استفزاز الروس.. طريق بلا عودة
كلاهما يشعر
بالقلق ويتخذ إجراءات تصعيدية.. الدولتان الكبيرتان المتصارعتان تدخلان حالة
مواجهة عبر بوابة أوكرانيا. يبدو أن الصراع المتصاعد حاليا بين روسيا - بوتين
وأمريكا - بايدن أوباما، هو استئناف لأحداث عام ٢٠١٤، حين تدخلت القوات الخاصة
الروسية والدبابات وفرضت ما يطلق عليه الغرب وأوكرانيا بالانفصاليين في جنوب شرقي أوكرانيا،
المسماة دونيتسك.. حيث الأغلبية روسية واللغة الروسية هي السائدة.
وبالمرة استعادت روسيا شبه جزيرة القرم وأعلنت ضمها إلى روسيا الاتحادية وبررت ذلك بأنها أصلا أرض روسية ألحقت بأوكرانيا ضمن الإمبراطورية السوفييتية التى فككها النشطاء والعملاء.. تجار حقوق الإنسان والديمقراطية في عهد جورباشوف ومن بعده بوريس يلتسن!
أوكرانيا والناتو
ولو رجعنا لأصل الأحداث فإن رئيس أوكرانيا السابق كان مواليا لروسيا.. ثم أخرج عليه الغرب عملاءه ونشطاءه.. واجتاحوا الميادين.. وأطاحوا بالرئيس الأوكراني.. ونصب الغرب رئيسا مواليا أعلن انتماءه وامتنانه لأمريكا.
وبعد سبع سنوات من وقف إطلاق النار، وعقوبات أوروبية وأمريكية ضد روسيا بسبب دعمها لمن يسميهم الأمريكيون والأوكرانيون المستغربون بالانفصاليين، استأنف بايدن أوباما نشاطه لزعزعة موقف روسيا في المنطقة وتشتيت جهودها والانتقام من عمليات قرصنة معلوماتية نسبتها المخابرات الأمريكية إلي الروس والكوريين الشماليين.
وفي الآونة الأخيرة وإثباتا لعودة الحضور الأمريكي في أوروبا بدأت ترتيبات لضم أوكرانيا إلى حلف الناتو.. وتواجدت حشود بالقرب من الحدود الروسية وصفتها موسكو بالخطيرة والاستفزازية، وأدي ذلك إلى تصعيد الإجراءات الروسية.. بالحشد المضاد وبالتحذيرات.. فأرسلت أمريكا سفنها الحربية المدججة إلي البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.. بمقتضى اتفاقية مونترو الموقعة عام١٩٣٦ لتنظيم المرور الحربي و التجارى بين أنقرة وأوربا..
وساطة أنقرة
ونظرا للعلاقات القوية بين موسكو وأنقرة.. فإن الأخيرة أبلغت بوتين بالمرور العسكرى الأمريكي.. وفي الوقت نفسه استقبلت رئيس أوكرانيا في محادثات أمس.. لعلها وساطة لوأد دعوات الحرب.
من ناحيتها نفت كييف، أنها تحشد لإعادة المنطقة الانفصالية، ولا تسعى للحرب.. لكن موسكو التى ترى قوات الناتو علي مرمى البصر من حدودها لا يمكن أن تقبل خداع الذات المزدوج: تصريحات تنفي نوايا، ونوايا متحققة علي الأرض حشودا ومدافع وبطاريات وتسليح غربي متواصل، وتنسيق أوروبي أمريكي، ألماني وفرنسا.. وبايدن!
إصرار الإدارة الديمقراطية الحاكمة علي مناوأة بوتين تستهدف كما قلنا إعادة حضور واشنطن في القارة العجوز وفي خاصرة روسيا، ومسح الصورة الباهتة الضعيفة لإدارة أوباما الذي هادن روسيا وتراجع أمامها في سوريا وتخلي عن الخليج لصالح الإتفاق النووى المختل مع إيران.. مما عجل باتفاقيات أمنية استراتيجية بين موسكو وعروش الخليج العربي.
إلى أي مدى يمكن أن يتداعى الموقف، وإلى أي درجة يمكن أن يراهن بايدن علي سياسة قديمة استدعاها من مخازن الخارجية الامريكية شعارها: حافة الهاوية.. الاندفاع إلي ما قبل الحافة الجبلية بمتر أو نصف متر.. ثم التراجع.
امبراطورية الشر
لا يتقبل الروس عادة المشاهد المسرحية المعتادة للامريكيين، وهم بالقياس إلى أنهم الوجودي، ومنصات الناتو في أوكرانيا.. لا يترددون في الزجر في القمع والاشعال.. مهما كانت الخسائر..
