انقلاب الإمام.. عبد المنعم فؤاد: "الطيب" لم يغير موقفه من التجديد واتهامه بالتأثر بالدعوات الخارجية «هطل فكري وعيب»
أثارت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن قضية التجديد، خلال برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، والذى يذاع للعام الخامس على التوالي، حالة من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال جلساته حدَّث المهتمين بالشأن الدينى.
صدمة في الإمام
ومثل حديث الإمام صدمة بالنسبة للبعض، بينما رأى آخرون أن شيخ الأزهر غير موقفه من قضية التجديد، وربطوا بين حديثه فى برنامجه التليفزيوني وبين حديثه مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، بينما ربط فريق ثالث حديث شيخ الأزهر عن ملف التجديد بظهور بعض الدعوات الخارجية التى تزامن ظهورها قبل أيام قليلة من حديث شيخ الأزهر عن ملف التجديد.
تجديد الخطاب الديني
تمحور حديث شيخ الأزهر عن قضية التجديد حتى الآن في عدد من العناصر المهمة، أبرزها: أن هناك فارقًا ما بين الآراء الفقهية التى تقبل الاجتهاد وبين الشريعة الإسلامية نفسها، مؤكدا أن إضفاء صفة التقديس على بعض تلك الآراء التى لم تعد تصلح لاستخدامها فى زمننا هذا يعد من معوقات التجديد.
كما أكد شيخ الأزهر أن بعض الفتاوى العتيقة والماجنة هى أحد أبرز معوقات التجديد، مؤكدًا على أن البعض اتهم مؤسسة الأزهر بالجمود ورفض التجديد، وهو ما يخالف ما هو موجود على أرض الواقع، موضحًا الخطوات العملية التى اتخذها الأزهر وشيخه فى هذا الملف.
"فيتو" بدورها فتحت نقاشًا مع علماء الأزهر الشريف حول حديث شيخ الأزهر عن قضية التجديد، ومعرفة حقيقة تغير موقف شيخ الأزهر حول قضية التجديد.
لا تراجع
فى البداية نفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر كافة الانتقادات التى توجه إلى فضيلة الإمام الأكبر بعد إثارته قضية التجديد، سواء فيما يتعلق بتغير الموقف أو أن يكون ذلك رد فعل لدعوات خارجية، ظهرت بالتزامن مع حديث شيخ الأزهر، خاصة أن شيخ الأزهر انتهى من تصوير برنامجه الرمضانى كاملًا، والذى يتكون من 25 حلقة هذا العام، وتسليمه للقنوات الفضائية قبل عشرة أيام أو أكثر من الآن، أي قبل ظهور الدعوات الخارجية التى نادت بهذا الاتجاه.
مشيرة إلى أنه بإجراء مقارنة بسيطة بين ما جاء فى حديث شيخ الأزهر مع رئيس جامعة القاهرة وبين حديثه عن قضية التجديد فى برنامجه الرمضانى الحالى نجد أنه لا يوجد أي اختلاف، وأن الكلام معناه واحد، فعلى سبيل المثال تحدث شيخ الأزهر فى حضور رئيس جامعة القاهرة عن أن التراث ليس فيه تقديس، وهذا تعلمناه من التراث ولم نتعلمه من الحداثة، وهو ما أكد عليه فى برنامجه الرمضانى، حيث قال: "إن الدعوة لتقديس التراث الفقهى، ومساواته فى ذلك بالشريعة تؤدى إلى جمود الفقه الإسلامى المعاصر".
هطل فكري
من جانبه أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هناك حالة من "الهطل الفكري" تنسب لفضيلة الإمام الأكبر ما لم يقله، وتزعم تلك الأصوات أن فضيلة الإمام تراجع عن موقفه من قضية التجديد بعد ظهور دعوات خارجية تدعو إلى نفس الاتجاه، مؤكدا أن هذا من الناحية الأدبية لا يقبل، ومن الناحية الفكرية يعد باطلًا، وعلى أرض الواقع لا يوجد له أي دليل على ذلك.
