رئيس التحرير
عصام كامل

"كنت متعقد منه وقلت أجرب".. ذكريات يوسف إدريس عن الزواج ورأيه فى شريكة حياته

الاديب يوسف ادريس
الاديب يوسف ادريس وزوجته
للأديب يوسف إدريس علاقة خاصة بالمرأة وله فيها آراء ومعتقدات لا تنتهى، وحكاية زواجه حكاية طويلة وغريبة مليئة بالمفاجآت والدهشة، وكانت رجاء الرفاعى، التى رحلت منذ شهور قليلة، دنياه وكينونته وحلم حياته، قال عنها الكثير وتحملت معه الكثير .


ففى كتاب أصدره الصحفى رشاد كامل بعنوان (ذكريات يوسف إدريس) قال العاشق يوسف إدريس عن الزواج : فى البداية أنا كنت متعقد جدا من فكرة الزواج بصفة عامة، ولم أكن أتخيل أن يشاركنى حياتى وغرفتى ووقتى أى شخص كان، خاصة وأنى كنت مثل حصان برى جامح دائما ومن هنا كنت خائفا من فكرة الزواج وكانت هناك آراء كثيرة لكتاب وأدباء أن الزواج مقبرة الفنان، لكن قلت لنفسى اجرب وإذا أحسست أن الزواج قيد عليك كفنان فك منه.


تعرفت عليها عن طريق زوج شقيقتها الشاعر إسماعيل الحبروك وتم الإعجاب من أول نظرة.

واعترف أن نصيبى فى أشياء كثيرة كان سوء حظ، أما الشيء الوحيد الذى كنت حسن الحظ فيه فهو اختيارى لشريكة حياتى، ومن هنا تشكل عندى قناعة تكاد تكون نظرية وهى أنه لا يهم أن تكون سيء الحظ فى كل شيء ما دمت حسن الحظ فى اختيار شريكة حياتك، وخصوصا بالنسبة للفنان أوالأديب ، فالزوجة بيدها تبنيه وترتفع به، وبيدها تدميره بل وتصفيته


ارجو ألا يغضب أحد من كلامى ..فأنا من انصار أن يحدث طلاق واثنان وثلاثة إلى ان يقع الإنسان على اختيار صحيح بدلا من أن يضيع العمر فى اختيار سيئ .


زمان مثلا لم أكن أستطيع الكتابة إطلاقا عندما تكون رجاء فى البيت فكنت فى البداية أكتب فى المكتب أو أبعث بها عند والدتها حتى أكتب لأنى كنت متعود على الكتابة عندما أكون وحدى تماما ..بينما الآن لا أستطيع الكتابة فى غيابها، أنا لا أستطيع كتابة حرف واحد إلا فى حضور رجاء .

والسبب فى هذا التغيير أننى قررت التطبع على عالم الزواج، وقلت لنفسى طالما أنى تزوجت فمن الأفضل ان يعرف كل منا عالم الآخر فأدخلت رجاء فى عالم الكتابة .

ومن ناحية أخرى تقول رجاء رفاعى عن زواجها من الأديب يوسف إدريس: دخلت عالم يوسف إدريس وانا بنت 17، وفى البداية شعرت أنه فى عالم وأنا فى عالم آخر فقررت ان أدخل إلى عالمه حتى لا أكون زوجة على الهامش ، بدأت استكمل دراستى للفلسفة بكلية الآداب ودرست النقد وقرأت لكبار الكتاب مما قربنى إلى يوسف كثيرا، لدرجة أنه كان حريصا على أن اقرأ كل حرف يكتبه ليناقشنى فيه وأحيانا يأخذ برأيى.
 
فى البداية قال لى لا أريد أن تشغلينى بالمسئوليات اليومية السخيفة فحاولت أن أبعدها عنه بقدر الإمكان، وكان فى منتهى اللطف والطيبة والحب والحنان، وكان يقول (إن البيت هو أكثر مكان للإنسان يرتاح فيه ويسعد وكان حريصا على أن يكون بينى وبينه تفاهم وحب وانا ايضا كنت حريصة على احتوائه ، وكنت اتعامل معه على أساس أنه إنسان غير عادى فاستمر زواجنا 35 عاما لأنى فهمت دورى الحقيقى واغفر له أخطاء وهفوات الفنانين .

الجريدة الرسمية