«حارس الأسوار».. كواليس فضيحة «نتنياهو» الكبرى.. رئيس الكيان الصهيوني استخدم «غزة» لإخفاء فشله.. والمقاومة الفلسطينية تلقنه درسًا قاسيًا
«عجز القوة أمام قوة العجز».. معادلة استطاعت فرضها المقاومة الفلسطينية على الحكومة الإسرائيلية، ففي الوقت الذي تحاول فيه «تل أبيب» تصدير صورة أنها تمكنت من تحقيق الردع ضد المقاومة، يأتي الوضع القائم على أرض الواقع ليثبت كذب هذه المزاعم، ويتضح أن إسرائيل متضررة بحجم أكبر من قطاع غزة وخسائرها هذه المرة بلغت حد غير مسبوق وذلك رغم أن مفهوم التوازن العسكري بين الطرفين غير موجود.
عجز القوة
ويبرز الصراع بين إسرائيل والمقاومة وفقا للمراقبين مصطلح «عجز القوة أمام قوة العجز»، أي أنه هناك عجز للقوة الإسرائيلية رغم كل ما تملكه من ترسانة ضخمة، مقابل قوة العجز الموجودة لدى المقاومة، من حيث أنها تملك بدائل لهذا العجز من خلال الإرادة بالإضافة إلى التطوير النوعي الذي اختلف عن الحروب السابقة منذ عام 2008 مرورا بـ 2012 وكذلك 2014.
وهذا ما شكل عنصر المفاجأة لإسرائيل التي لم تكن تتوقع هذه القدرة وهذا التطور لدى المقاومة التي تطورت قدراتها بشكل كلي عن حرب 2014 من حيث كثافة الصواريخ التي أطلقتها صوب المدن الإسرائيلية، لدرجة أن التقارير العبرية أظهرت صورا لمدينة تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى كما لو أنها مدن أشباح وشبه خالية جراء الصواريخ، فضلا عن الخسائر الإسرائيلية التي قاربت المليار دولار.
حارس الأسوار
ويدور الحديث داخل إسرائيل حول أن العملية الأخيرة التي تحمل اسم «حارس الأسوار» جاءت لخدمة مصلحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي الذي ينتمي إليه لتمنع خصميه نفتالي بينيت ويائير لابيد من تشكيل الحكومة، حيث إن «نتنياهو» كان يفكر في أن شن عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة يمكن أن يساعده في العودة مجددا لصدارة المشهد.
لأنه ومنذ بداية الأحداث بالقدس ويراهن «نتنياهو» على رد فعل «حماس» من غزة للتغطية على فشله الذريع كونه لم يستطع تشكيل الحكومة 4 مرات، هذا إلى جانب أنه يواجه أزمة أخرى وهى ملفات الفساد التي تهدد بحبسه؛ وبتصعيد الأحداث والنيل من الأبرياء في غزة يستطيع نتنياهو إظهار نفسه كحامي الحمى لإسرائيل ما يتيح له تشكيل الحكومة أو حتى وجوده في حكومة ائتلاف.
«الوضع أصبح مشتعلا للغاية داخل إسرائيل».. هذا ما أكده عضو الكنيست إيلي أفيدار الذي ذهب إلى مقر إقامة نتنياهو وبث مقطع فيديو باللغة العبرية قال فيه إن «شوارع إسرائيل تشتعل بسبب هذا الرجل (نتنياهو) من أجل أن يستمر في الحكم هو وعائلته».
عضو الكنيست أوضح أن «مخططات نتنياهو التي بدأت خلال شهر رمضان وذلك من خلال إشعال الفتنة بين العرب واليهود وهو ما أدى إلى توترات شهدتها مدينة اللد ويافا وعكا وغيرها من المدن.