واصفًا حديث البعض بتغيير موقف شيخ الأزهر من قضية التجديد بعد ظهور بعض الدعوات الخارجية بأنها "عيب" على من يقول هذا.
ونوه "فؤاد" إلى أن هذه الحلقات وما يأتى بعدها إلى نهاية الشهر سجلت فى الأيام الأولى من رمضان، ولم يكن هناك خطابات خارجية فى هذا الشأن، لأن الأزهر مصرى لحما ودما، ولم يكن يوما ما تابعا، ولا يمكن لشيخه العالم الزاهد أن ينتظر خطابا لأحد -مع احترامنا للجميع- ليغير منهجه فى مسألة تجديد الخطاب الدينى، فالإمام الأكبر هو شيخ الأزهر.
ولا يوجد سوى أزهر واحد فى العالم، خاصة أن الإمام يطالب دائما بالتجديد المنضبط، وليس بالتبديد وجعل مسألة التجديد دون ضوابط، وهو ما يأمله الآخرون، خاصة أنه إذا لم توجد ضوابط لعملية التجديد وأهل للاجتهاد فى هذا المسألة فإن هذه القضايا ستأتي بدون ثمرة.
وأضاف "فؤاد" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو": "شيخ الأزهر يرى أن قضية التجديد فى الفروع أمر مهم، ولابد من أن نأخذ من التراث ما يتناسب مع وقتنا المعاصر، مشددًا على أن الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه لم يدعوا يومًا إلى "تقديس" التراث، وإنما دعوتهم دائما إلى "تقدير" التراث.
وهناك فارق كبير بين المعنيين، فالتراث دليل على أن لنا هوية، فى الوقت الذى تبحث فيه بعض الدول عن هوية وتراث لها، وتابع قائلا: "شيخ الأزهر لم يغير من موقفه، وإنما يدعو إلى التجديد منذ أكثر من عشرين سنة، وسعى إلى ذلك من خلال عدة وسائل منها المؤتمرات العلمية وخطاباته فى المناسبات العديدة، أو من خلال الكتب التى ألفها فى هذا المجال من قبل توليه مشيخة الأزهر".
دعوات التجديد
وكشف المشرف العام على الأروقة الأزهرية أن الأزهر يحترم كافة الدعوات الخارجية، ولكن شيخ الأزهر دائما يقول لمن حوله: "اعلموا أن الأزهر مؤسسة إسلامية مصرية عالمية، وأننا جزء من بلادنا، ولا بد أن ندفع الأفكار المتطرفة والسيئة عن بلادنا ونحافظ على الأمن الفكرى والعقدى لبلادنا"، مؤكدًا أن الأزهر يريد التجديد المنضبط وليس المنفلت، وكل له رجاله.
وفى سياق متصل أكد الدكتور عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن فضيلة الإمام الأكبر يؤمن بأن التجديد سنة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فى حديث صحيح: "سيبعث الله على رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها"، وأن القضية التى تشغله دائما هى التجديد، لكن الذى يريده الآخرون هو الهدم والإزالة والنسف للتراث.
وهذا ليس بتجديد، وإنما التجديد هو أن ننظر إلى ما تركه السابقون، فإن كان يحتاج إلى توضيح وضحناه، وإن كان فيه قصور نظرنا نظرة ثاقبة، فنضيف إلى تركة القدامى، مؤكدا أن شيخ الأزهر لم يغير موقفه أو ينسلخ من جدله، ولم يقل يومًا ما لا فى حلقاته التليفزيونية أو فى كتابته التى قالها فى شتى المؤتمرات أنه على المسلمين أن يتركوا تراثهم، فمستحيل أن ينطق الإمام بهذا الكلام.
وأشار إلى أن الإمام يقول إن التجديد هو أن ننظر إلى ما تركه الأقدمون، فإن كان يحتاج إلى توضيح أو إضافة أضفا إليه، لكن البعض يريد أن يقتص من كلام الإمام ويخرج الكلام من إطاره وهم "واهمون" فى ذلك؛ لأن الإمام مع التجديد، ومنذ أن تولى المشيخة وله عينان إحداهما على مناهج المرحلة ما قبل الجامعية فى الأزهر.
