بين الموضوعية والحياد.. أي المدارس أفضل لممارسة إعلام وطني مسئول؟
من وقت لآخر، تخرج الكثير من الأصوات التي تنتقد الإعلام المصري، ويكثر الحديث عن أهمية الالتزام بالحياد، لكن هذه المدرسة تناقض مدرسة أخرى هي الأكثر رواجا الآن، والتي تنادي بالموضوعية في طرح الموضوعات لكن دون حياد بل توجيه رشيد يخدم الدولة ومؤسساتها ويبرز إنجازاتها دون تغافل الخطأ.
الحياد مع القضايا الوطنية
نداءات الالتزام بالحيادية مع القضايا الوطنية أقرب إلى السذاجة منها إلى الممارسة المهنية، فلا يمكن أن تكون قناة وطنية ويستخدمها أعداء الدولة منبرا في الإساءاة والتشكيك بعدالة قضايا الوطن أو تشويه صورته، هكذا يقول أسامة يماني، الكاتب والباحث.
يرى يماني أن القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية لم تتعامل مع قضايانا بحيادية، وشوهت غالباً صورتنا، بل إن بعض هذه القنوات لم تتخل عن الحيادية وحسب، بل مارست الانحياز السلبي وتبنّت خطاباً عدائياً، وبدت غالباً وكأنها أداة إعلامية تخدم كل عدو لبلادنا، لذلك ليس مفهوماً ولا مقبولاً أن تمارس قنوات وطنية سذاجة مهنية، لتكون منبراً لخطاب لمن يريد هدم الدول.
ضعف الإعلام
أضاف: إذا كنا نشكو من ضعف بعض الإعلام الوطني، فإن هذا يتطللب مراجعة إستراتيجية إدارة الإعلام وضمان أن يكون داعماً للسياسات والقضايا الوطنية لا متفرجاً عليها أو مضراً بها.
أوضح يماني ان هناك من يتمسك بمبادئ المهنية، لكننا لسنا في أجواء الممارسة المثالية، فالإعلام الأمريكي نفسه تعرت مهنيته خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما أن فضيحة مقابلة الأميرة ديانا في BBC زلزلت أساسات مصداقية معقل الإعلام في لندن ولاتزال العديد من الاحداث تثبت ذلك.
اختتم: إن لم تكن ذئباً في غابة الإعلام فلا تكن مطية للضباع، على حد قوله.