11 عاما على توليه المنصب.. كيف استطاع الطيب تغيير وجه الأزهر؟
يحتفل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الجمعة بمرور 11 عاما على ذكرى توليه منصب شيخ الأزهر الشريف، والذي كان في التاسع عشر من شهر مارس عام 2010، وذلك بعد وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، في المملكة العربية السعودية أثناء مشاركته في إحدى المؤتمرات العلمية وقتها.
ويحسب لشيخ الأزهر أنه استطاع تغيير وجه مشيخة الأزهر، من خلال إنشائه العديد من المؤسسات والهيئات التي ساهمت في تغيير وتيرة العمل داخل المشيخة، كما أنها نجحت في إعطاء الأزهر مساحات جديدة على طاولة الحوارات سواء على الجانبين الداخلي والخارجي.
وأحدثت أفكار الإمام الطيب نقلة مشهودة في مؤسسة الأزهر الشريف، في ضوءِ سعيِ فضيلته لتحويل الأفكار إلى هيئات حديثة متطورة، بما يضمن للفكرة استدامتها وتطويرها بشكل منتظم.. ومن أبرز هذه المؤسسات:
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر
وفي إطار سعي فضيلة الإمام الطيب إلى استعادة مكانة الأزهر العالمية طرح مبادرة تأسيس رابطة عالمية ينطوي تحت مظلتها جميع خريجي الأزهر الشريف في مختلف بقاع العالم عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وتم إنشاؤها عام 2007 بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة المتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كافة ربوع المعمورة.
وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمة دولية غير حكومية بعد توقيع اتفاقية بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.
وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر، منح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة. (ECOSOC) المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الصفة الاستشارية الخاصة، وهو ما يمكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرح موضوعات متعلقة بقضايا العالم الإسلامي ضمن جدول الأعمال الخاص بلجان المجلس.
ووضع فضيلة الإمام الأكبر نصب عينيه زيادة حجم التواجد العالمي للمنظمة، لذا امتدت فروعها إلى 17 فرعًا في دول (ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، وأخيرا سلطنة بروناي)، إضافة إلى عدة فروع تحت التأسيس في كل من: كُردستان العراق، اليمن، النيجر، أفغانستان، نيجيريا، أوكرانيا، والفلبين، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم.
بيت العائلة المصرية
وإدراكًا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لقوةِ العَلاقةِ التاريخيةِ بين جناحيِ الوطنِ مُسلميه ومسيحيِّيه، ولقطع الطريق على أي محاولة للعبث أو تعكير صفو تلك العلاقة، طرح فضيلة الإمام الطيب فكرة إنشاء هيئة وطنية مستقلة باسم "بيت العائلة المصرية"عام 2011، وذلك بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل.
ويجمع بيت العائلة المصرية: الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة القبطية الكاثوليكية، والكنيسة القبطية الإنجيلية، والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية.
وساهم بيت العائلة المصرية -ولا يزال- برئاسة فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تواضروس الثاني في الحفاظ على نسيج الأمة المصرية والتأكيد على مبدأ المواطنة وإعلاء قيمة الوطن، كما نجح في احتواء العديد من المشاكل التي تثار من وقت لآخر بين مسلمين ومسيحيين ومن ثم قطع الطريق على من يحاولون الوقيعة بين أبناء الوطن.
وفي أكتوبر 2017، وقّع الدكتور محمود حمدي زقزوق، أمين عام بيت العائلة المصرية، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بروتوكول تعاون لنشر مبادرة "بيت العائلة المصرية" بين أبناء الجاليات المصرية في الخارج، ويستهدف البروتوكول أن يصبح "بيت العائلة" بمثابة "مظلة وطنية" تجمع المصريين في الخارج، على اختلاف مشاربهم تحت سقفها، داخليًّا وخارجيًّا.
