رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر يعيد إحياء نشاط مركز الفكر "الأشعري".. المشيخة تحاضر الطلاب الوافدين عن أصول المذهب... جعفر: يشرح أسباب اختياره منهجا للمشيخة

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر
شهدت الفترة الماضية إعادة إحياء النشاط الخاص بمركز الفكر "الأشعري" بالأزهر الشريف، وذلك من خلال إطلاق فعاليات الموسم الثقافي للمركز بمدينة البعوث الإسلامية في الأزهر، وذلك بعد توقف نشاطة لفترة طويلة خلال الفترة الماضية.


ومن جانبه قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، إن فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه بإنشاء مركز الفكر الأشعري، ليعنى بدراسة الفكر المتضمن في منهج الأشاعرة، والذى يقوم على إعمال العقل واحترام الأحكام الثابتة فى الشريعة، من أجل التصدي لكافة الأفكار المتطرفة والمخالفة لمنهج الأزهر الوسطي المستنير.

المذهب الأشعري

وأضاف العواري أن هذا المركز يتيح فرصة أكبر لحدوث تفاعل بين أساتذة الأزهر والطلاب الوافدين حول شرف هذا المنهج الذي ارتضاه الأزهر عقائديا، ليعرفوا أنهم بانتسابهم لهذا المذهب هم على هدي النبي صلى الله عليه وصحابته الكرام، مؤكدا أن الادعاء بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة هو مغالطة ومحض افتراء.

الأزهر الشريف
 من جانبه أكد الدكتور يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة، ونائب رئيس مركز الفكر الأشعري، أن هناك أسبابا متعددة لاتخاذ المنهج الأشعرى منهجا للدراسة بالأزهر، أهمها اتساع المذهب ليشمل الجميع دون تكفير أو إقصاء لأحد حتى المخالفين، واستمراره على مر العصور مع مراعاة الظروف والمتغيرات.

هذا ومن المقرر أن تقام محاضرات علمية، بواقع محاضرتين في الأسبوع، يلتقي فيها نخبة من أساتذة جامعة الأزهر مع الطلاب الوافدين، لشرح أصول المذهب الأشعري، وأصول المذهب الماتريدي، والمقارنة بينهما، وبيان كونهما من أهل السنة والجماعة، بالإضافة إلى الحديث عن أعلام هذين المذهبين.

مركز الفكر الأشعري 
ويعود إنشاء المركز الفكر الشعري، بعد موافقة المجلس الأعلى للأزهر، برئاسة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، على إنشاء المركز عام 2018.

ويتكون المركز من أربعة أقسام علمية، هي "البحث العلمي الدعم الفني، الثقافة والتواصل المجتمعي، الدعوة والإرشاد، ومتابعة المناهج الأزهرية.

ويستهدف المركز نشر الفكر الأشعري المعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وسماحته، وتلقى به محاضرات للوعاظ والأئمة الوافدين من الخارج والطلاب وطالبات المدن الجامعية ومدينة البعوث الإسلامية.


وقال الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنه تم غنشائة  بناءً على توجيهات وتعليمات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، برئاسة المركز والعمل على إعداد تصور مبدأي لمسيرة عمل المركز خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أنه تم طرح التصور من أجل تفعيل قرار المجلس الأعلى للأزهر لتفعيل ودعم الفكرى الأشعرى، ومقسم إلى أربعة أقسام علمية: قسم البحث العلمى والدعم الفنى، والثقافة والتواصل المجتمعى، والدعوة والإرشاد، ومتابعة المناهج الأزهرية.

وأوضح أن المركز يستهدف نشر الفكر الأشعرى المعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وسماحته، حيث يتم إلقاء محاضرات للوعاظ والآئمة الوافدين من الخارج والطلاب وطالبات المدن الجامعية ومدينة البعوث الإسلامية.

ويخاطب المركز خريجى الأزهر والطبقات المثقفة فى المجتمع، ويدعم قضية تجديد الفكر والمحافظة على الأصالة، بطريقة منهجية علمية، ونحرص دائمًا على تجديد الفكر وليس الدين لأن البعض يدعى من قضية التجديد وإن كنت لا أرى مشكلة فى قضية تجديد الخطاب الدينى لأن النبى قال: (يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها).

وأضاف جعفر إلى أن المركز يضم نخبة من علماء الأزهر من أنصار الماتريدية والفكر الأشعرى وعلماء الحديث، حتى يكون المركز جامعًا لكل أهل السنة والجماعة ومعبرًا عنهم فى شتى بقاع الأرض بقيادة الأزهر وحكمته وخبرته العلمية فى الدراسات الإسلامية والعربية، وان مقر المركز سيكون بمركز قاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر.

شيخ الأزهر
ومن جانبه قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في وقت سايق إن الأزهر تبنى المذهب الأشعري، وروجه في سائر أقطار المسلمين، لأنه وجد فيه العلاج الناجع لأمراض وعلل أصابت الفكر الديني، خاصة في القرنين الماضيين، بسبب فرض المذهب الواحد والرأي الواحد الذي قضى على مكمن القوة في أمة الإسلام ووضعها في ذيل قائمة الأمم، مضيفا أنه ومع تمسك الأزهر وعلمائه بالمذهب الأشعري فإنه أفسح المجال واسعا لكل المذاهب الكلامية الأخرى، وينظر إليها بحسبانها مذاهب إسلامية تستظل بظلال الإسلام الوارفة التي يستظل بها كل من ينطق بالشهادتين ويصلي إلى القبلة ويأتي أركان الإسلام والإيمان.

وأضاف أن الأزهر وهو يتبنى مذهب الأشعري، فإنه لا يتبناه تعصبا لمذهب ولا لإمام من الأئمة، ولكن لأن هذا المذهب لم يكن أمرا مخترعا أو محدثا في الدين، بل كان انعكاسا صادقا أمينا لما كان عليه النبي وصحابته وتابعوهم من يسر وبساطة في الدين عقيدة وشريعة وأخلاقا، وهذه قضية تخفى على كثير ممَّن يكتبون الآن عن المذهب الأشعري، وأعني بها أن الأشعري لم يخترع مذهبا جديدا كمذهب الاعتزال أو المذاهب الأخرى التي يسهل على الباحث أن يعثر فيها على أنظار ودقائق تصطدم اصطداما صريحا بنصوص الكتاب والسنة.

وأكد أن ما فعله الأشعري هو صياغة مذهب عقائدي ينصر فيه القرآن والسنة بدلالات العقول وببيان أن نصوص الوحي تستقيم على طريق العقل الخالص إذا تجرد من شوائب الهوى ولجاج الجدل والأغاليط، حيث يقول الإمام البيهقي فيما ينقله ابن عساكر: "لم يحدث الأشعري في دين الله حدثا، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين، فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول، خلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء.
الجريدة الرسمية