والأخرى على المناهج فى الجامعة، لكى تخرج بأسلوب وثوب جديد يتفق مع المدارج التى نعيش فيها فى هذا الزمن؛ لأن عقول هذا الزمن تختلف عن عقول الأجيال السابقة، وهو موقف ثابت عنه لا يتزحزح ولا يمكن لأحد أن يدعى أن الإمام غير موقفه.
وأضاف " العواري" لـ "فيتو": أن أحاديث الإمام فى برنامجه ليس فيها ما يستغل للهجوم على الأزهر، وإن فعل البعض ذلك فهو من باب "سوء الأدب" ويريدون غوغائية وظهورًا، وإنما شيخ الأزهر مثل الشجرة المثمرة التى كلما رموها بالانتقادات أعطت الثمار الطيبة، مشددًا على أن مكانة شيخ الأزهر على المستوى الرسمى والشعبى والعالمى هو شيخ الإسلام وإمام المسلمين، والأزهر وشيخه يمثلان المرجعية الأولى لوسطية الإسلام.
خاصة أنه ليس هناك مرجعية أخرى تملك هذه الوسطية، وأن محاولات تعكير الصفو ومحاولة إيجاد بعض المشكلات بين الأزهر ومؤسسات الدولة أو بين المشيخة وعامة الناس فهذا لا يقول به إلا من فى قلبه مرض. وأوضح عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أنه من غير المعقول إن يغير شيخ الأزهر موقفه فى قضية التجديد بعد ظهور بعض الدعوات الخارجية التى تدعو لذلك.
خاصة أن الإمام مع التجديد، وقام به بالفعل، وذلك حتى قبل دعوة رئيس الجمهورية للتجديد؛ لأن شيخ الأزهر تولى منصبة عام 2010، ومنذ أن تولى المشيخة هو يعكف على هذا الملف، وبعد أن حفظ الله مصر برئيس الجمهورية فدعوته هنا تعد تأكيدا لما عليه الأزهر وليس معارضة لذلك، فالأزهر ورئاسة الجمهورية فى خندق واحد ضد الانغلاق والجمود والتطرف والغلو والتشدد؛ لأن الأزهر هو المؤسسة التى تملك معالم الوسطية.
نقلًا عن العدد الورقي...،
صدمة في الإمام
ومثل حديث الإمام صدمة بالنسبة للبعض، بينما رأى آخرون أن شيخ الأزهر غير موقفه من قضية التجديد، وربطوا بين حديثه فى برنامجه التليفزيوني وبين حديثه مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، بينما ربط فريق ثالث حديث شيخ الأزهر عن ملف التجديد بظهور بعض الدعوات الخارجية التى تزامن ظهورها قبل أيام قليلة من حديث شيخ الأزهر عن ملف التجديد.
تجديد الخطاب الديني
تمحور حديث شيخ الأزهر عن قضية التجديد حتى الآن في عدد من العناصر المهمة، أبرزها: أن هناك فارقًا ما بين الآراء الفقهية التى تقبل الاجتهاد وبين الشريعة الإسلامية نفسها، مؤكدا أن إضفاء صفة التقديس على بعض تلك الآراء التى لم تعد تصلح لاستخدامها فى زمننا هذا يعد من معوقات التجديد.
كما أكد شيخ الأزهر أن بعض الفتاوى العتيقة والماجنة هى أحد أبرز معوقات التجديد، مؤكدًا على أن البعض اتهم مؤسسة الأزهر بالجمود ورفض التجديد، وهو ما يخالف ما هو موجود على أرض الواقع، موضحًا الخطوات العملية التى اتخذها الأزهر وشيخه فى هذا الملف.
"فيتو" بدورها فتحت نقاشًا مع علماء الأزهر الشريف حول حديث شيخ الأزهر عن قضية التجديد، ومعرفة حقيقة تغير موقف شيخ الأزهر حول قضية التجديد.
