بعد أن انتصف العمر فى أصعب موقف يمكن أن يواجهه رجل، عاش الأديب توفيق الحكيم ـ الذي رحل فى مثل هذا اليوم 1987 ـ سنوات طويلة عازفا عن النساء بل اشتهر بعداوته لها حتى سمى عدو المرأة، لم يعترض يوما على هذا اللقب وربما كان يشعر بسعادة خفية حين كانوا يصفونه بذلك، ولذلك من التى كانت ترضى بأن تقاسمه مشوار ما تبقى من العمر.
يقول توفيق الحكيم عن نفسه فى هذا الموقف: "منذ شبابى فوق رأسى لافتة مكتوب عليها "عدو المرأة" إلى أن كاد ينحدر بى العمر إلى الحد الذى يحتم اتخاذ قرار فى أمر الزواج قبل أن يفوت الأوان".
سألت الكاتبة سناء البيسى الأديب توفيق الحكيم: كيف تزوجت يا حكيم الزمان؟
قال: زواج عقلى محض ناضج، كانت شروطى قاسية أن لا تمس حريتى المطلقة، ألا يشعر أحد أنى متزوج، ولا أنا أريد أن أشعر أنى متزوج، الزوجة لن تظهر معى فى أى إطار فى المجتمع، لن أصحبها إلى نزهة، لن نستقبل أصدقاء فى المنزل، لم أغدو مسئولا عن مشاكل الحياة اليومية، أن تمنع عنى كل ما يطلبه منى الآخرون، الزواج عندى سجن بلا أسوار، لأن أثمن شيء عندى حريتى، وهى الحرية التى جعلتنى لا أنتمى إلى حكومة أو حزب تشعرنى بقيودها، ووجدتها الفدائية الست سيادات.
كانت تسكن فى العمارة المجاورة هى وشقيقها الضابط أجمل بنات الحى الهادئ ترصدته فى شاشة التليفزيون واعتكفت فى حجرتها تقرأ كل كلمة يكتبها، وحدث أن زاره أخوها كثيرا فقد كانا أصدقاء، وذات يوم قالت لشقيقها نريد ان نعزم صديقك الاديب عندنا لانها تريد التعرف على كاتبها المفضل وتناقشه وتحاوره مؤكدة أنها ستدفع بالحكيم إلى أن يغير رأيه عن المرأة.
سيادات تكسب الجولة
وجاء موعد الزيارة المرتقبة وذهب الحكيم إلى الكمين الذي نصبته له سيادات وفى هذا تقول زوجة الكاتب الكبير: "لم أتبهرج لتوفيق لأبهره بجمالى ولم أهتم بالبودرة والأحمر وإنما تعمدت أن اتبهرج له ثقافيا، حاولت أن أستعرض أمامه معلوماتى عن كل ما كتب، يومها ذهل الحكيم من اطلاعى الواسع على كتبه ومؤلفاته، أحببت الفيلسوف الفنان داخله قبل أن أحب الرجل، هو دونجوان أدبى، سحرتنى كلماته وجذبتنى أفكاره".
شروط قاسية
طلبها توفيق للزواج بعد أن أدمن زيارة جاره، ووضع خمسة عشر شرطا قاسيا لتوافق عليها العروس، وكان يتمنى أن ترفض حتى يجد مبررا للهرب من الزواج، من هذه الشروط أن يظل الزواج سرا لا يخرج عن حدود عائلتها، ألا يخرج معها خارج البيت، ألا ينشر خبر الزواج فى الصحف لا تلميحا ولا تصريحا، أن يسافر وحده إلى الخارج دون ان يكون لها الحق فى ذلك، أن يكون مصروف البيت 200 جنيه لا يزيد مليما، وأن تكون مشاكل الأولاد من اختصاصها وأن تحضر حجرتين للنوم لينام هو فى غرفة مستقلة، ولا تتدخل فى عمله.
سقوط مملكة عدو المرأة
وكانت المفاجأة أن وافقت العروس على شروطه ورفعت الراية البيضاء لتتزوج العريس الذى يكبرها بعشرين عاما، وبعد الزواج تنازل الحكيم عن شروطه شرطا شرطا ونجحت الجارة الحسناء فى إسقاط مملكة عدو المرأة حتى أنه اعترف عند رحيل الزوجة أن الشقة بغير زوجة مثل طبق الفول بغير زبدة أو زيت.