ذلك جرى عن عمد وبتوجيه من نتنياهو بهدف زعزعة الاستقرار لكى يبقى في الحكم وهذا تحديدا ما فعله ويواصل فعله حاليا، وبالفعل استسلم خصمه بينت وقرر عدم الانضمام إلى كتلة التغيير التي كانت ستؤهله لتشكيل الحكومة، وحاليا يسعى نتنياهو لإقناع الأحزاب الأخرى للانضمام إليه تحت شعار أن هناك فوضى ووضع أمني سيئ».
انتصار المقاومة
«أفيدار» أكد أن إسرائيل حاليا غير آمنة تماما حيث أن الصواريخ تسقط في كل مدن إسرائيل على عكس ادعاءات نتنياهو بتوفير الأمن ومزاعم انتصاره على المقاومة، وشدد على أنه هو المسئول عن مقتل الإسرائيليين جراء تلك الصواريخ، وطالب أعضاء الكنيست بتحمل المسئولية وعزل نتنياهو عن منصبه فورا لأنه غير مؤهل ولا يصلح لهذا المنصب.
ونتنياهو من جانبه يشعر الآن بالحرج الشديد لأن العملية العسكرية في غزة لم تحقق أهدافها بعد وقف إطلاق النار، وما يدلل على أن إسرائيل متورطة في غزة حتى النخاع ولا تجد مخرجا هو الموقف المحرج الذي وضعت نفسها فيه حينما أعلن الجيش الإسرائيلي لجميع وسائل الإعلام في العالم، بما في ذلك إسرائيل، أن الهجوم البري على غزة قد بدأ وأن القوات البرية الإسرائيلية عبرت الحدود.
وتقاتل داخل قطاع غزة وهو ما تم نفيه بعد ساعات قليلة بحسب الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي «ديبكا» الذي أكد أن إسرائيل مارست نوعا من الاحتيال كان يهدف إلى تضليل حماس لكى تسحب قواتها من الأنفاق ومن ثم تنتظرها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وتدمرها.
أخبار كاذبة
التقرير الاستخباراتي الإسرائيلي أشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتبع فيها الجيش الإسرائيلي مثل هذا التكتيك، فقبل ثلاثة عشر عامًا، في 27 ديسمبر 2008، سرب الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام أنه لا ينوي الرد على نيران حماس الصاروخية. وبسبب هذا التسريب، قررت حماس إقامة حفل تخرج في أكاديمية شرطة غزة ومن ثم ظهرت طائرات تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية وضربت معظم المشاركين في الحفل.
وتقول التقارير العبرية إن المقاومة أطلقت على إسرائيل حتى اللحظة ربع الصواريخ التي تمتلكها فقط، لكن لا يزال لديهم نحو 75 % من مخزون الصواريخ علما أن معظم الصواريخ موجودة في أنفاق تحت الأرض.
ومن جهة أخرى، يعول الإسرائيليون على فاعلية وتأثير الإعلام ويرى أنه ينبغي استغلال الإعلام الأجنبي كون المشاهد في أمريكا أو دول أخرى بالعالم يعد أكثر أهمية من ذلك الموجود في إسرائيل واستشهدت وسائل الإعلام العبرية بشبكة «سي إن إن» وكونها مألوفة للباحثين الإعلاميين، موضحة أنه يتم استخدامها كاسم رمزي لتأثير التليفزيون على صانعي القرار وأنها فازت في هذا الصدد لأنها الأقدم بين شبكات الأخبار العالمية.
الجمهور الدولي
وبحسب البروفيسور الإسرائيلي نحمان شاى فإن «كثيرا ما نشرت إسرائيل في الماضي صورا لاعتداءات واغتيالات وتدمير في غزة على افتراض أنها ستهدئ من غضب الرأي العام الإسرائيلي وستخلق أيضا التأثير الرادع المطلوب على الجانب الفلسطيني، لكن الحقيقة هي أن الجمهور المهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو الجمهور الدولي الذي يمارس ضغوطا تحد من طول العملية العسكرية. وذلك بالتزامن مع تزايد الاحتجاجات في عواصم العالم».