لا تراجع
فى البداية نفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر كافة الانتقادات التى توجه إلى فضيلة الإمام الأكبر بعد إثارته قضية التجديد، سواء فيما يتعلق بتغير الموقف أو أن يكون ذلك رد فعل لدعوات خارجية، ظهرت بالتزامن مع حديث شيخ الأزهر، خاصة أن شيخ الأزهر انتهى من تصوير برنامجه الرمضانى كاملًا، والذى يتكون من 25 حلقة هذا العام، وتسليمه للقنوات الفضائية قبل عشرة أيام أو أكثر من الآن، أي قبل ظهور الدعوات الخارجية التى نادت بهذا الاتجاه.
مشيرة إلى أنه بإجراء مقارنة بسيطة بين ما جاء فى حديث شيخ الأزهر مع رئيس جامعة القاهرة وبين حديثه عن قضية التجديد فى برنامجه الرمضانى الحالى نجد أنه لا يوجد أي اختلاف، وأن الكلام معناه واحد، فعلى سبيل المثال تحدث شيخ الأزهر فى حضور رئيس جامعة القاهرة عن أن التراث ليس فيه تقديس، وهذا تعلمناه من التراث ولم نتعلمه من الحداثة، وهو ما أكد عليه فى برنامجه الرمضانى، حيث قال: "إن الدعوة لتقديس التراث الفقهى، ومساواته فى ذلك بالشريعة تؤدى إلى جمود الفقه الإسلامى المعاصر".
هطل فكري
من جانبه أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هناك حالة من "الهطل الفكري" تنسب لفضيلة الإمام الأكبر ما لم يقله، وتزعم تلك الأصوات أن فضيلة الإمام تراجع عن موقفه من قضية التجديد بعد ظهور دعوات خارجية تدعو إلى نفس الاتجاه، مؤكدا أن هذا من الناحية الأدبية لا يقبل، ومن الناحية الفكرية يعد باطلًا، وعلى أرض الواقع لا يوجد له أي دليل على ذلك.
واصفًا حديث البعض بتغيير موقف شيخ الأزهر من قضية التجديد بعد ظهور بعض الدعوات الخارجية بأنها "عيب" على من يقول هذا.
ونوه "فؤاد" إلى أن هذه الحلقات وما يأتى بعدها إلى نهاية الشهر سجلت فى الأيام الأولى من رمضان، ولم يكن هناك خطابات خارجية فى هذا الشأن، لأن الأزهر مصرى لحما ودما، ولم يكن يوما ما تابعا، ولا يمكن لشيخه العالم الزاهد أن ينتظر خطابا لأحد -مع احترامنا للجميع- ليغير منهجه فى مسألة تجديد الخطاب الدينى، فالإمام الأكبر هو شيخ الأزهر.
ولا يوجد سوى أزهر واحد فى العالم، خاصة أن الإمام يطالب دائما بالتجديد المنضبط، وليس بالتبديد وجعل مسألة التجديد دون ضوابط، وهو ما يأمله الآخرون، خاصة أنه إذا لم توجد ضوابط لعملية التجديد وأهل للاجتهاد فى هذا المسألة فإن هذه القضايا ستأتي بدون ثمرة.
وأضاف "فؤاد" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو": "شيخ الأزهر يرى أن قضية التجديد فى الفروع أمر مهم، ولابد من أن نأخذ من التراث ما يتناسب مع وقتنا المعاصر، مشددًا على أن الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه لم يدعوا يومًا إلى "تقديس" التراث، وإنما دعوتهم دائما إلى "تقدير" التراث.
وهناك فارق كبير بين المعنيين، فالتراث دليل على أن لنا هوية، فى الوقت الذى تبحث فيه بعض الدول عن هوية وتراث لها، وتابع قائلا: "شيخ الأزهر لم يغير من موقفه، وإنما يدعو إلى التجديد منذ أكثر من عشرين سنة، وسعى إلى ذلك من خلال عدة وسائل منها المؤتمرات العلمية وخطاباته فى المناسبات العديدة، أو من خلال الكتب التى ألفها فى هذا المجال من قبل توليه مشيخة الأزهر".
