رئيس التحرير
عصام كامل

وكانت زلزالاً سياسياً!

30 يونيو كان زلزالاً سياسياً فجرته سياسة فاشلة انتهجها الإخوان الذين انشغلوا بالسيطرة والتكويش على كل المناصب وإقصاء كل ما عداهم حتى ولو كانوا من أنصارهم من التيار ذاته.. وقعت جماعة الإخوان في غواية السلطة واستسلمت لشهوة الحكم الذي لم تكتف به بل عمدت إلى التحكم في البلاد والعباد حتى انفجر الغضب الشعبي في وجهها.. وهو غضب حقيقي تلقائي استعادت به مصر هويتها، وعادت وطناً يسع الجميع ولا يقصي أحداً، توفر لمواطنيها على اختلاف مشاربهم وطوائفهم حياة آمنة كريمة وعزة وكرامة.. ولا تسمح للإرهابيين ودعاة الفتنة بالعربدة في ربوعها.


30 يونيو كان يوماً تاقت إليه نفوس ملايين المصريين الذين كانوا يدعون الله أن يبلغهم إياه حتى ينقشع كابوس أرغمهم عليه الإخوان بعد أن تولوا مقاليد الحكم فذاق المصريون وبال الأزمات والعنف والبطالة والغلاء والفتن التي تهدد وحدة الوطن وتروع أبناءه الذين افتقدوا الأمن والسلم حتى استجاب الله لهم ونصرهم بجيش انحاز لإرادتهم وشرطة استبسلت في الدفاع عنهم .. وتحقق القصاص من حاضر شديد السوء ومستقبل أشد سوءاً.

الخلاص كان جماعياً فرضته إرادة الملايين الذين قال فيهم الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. وقد أراد شعب مصر الحياة ولن يتنازل عن حياة كريمة ولا عن حق من حقوقه؛ مائية كانت أو معيشية.. وما كان ذلك ليتحقق لولا 30 يونيو التي أراها قمة الثورات في مصر، ويكفي أنها صححت مسار 25 يناير التي طفحت بكثير من السلبيات والفوضى.
الجريدة الرسمية