ويحكى الحكيم أنه كان يقول لها دائما "والله يا أم إسماعيل نقبك على شونة" وهى ترد ضاحكة: "ده رأيك فى روحك وأنت حر فيه أما أنا فرأيى أنك أهم واحد فى الدنيا وكل واحد حر فى رأيه".
يقول توفيق الحكيم عن نفسه فى هذا الموقف: "منذ شبابى فوق رأسى لافتة مكتوب عليها "عدو المرأة" إلى أن كاد ينحدر بى العمر إلى الحد الذى يحتم اتخاذ قرار فى أمر الزواج قبل أن يفوت الأوان".
سألت الكاتبة سناء البيسى الأديب توفيق الحكيم: كيف تزوجت يا حكيم الزمان؟
قال: زواج عقلى محض ناضج، كانت شروطى قاسية أن لا تمس حريتى المطلقة، ألا يشعر أحد أنى متزوج، ولا أنا أريد أن أشعر أنى متزوج، الزوجة لن تظهر معى فى أى إطار فى المجتمع، لن أصحبها إلى نزهة، لن نستقبل أصدقاء فى المنزل، لم أغدو مسئولا عن مشاكل الحياة اليومية، أن تمنع عنى كل ما يطلبه منى الآخرون، الزواج عندى سجن بلا أسوار، لأن أثمن شيء عندى حريتى، وهى الحرية التى جعلتنى لا أنتمى إلى حكومة أو حزب تشعرنى بقيودها، ووجدتها الفدائية الست سيادات.
كانت تسكن فى العمارة المجاورة هى وشقيقها الضابط أجمل بنات الحى الهادئ ترصدته فى شاشة التليفزيون واعتكفت فى حجرتها تقرأ كل كلمة يكتبها، وحدث أن زاره أخوها كثيرا فقد كانا أصدقاء، وذات يوم قالت لشقيقها نريد ان نعزم صديقك الاديب عندنا لانها تريد التعرف على كاتبها المفضل وتناقشه وتحاوره مؤكدة أنها ستدفع بالحكيم إلى أن يغير رأيه عن المرأة.
سيادات تكسب الجولة
وجاء موعد الزيارة المرتقبة وذهب الحكيم إلى الكمين الذي نصبته له سيادات وفى هذا تقول زوجة الكاتب الكبير: "لم أتبهرج لتوفيق لأبهره بجمالى ولم أهتم بالبودرة والأحمر وإنما تعمدت أن اتبهرج له ثقافيا، حاولت أن أستعرض أمامه معلوماتى عن كل ما كتب، يومها ذهل الحكيم من اطلاعى الواسع على كتبه ومؤلفاته، أحببت الفيلسوف الفنان داخله قبل أن أحب الرجل، هو دونجوان أدبى، سحرتنى كلماته وجذبتنى أفكاره".
شروط قاسية
طلبها توفيق للزواج بعد أن أدمن زيارة جاره، ووضع خمسة عشر شرطا قاسيا لتوافق عليها العروس، وكان يتمنى أن ترفض حتى يجد مبررا للهرب من الزواج، من هذه الشروط أن يظل الزواج سرا لا يخرج عن حدود عائلتها، ألا يخرج معها خارج البيت، ألا ينشر خبر الزواج فى الصحف لا تلميحا ولا تصريحا، أن يسافر وحده إلى الخارج دون ان يكون لها الحق فى ذلك، أن يكون مصروف البيت 200 جنيه لا يزيد مليما، وأن تكون مشاكل الأولاد من اختصاصها وأن تحضر حجرتين للنوم لينام هو فى غرفة مستقلة، ولا تتدخل فى عمله.
سقوط مملكة عدو المرأة
وكانت المفاجأة أن وافقت العروس على شروطه ورفعت الراية البيضاء لتتزوج العريس الذى يكبرها بعشرين عاما، وبعد الزواج تنازل الحكيم عن شروطه شرطا شرطا ونجحت الجارة الحسناء فى إسقاط مملكة عدو المرأة حتى أنه اعترف عند رحيل الزوجة أن الشقة بغير زوجة مثل طبق الفول بغير زبدة أو زيت.
ويحكى الحكيم أنه كان يقول لها دائما "والله يا أم إسماعيل نقبك على شونة" وهى ترد ضاحكة: "ده رأيك فى روحك وأنت حر فيه أما أنا فرأيى أنك أهم واحد فى الدنيا وكل واحد حر فى رأيه".