رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الممنوعون من الشهادة أمام المحاكم | انفو جراف

محكمة
محكمة


عقوبة الشهادة الزور

قال مصدر قضائي: إن الشهادة الزور معاقب عليها، حيث تؤدي بقصد تضليل القضاء.

وأضاف المصدر: إذا عدل الشاهد عن أقواله الكاذبة قبل انتهاء المرافعة في الدعوى اعتبرت هذه الأقوال كأن لم تكن، ولما كانت المحكمة قد قضت بإدانة الطاعن بجريمة شهادة الزور قبل انتهاء المرافعة في الدعوى الأصلية التي أديت فيها تلك الشهادة، وقبل أن تتوافر أركان هذه الجريمة، فإن حكمها يكون قد أخطأ في تطبيق القانون بما يتعين معه نقضه والقضاء ببراءة الطاعن.

وأشار المصدر إلى أن كل من شهد زورا على متهم بجنحة أو مخالفة أو شهد له زورا يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين. 

واستكمل: قد تصل هذه العقوبة إلى الإعدام، وذلك حال ترتب على هذه الشهادة الحكم على المتهم المشهود عليه بعقوبة الإعدام، وتم تنفيذ هذه العقوبة عليه فعلا فإنه يحكم على المتسبب في هذه الحالة، وهو الشاهد الزور بذات العقوبة وهي الإعدام، أما في غير هذه الحالة فإن العقوبة تتراوح بين السجن المؤقت من 3 إلى 15 سنة، والحبس حسب نوع الجريمة أو الدعوى التي شهد فيها.

وأوضح المصدر أن القانون أجاز سماع الشهود الذين لم تبلغ سنهم ١٤ سنة بدون حلف يمين على سبيل الاستدلال، فهم عنصر من عناصر الإثبات يقدره القاضي حسب اقتناعه، ولا يقبل من الطاعن النعي على الحكم أخذه بأقوال المجني عليها بحجة عدم قدرتها على الإجابة عن أسئلة المحكمة إلا بصعوبة، وبالإيماء بالرأس لصغر سنها مادامت المحكمة اطمأنت إلى صحة ما أدلت به، وركنت إلى أقوالها وإشاراتها على اعتبار أنها تدرك ما تقول وتعيه، ومادام أن الطاعن لم يدفع بجلسة المحاكمة بعدم قدرتها على التمييز ولم يطلب من المحكمة تحقيق مدى توافر التمييز لديها.

الشهادة الزور من الكبائر
وإذا أطلقت شهادة زور أو قول زور فإن هناك ظالما وآخر مظلوما، وقد يتدرج الظلم الواقع إلى أقصى حد، وقد تنتهي حياة المزور فى حقه بالقتل أو الإعدام، فما حكم الشهادة الزور في الإسلام؟

ويجيب الشيخ محمد متولي الشعراوي فيقول: إن شهادة الزور من أكبر الكبائر، وعندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ذكر شهادة الزور وقال: (ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور) أخرجه البخارى، وظل يكررها حتى ظن أصحابه أنه لا يسكت، وقالوا: ليته يسكت.

هذا لأن شهادة الزور تجمع الظلم كله، فالذى أشرك بالله شهد زورا، فتبدأ شهادة الزور من قمة الإيمان الى آخره، ولذلك فعندما ذكر الله جل جلاله صفات عباد الرحمن قال فيهم (والذين لا يشهدون الزور) سورة الفرقان، فلا يمكن أن يدخل الإنسان فى العبادية إلا من لا يشهد الزور.

ومن أسباب فداحة هذا الجرم أنه لا يوقع الظلم فقط، ولكنه أيضا يشرع الظلم، لأن القاضى يحكم بالبينات، فإذا كانت هذه البيانات كاذبة ملفقة فهى تضلل القاضي.

شاهد الزور مجرم
كذلك فى المقاييس العادية بين البشر وبدون الرجوع إلى التدين، فمن يجعلك موضعا للنقيصة فقد سقطت فى نظره، وإن أعنته على أمره كشاهد الزور، يرتفع الرأس على الخصم بشهادته وتدوس القدم على كرامته. فقد كان يجب على شاهد الزور أن يثور لكرامته لمجرد أن يطلب منه ذلك، لأن اختياره لشهادة الزور معناه أنه لم يجد أدنى منه للقيام بهذه المهمة.

فقدان المصداقية 
وقد يسعد بك من يطلبك لشهادة الزور، لكن لو قدر لك أن تشهد أمامه فلن يصدقك أبدا، ولو كنت صادقا، لأنه جرب معك عدم الأمانة، ولو لصالحه.

أما عن موقف المظلوم بالنسبة لربه فيقول العارفون فى ذلك: لو عرف الظالم ما يقدمه إلى المظلوم من الخير لضن عليه بظلمه، لأنك عندما تظلم إنسانا فإنما تسلبه حقا له من الله، وبذلك فإنك لا تعاند بذلك شخصا، وإنما تعاند معطى الحق فتصبح العداوة بينك وبين الله.

دعوة المظلوم مباحة 
ولذلك فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولقد أباح الله تعالى للمظلوم أن يقول ما فى نفسه، ولا يكبت ظلمه فى نفسه، إذا كان الكبت يتعبه، قال تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) سورة النساء.
Advertisements
الجريدة الرسمية