رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر ينعى العالم السوري محمد علي الصابوني

 الشيخ محمد علي الصابوني
الشيخ محمد علي الصابوني
نعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العالم السوري الشيخ محمد علي الصابوني، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 91 عامًا.


وأكد الأزهر أن الشيخ الصابوني لم يألُ جهدًا في خدمة كتاب الله وسنة نبيه ﷺ ومنهج أهل السنة والجماعة، منذ تخرجه من الأزهر الشريف وحتى نبوغه وذيوع صيته بين العلماء، وقد ترك بصمة بارزة في تفسير كتاب الله، وستظل كتبه ومؤلفاته مرجعًا ومنهلًا لكل طلاب العلم.

شيخ الأزهر 

وتقدم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بخالص العزاء والمواساة إلى العالم الإسلامي والشعب السوري وتلامذة الشيخ الصابوني وعائلته ومحبيه، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل علمه وعمله شفيعان له. "إنَّا لله وإنا إليه راجعون".

من هو  "الصابوني"

وتوفي صباح اليوم الشيخ العلامة السوري محمد علي الصابوني، في مدينة يلوا التركية، وهو عالم سوري فقيه من علماء تفسير القرآن الكريم، وهو صاحب كتاب "صفوة التفاسير" وأختير في عام 2007 ليكون شخصية العالم الإسلامية من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، والصابوني من أبرز علماء مكة كذلك، إذ كان له درس أسبوعي في المسجد الحرام يجلس فيه للإفتاء في المواسم.

ولد الصابوني في مدينة حلب في أول يناير عام 1930 ونشأ في أسرة محبة للعلم والعلماء، وكان والده الشيخ جميل الصابوني الحلبي أحد أكبر علماء حلب في عصره، وقد ورث منه حب العلم والعلماء وتلقى على يده العديد من العلوم الشرعية والعربية، فحفظ القرآن في كتاب القرية وأتمه وهو في الثانوية.

وكانت دراسة الصابوني في بدايتها نظامية حتى انتسب إلى الثانوية التجارية في حلب، لكنه تركها وانتقل إلى المدرسة الخسروية التي كانت تسمى حينها الكلية الشرعية، وهناك التقى بعلماء عظام كانوا هم شيوخه في العلم الشرعي، وكان من بين هؤلاء محمد نجيب خياطة والشيخ أحمد الشماع، ومحمد سعيد الإدلبي، وتخرج الصابوني من المدرسة الشرعية في عام 1949م.

وتابع الصابوني دراسته في الأزهر الشريف بعد ذلك، فنظرًا لتفوقه قد أرسلته وزارة الأوقاف السورية إلى القاهرة ليكمل دراساته الشرعية على نفقتها، فانتسب إلى كلية الشريعة في جامعة الأزهر، حتى تخرج منها عام 1952م، واستمر الصابوني بالدراسة في الأزهر حتى حصل على شهادته العالمية في تخصص القضاء الشرعي عام 1955م، وبعدها عاد إلى حلب.

وحين عاد الصابوني إلى حلب درس في عدد من مدارس حلب الثانوية ومدارس المعلمين، حتى سافر إلى السعودية على رأس البعثة السورية عام 1962م ليكون أستاذا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة واستمر في التدريس بها حوالي 28 عامًا، وأسندت إليه الجامعة كذلك مهمة تحقيق بعض كتب التراث، ليحقق كتاب "معاني القرآن" للإمام أبي جعفر النحاس في ستة أجزاء.

والتحق الصابوني برابطة العالم الإسلامي بعد ذلك كمستشار لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، واستمر فيها عدة سنوات تفرغ بعدها للتأليف والبحث العلمي حسب الموقع الرسمي لرابطة العلماء السوريين.
الجريدة الرسمية