رئيس التحرير
عصام كامل

الأسباب الحقيقة.. لأزمة الإمارات


عندما سمعت عن احتجاز بعض المصريين بدولة الإمارات، بتهمة "التنظيم السرى"، التابع لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، انزعجت كثيرا من هذا الخبر، مثل أى مصرى غيور على بلده، ولم أتوقع أن يتحول الخلاف السياسى بين الإخوان المسلمين والنظام الحاكم فى الإمارات إلى عداوة بين الشعبين، ورغم اختلافى السياسى والفكرى مع جماعة الإخوان وحزبهم وفشلهم الذريع فى إداة شئون الدولة المصرية، بعد أن تدهور اقتصادها، وفشلوا فى حل أزمة الأمطار والسيول التى أغرقت الشوارع، ولم يجدوا فى حكومتهم من يصلح أن يكون "سباكا" ينقذ البلد من الغرق.

 
كل ذلك لم يجعلنى أتغاضى عن خطأ ارتكبته الإمارات فى حق بعض المصريين، وحاولت أسأل عن سبب الخلاف الحقيقى بين الإخوان والإمارات، وأثناء حضورى أحد اللقاءات بمنزل نائب سابق بمجلس الشعب، منذ أسبوعين، وكان من الحاضرين إحدى الشخصيات المهمة فى الأمن القومى المصرى، ووجهت سؤالى له عن هذه الأزمة.. وكانت المفاجأة أنه كان فى زيارة إلى الدبلوماسية المصرية فى الإمارات فى الأسبوع الأخير من العام الماضى، وعلم بأن من أسباب الأزمة "مشروع لوجستى"، الخاص بتطوير مجرى قناة السويس، والذى أعلن عنه الرئيس مرسى فى أحد خطاباته، وتتنافس عليه ثلاث دول؛ هى " قطر وألمانيا وتركيا"، وهذا المشروع يعد تهديدا واضحا للاقتصاد الإماراتى، وبصفة خاصة إمارة "دبى" ، التى تعتمد على لوجستيات الموانئ البحرية، لأنها تفتقد للثروات الطبيعية على خلاف إمارة "ابوظبى"، التى بها حقول للبترول تجعلها إمارة اقتصادية جيدة، أما قناة السويس فهى تتمع بموقع استراتيجى أفضل من دبى، وهو ما يجعل جميع مشروعات الإمارات البحرية تنتقل إلى مصر، نظرا لموقع قناة السويس المتميز، ورغم استماعى وإنصاتى الشديد إلى هذا السبب، إلا أننى "روحت" أسال نفسى.. هل ينحج الإخوان فى تحقيق هذا المشروع ؟، ولكن كيف ينجحون، وهم يزدادون فشلا يوما بعد يوم فى إدارة الدولة، وأوهموا الناس بالرفعة والرقى، وأن الاقتصاد فى رخاء ولا توجد أى أزمات.

 وتعجبت أكثر من موقف الرئيس الذى يستشهد دائما فى خطاباته العبقرية بأحاديث من السنة وآيات من القرآن الكريم, ونراه يؤدى أفعالا عكس ما يقول، لذلك أدعوه أن "يفيق"، وينجد الدولة من كارثة حقيقية، وأن يستمع إلى صوت العقل، وعدم الاكتفاء بصوت الجماعة، الذى يغرد نهضة صامتة قبل أن يسقط الرئيس الذى أسقط الدولة.. فأسقطته الأمة.
الجريدة الرسمية