رئيس التحرير
عصام كامل

متى نتخلص من فواجع القطارات؟

هذا هو السؤال الذى نطرحه على أنفسنا بعد كل حادث مروع فى مرفق السكة الحديد، وعدنا نطرحه بعد حادث قطارى سوهاج.. البعض يطرحه لدوافع سياسية خاصة ولا يهمهم الإجابة عليه، والبعض الآخر يطرحه أملا فى التخلص من هذه الفواجع التى تكرر حدوثها فى العقدين الأخيرين.. وهؤلاء تحديدا هم من يحتاجون لإجابة على هذا السؤال، وتكون الإجابة واضحة ومقنعة.


وقبل حادث قطارى سوهاج قدمت الحكومة إجاباتها، وتلخصت هذه الإجابة فى تحديث وتطوير هذا المرفق، من خلال  استبدال عربات وجرارات  السكك الحديد وتحديث منظومة المزلقانات وصيانة الخطوط الحديدية، مع تدبير التمويل اللازم لذلك.. وبالفعل هذا ما شرعت الحكومة فى تنفيذه بالفعل منذ الحادث قبل الأخير فى مرفق السكة الحديد وهذا ما قاله الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة أمس وقاله كامل الوزير وزير النقل اليوم.

تطوير الأداء البشرى

لكن حادث قطارى سوهاج كشف أن تلك الإجابة لا تكفى.. وأن تحديث منظومة السكة الحديد يجب أن تشمل مع تحديث العربات والجرارات وبقية بنود البنية التحتية فى هذا المرفق، ويجب أن يتسع ليشمل تطوير الأداء البشرى فى هذا المرفق المهم والحيوي.. بل إن هذا التطوير البشرى يتعين أن يسبق تطوير البنية التحتية فيه والعربات والقطارات، أو على الأقل يسير موازيا له.. ولعل هذا ما اكتشفناه فى عملية تطوير التعليم عندما تبين لنا أهميةَ دور المدرس فى هذا التطوير قبل تطوير المناهج..

الارتقاء بالأداء البشرى أمر شديد الأهمية فى هذا المرفق المهم والحيوي، وهذا يجب أن نولى اهتماما  له مساويا لاهتمامنا بتحديث العربات والجرارات.. ألا نقول فى أمثالنا الشعبية: "الشاطرة تغزل برجل حصان".     
الجريدة الرسمية