جثث من الطرفين في أحداث ٢٠١٤ لا تزال تطفو بالذاكرة السياسية.. لكنها تستقر لدي الطرفين في خانة ثمن الدفاع عن الأمن والحدود.. لكن أية حدود تلك مع الدولة التى تحمل عنوان امبراطورية الشر في العالم عن حقارة وجدارة.. ما حدودك يا أمريكا مع العرب.. ومع روسيا؟ حدود بالوكالة مع العرب اسرائيل.. ومع روسيا أوكرانيا ومن قبل بولندا.. وجمهوريات البلطيق الثلاث المتمردات.
وبالمرة استعادت روسيا شبه جزيرة القرم وأعلنت ضمها إلى روسيا الاتحادية وبررت ذلك بأنها أصلا أرض روسية ألحقت بأوكرانيا ضمن الإمبراطورية السوفييتية التى فككها النشطاء والعملاء.. تجار حقوق الإنسان والديمقراطية في عهد جورباشوف ومن بعده بوريس يلتسن!
أوكرانيا والناتو
ولو رجعنا لأصل الأحداث فإن رئيس أوكرانيا السابق كان مواليا لروسيا.. ثم أخرج عليه الغرب عملاءه ونشطاءه.. واجتاحوا الميادين.. وأطاحوا بالرئيس الأوكراني.. ونصب الغرب رئيسا مواليا أعلن انتماءه وامتنانه لأمريكا.
وبعد سبع سنوات من وقف إطلاق النار، وعقوبات أوروبية وأمريكية ضد روسيا بسبب دعمها لمن يسميهم الأمريكيون والأوكرانيون المستغربون بالانفصاليين، استأنف بايدن أوباما نشاطه لزعزعة موقف روسيا في المنطقة وتشتيت جهودها والانتقام من عمليات قرصنة معلوماتية نسبتها المخابرات الأمريكية إلي الروس والكوريين الشماليين.
وفي الآونة الأخيرة وإثباتا لعودة الحضور الأمريكي في أوروبا بدأت ترتيبات لضم أوكرانيا إلى حلف الناتو.. وتواجدت حشود بالقرب من الحدود الروسية وصفتها موسكو بالخطيرة والاستفزازية، وأدي ذلك إلى تصعيد الإجراءات الروسية.. بالحشد المضاد وبالتحذيرات.. فأرسلت أمريكا سفنها الحربية المدججة إلي البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.. بمقتضى اتفاقية مونترو الموقعة عام١٩٣٦ لتنظيم المرور الحربي و التجارى بين أنقرة وأوربا..
وساطة أنقرة
ونظرا للعلاقات القوية بين موسكو وأنقرة.. فإن الأخيرة أبلغت بوتين بالمرور العسكرى الأمريكي.. وفي الوقت نفسه استقبلت رئيس أوكرانيا في محادثات أمس.. لعلها وساطة لوأد دعوات الحرب.
من ناحيتها نفت كييف، أنها تحشد لإعادة المنطقة الانفصالية، ولا تسعى للحرب.. لكن موسكو التى ترى قوات الناتو علي مرمى البصر من حدودها لا يمكن أن تقبل خداع الذات المزدوج: تصريحات تنفي نوايا، ونوايا متحققة علي الأرض حشودا ومدافع وبطاريات وتسليح غربي متواصل، وتنسيق أوروبي أمريكي، ألماني وفرنسا.. وبايدن!
إصرار الإدارة الديمقراطية الحاكمة علي مناوأة بوتين تستهدف كما قلنا إعادة حضور واشنطن في القارة العجوز وفي خاصرة روسيا، ومسح الصورة الباهتة الضعيفة لإدارة أوباما الذي هادن روسيا وتراجع أمامها في سوريا وتخلي عن الخليج لصالح الإتفاق النووى المختل مع إيران.. مما عجل باتفاقيات أمنية استراتيجية بين موسكو وعروش الخليج العربي.
إلى أي مدى يمكن أن يتداعى الموقف، وإلى أي درجة يمكن أن يراهن بايدن علي سياسة قديمة استدعاها من مخازن الخارجية الامريكية شعارها: حافة الهاوية.. الاندفاع إلي ما قبل الحافة الجبلية بمتر أو نصف متر.. ثم التراجع.
امبراطورية الشر
لا يتقبل الروس عادة المشاهد المسرحية المعتادة للامريكيين، وهم بالقياس إلى أنهم الوجودي، ومنصات الناتو في أوكرانيا.. لا يترددون في الزجر في القمع والاشعال.. مهما كانت الخسائر..
جثث من الطرفين في أحداث ٢٠١٤ لا تزال تطفو بالذاكرة السياسية.. لكنها تستقر لدي الطرفين في خانة ثمن الدفاع عن الأمن والحدود.. لكن أية حدود تلك مع الدولة التى تحمل عنوان امبراطورية الشر في العالم عن حقارة وجدارة.. ما حدودك يا أمريكا مع العرب.. ومع روسيا؟ حدود بالوكالة مع العرب اسرائيل.. ومع روسيا أوكرانيا ومن قبل بولندا.. وجمهوريات البلطيق الثلاث المتمردات.