وعلى الأرض نجح الصهاينة في خدمة قضية الشيخ جراح حيث باتت قضية دولية يتحدث عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وكذلك قادة دول العالم الآخرين، وبعد التهدئة ستكون هناك مطالب تشمل إيقاف كل عمليات الإبعاد والطرد التعسفي للفلسطينيين في حى الشيخ جراح.
عجز القوة
ويبرز الصراع بين إسرائيل والمقاومة وفقا للمراقبين مصطلح «عجز القوة أمام قوة العجز»، أي أنه هناك عجز للقوة الإسرائيلية رغم كل ما تملكه من ترسانة ضخمة، مقابل قوة العجز الموجودة لدى المقاومة، من حيث أنها تملك بدائل لهذا العجز من خلال الإرادة بالإضافة إلى التطوير النوعي الذي اختلف عن الحروب السابقة منذ عام 2008 مرورا بـ 2012 وكذلك 2014.
وهذا ما شكل عنصر المفاجأة لإسرائيل التي لم تكن تتوقع هذه القدرة وهذا التطور لدى المقاومة التي تطورت قدراتها بشكل كلي عن حرب 2014 من حيث كثافة الصواريخ التي أطلقتها صوب المدن الإسرائيلية، لدرجة أن التقارير العبرية أظهرت صورا لمدينة تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى كما لو أنها مدن أشباح وشبه خالية جراء الصواريخ، فضلا عن الخسائر الإسرائيلية التي قاربت المليار دولار.
حارس الأسوار
ويدور الحديث داخل إسرائيل حول أن العملية الأخيرة التي تحمل اسم «حارس الأسوار» جاءت لخدمة مصلحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي الذي ينتمي إليه لتمنع خصميه نفتالي بينيت ويائير لابيد من تشكيل الحكومة، حيث إن «نتنياهو» كان يفكر في أن شن عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة يمكن أن يساعده في العودة مجددا لصدارة المشهد.
لأنه ومنذ بداية الأحداث بالقدس ويراهن «نتنياهو» على رد فعل «حماس» من غزة للتغطية على فشله الذريع كونه لم يستطع تشكيل الحكومة 4 مرات، هذا إلى جانب أنه يواجه أزمة أخرى وهى ملفات الفساد التي تهدد بحبسه؛ وبتصعيد الأحداث والنيل من الأبرياء في غزة يستطيع نتنياهو إظهار نفسه كحامي الحمى لإسرائيل ما يتيح له تشكيل الحكومة أو حتى وجوده في حكومة ائتلاف.
«الوضع أصبح مشتعلا للغاية داخل إسرائيل».. هذا ما أكده عضو الكنيست إيلي أفيدار الذي ذهب إلى مقر إقامة نتنياهو وبث مقطع فيديو باللغة العبرية قال فيه إن «شوارع إسرائيل تشتعل بسبب هذا الرجل (نتنياهو) من أجل أن يستمر في الحكم هو وعائلته».
عضو الكنيست أوضح أن «مخططات نتنياهو التي بدأت خلال شهر رمضان وذلك من خلال إشعال الفتنة بين العرب واليهود وهو ما أدى إلى توترات شهدتها مدينة اللد ويافا وعكا وغيرها من المدن.
ذلك جرى عن عمد وبتوجيه من نتنياهو بهدف زعزعة الاستقرار لكى يبقى في الحكم وهذا تحديدا ما فعله ويواصل فعله حاليا، وبالفعل استسلم خصمه بينت وقرر عدم الانضمام إلى كتلة التغيير التي كانت ستؤهله لتشكيل الحكومة، وحاليا يسعى نتنياهو لإقناع الأحزاب الأخرى للانضمام إليه تحت شعار أن هناك فوضى ووضع أمني سيئ».