دعوات التجديد
وكشف المشرف العام على الأروقة الأزهرية أن الأزهر يحترم كافة الدعوات الخارجية، ولكن شيخ الأزهر دائما يقول لمن حوله: "اعلموا أن الأزهر مؤسسة إسلامية مصرية عالمية، وأننا جزء من بلادنا، ولا بد أن ندفع الأفكار المتطرفة والسيئة عن بلادنا ونحافظ على الأمن الفكرى والعقدى لبلادنا"، مؤكدًا أن الأزهر يريد التجديد المنضبط وليس المنفلت، وكل له رجاله.
وفى سياق متصل أكد الدكتور عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن فضيلة الإمام الأكبر يؤمن بأن التجديد سنة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فى حديث صحيح: "سيبعث الله على رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها"، وأن القضية التى تشغله دائما هى التجديد، لكن الذى يريده الآخرون هو الهدم والإزالة والنسف للتراث.
وهذا ليس بتجديد، وإنما التجديد هو أن ننظر إلى ما تركه السابقون، فإن كان يحتاج إلى توضيح وضحناه، وإن كان فيه قصور نظرنا نظرة ثاقبة، فنضيف إلى تركة القدامى، مؤكدا أن شيخ الأزهر لم يغير موقفه أو ينسلخ من جدله، ولم يقل يومًا ما لا فى حلقاته التليفزيونية أو فى كتابته التى قالها فى شتى المؤتمرات أنه على المسلمين أن يتركوا تراثهم، فمستحيل أن ينطق الإمام بهذا الكلام.
وأشار إلى أن الإمام يقول إن التجديد هو أن ننظر إلى ما تركه الأقدمون، فإن كان يحتاج إلى توضيح أو إضافة أضفا إليه، لكن البعض يريد أن يقتص من كلام الإمام ويخرج الكلام من إطاره وهم "واهمون" فى ذلك؛ لأن الإمام مع التجديد، ومنذ أن تولى المشيخة وله عينان إحداهما على مناهج المرحلة ما قبل الجامعية فى الأزهر.
والأخرى على المناهج فى الجامعة، لكى تخرج بأسلوب وثوب جديد يتفق مع المدارج التى نعيش فيها فى هذا الزمن؛ لأن عقول هذا الزمن تختلف عن عقول الأجيال السابقة، وهو موقف ثابت عنه لا يتزحزح ولا يمكن لأحد أن يدعى أن الإمام غير موقفه.
وأضاف " العواري" لـ "فيتو": أن أحاديث الإمام فى برنامجه ليس فيها ما يستغل للهجوم على الأزهر، وإن فعل البعض ذلك فهو من باب "سوء الأدب" ويريدون غوغائية وظهورًا، وإنما شيخ الأزهر مثل الشجرة المثمرة التى كلما رموها بالانتقادات أعطت الثمار الطيبة، مشددًا على أن مكانة شيخ الأزهر على المستوى الرسمى والشعبى والعالمى هو شيخ الإسلام وإمام المسلمين، والأزهر وشيخه يمثلان المرجعية الأولى لوسطية الإسلام.
خاصة أنه ليس هناك مرجعية أخرى تملك هذه الوسطية، وأن محاولات تعكير الصفو ومحاولة إيجاد بعض المشكلات بين الأزهر ومؤسسات الدولة أو بين المشيخة وعامة الناس فهذا لا يقول به إلا من فى قلبه مرض. وأوضح عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أنه من غير المعقول إن يغير شيخ الأزهر موقفه فى قضية التجديد بعد ظهور بعض الدعوات الخارجية التى تدعو لذلك.
خاصة أن الإمام مع التجديد، وقام به بالفعل، وذلك حتى قبل دعوة رئيس الجمهورية للتجديد؛ لأن شيخ الأزهر تولى منصبة عام 2010، ومنذ أن تولى المشيخة هو يعكف على هذا الملف، وبعد أن حفظ الله مصر برئيس الجمهورية فدعوته هنا تعد تأكيدا لما عليه الأزهر وليس معارضة لذلك، فالأزهر ورئاسة الجمهورية فى خندق واحد ضد الانغلاق والجمود والتطرف والغلو والتشدد؛ لأن الأزهر هو المؤسسة التى تملك معالم الوسطية.
نقلًا عن العدد الورقي...،