انتصار المقاومة
«أفيدار» أكد أن إسرائيل حاليا غير آمنة تماما حيث أن الصواريخ تسقط في كل مدن إسرائيل على عكس ادعاءات نتنياهو بتوفير الأمن ومزاعم انتصاره على المقاومة، وشدد على أنه هو المسئول عن مقتل الإسرائيليين جراء تلك الصواريخ، وطالب أعضاء الكنيست بتحمل المسئولية وعزل نتنياهو عن منصبه فورا لأنه غير مؤهل ولا يصلح لهذا المنصب.
ونتنياهو من جانبه يشعر الآن بالحرج الشديد لأن العملية العسكرية في غزة لم تحقق أهدافها بعد وقف إطلاق النار، وما يدلل على أن إسرائيل متورطة في غزة حتى النخاع ولا تجد مخرجا هو الموقف المحرج الذي وضعت نفسها فيه حينما أعلن الجيش الإسرائيلي لجميع وسائل الإعلام في العالم، بما في ذلك إسرائيل، أن الهجوم البري على غزة قد بدأ وأن القوات البرية الإسرائيلية عبرت الحدود.
وتقاتل داخل قطاع غزة وهو ما تم نفيه بعد ساعات قليلة بحسب الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي «ديبكا» الذي أكد أن إسرائيل مارست نوعا من الاحتيال كان يهدف إلى تضليل حماس لكى تسحب قواتها من الأنفاق ومن ثم تنتظرها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وتدمرها.
أخبار كاذبة
التقرير الاستخباراتي الإسرائيلي أشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتبع فيها الجيش الإسرائيلي مثل هذا التكتيك، فقبل ثلاثة عشر عامًا، في 27 ديسمبر 2008، سرب الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام أنه لا ينوي الرد على نيران حماس الصاروخية. وبسبب هذا التسريب، قررت حماس إقامة حفل تخرج في أكاديمية شرطة غزة ومن ثم ظهرت طائرات تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية وضربت معظم المشاركين في الحفل.
وتقول التقارير العبرية إن المقاومة أطلقت على إسرائيل حتى اللحظة ربع الصواريخ التي تمتلكها فقط، لكن لا يزال لديهم نحو 75 % من مخزون الصواريخ علما أن معظم الصواريخ موجودة في أنفاق تحت الأرض.
ومن جهة أخرى، يعول الإسرائيليون على فاعلية وتأثير الإعلام ويرى أنه ينبغي استغلال الإعلام الأجنبي كون المشاهد في أمريكا أو دول أخرى بالعالم يعد أكثر أهمية من ذلك الموجود في إسرائيل واستشهدت وسائل الإعلام العبرية بشبكة «سي إن إن» وكونها مألوفة للباحثين الإعلاميين، موضحة أنه يتم استخدامها كاسم رمزي لتأثير التليفزيون على صانعي القرار وأنها فازت في هذا الصدد لأنها الأقدم بين شبكات الأخبار العالمية.
الجمهور الدولي
وبحسب البروفيسور الإسرائيلي نحمان شاى فإن «كثيرا ما نشرت إسرائيل في الماضي صورا لاعتداءات واغتيالات وتدمير في غزة على افتراض أنها ستهدئ من غضب الرأي العام الإسرائيلي وستخلق أيضا التأثير الرادع المطلوب على الجانب الفلسطيني، لكن الحقيقة هي أن الجمهور المهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو الجمهور الدولي الذي يمارس ضغوطا تحد من طول العملية العسكرية. وذلك بالتزامن مع تزايد الاحتجاجات في عواصم العالم».
وعلى الأرض نجح الصهاينة في خدمة قضية الشيخ جراح حيث باتت قضية دولية يتحدث عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وكذلك قادة دول العالم الآخرين، وبعد التهدئة ستكون هناك مطالب تشمل إيقاف كل عمليات الإبعاد والطرد التعسفي للفلسطينيين في حى الشيخ جراح.