ونظرًا للجهود الوطنية المخلصة التي قدمها بيت العائلة في خدمة القضايا المصرية والحفاظ على اللحمة الوطنية ونزع فتيل الطائفية؛ كان جديرًا أن يعبر هذا النموذج الفريد حدود الوطن وتسعى إلى تطبيقه بعض الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى تكريمه من بعض المؤسسات الدولية والتي كان آخرها إعلانُ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدولة الإمارات، عن فوز "بيت العائلة المصرية" بجائزة الإمام "الحسن بن على" للسلم الدولي، وهو ما يؤكد أهمية دوره الكبير في خدمة القضايا الوطنية.
بيت الزكاة والصدقات المصري
كان الإمام الأكبر ـ ولا يزال ـ دائما منحازا الفقراء والمساكين من أبناء الشعب شاعرا بآلامهم، فأنشأ بيت الزكاة والصدقات المصري كمؤسسة مستقلة ملك للشعب لأول مرة في تاريخ مصر، قائلا مقولته المشهورة (أنا رجل بسيط أحب الفقراء وأعيش دائماً بينهم)"، وانطلاقًا من الدورِ الاجتماعي لمؤسسة الأزهر الشريف، أشرف فضيلة الإمام الأكبر على إعداد مشروع قانون لإنشاء بيت مستقل للزكاة، ليكون مصدر ثقةِ المواطنين المتبرعين ودافعي الزكاة وإيصال الأموال لمستحقيها بكفاءة وفاعلية حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
وفي 9 سبتمبر 2014، صدر القانون رقم القانون رقم (123) لسنة 2014 بإنشاء "بيت الزكاة والصدقات المصري" تحت إشراف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بهدف صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعًا، ولبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع. وحدد القانون موارد البيت، ومنها على وجه الخصوص أموال الزكاة التي تقدم طوعًا من الأفراد أو غيرهم، وكذلك الصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات التي يتلقاها البيت ويقبلها مجلس أمناء البيت.
وتوسع دور بيت الزكاة وحجم الأعمال التي يتلقاها في السنوات الأخيرة، حيث يتم توزيع مساعدات شهرية على أكثر من 80 ألفًا من المحتاجين، كما كان للبيت دور فاعل في رفع وعي المواطنين بأهمية فضل فريضة الزكاة في تحقيق التنمية.
كما دعم بيت الزكاة بعض المشروعات القومية التي تستهدف الفقراء والمحتاجين في مجالات التعليم والصحة والإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير المناطق الأكثر احتياجًا.
مجلس حكماء المسلمين
وقاد الإمام الأكبر مبادرةً لتأسيس مجلس لحكماء المسلمين يكون بمثابةِ هيئةٍ دوليةٍ مستقلةٍ، تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، وتجنب عوامل الصراع والانقسام والتشرذم، وبالفعل تم إنشاء المجلس في 21 رمضان 1435هـ الموافق 19 يوليو 2014م، ليضم ثلة من علماء الأمة الإسلامية ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.
ويُعتبر المجلسُ أولَ كيانٍ مؤسسي يهدف إلي توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية، وساهم بفضل جهود فضيلة الإمام الطيب في إطلاق مشروع "قوافل السلام" بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثير من المجتمعات المسلمة، ومحاربة "الإسلاموفوبيا".
وبرئاسة فضيلة الإمام الأكبر واجه مجلس حكماء المسلمين العديد من القضايا الملحة التي تشغل الأمة الإسلامية مثل خطر الإرهاب والفكر المتطرف ودعا من خلال العديد من المؤتمرات علماء وحكماء الأمة للتحاور ووضع آليات مشتركة لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تنسب نفسها عنوة للإسلام. كما أولى مجلس حكماء المسلمين اهتماما بالغًا بالقضية الفلسطينية وقضية مسلمي الروهينجا فضلا عن قضايا الحوار بين الشرق الغرب والسلام العالمي.
كما قام المجلس بطبع سلسلة من كتب المؤتمرات التي عقدها المجلس، إضافة إلى عيون من كتب التراث القديم والحديث، يشمل مختلف مواضيع العلوم الإسلامية، قد بلغت منشورات الحمكاء للنشر حتى اليوم (سنة: 1441هـ/2020م) أكثر من: 130 عنوانا، بعض العنوان يحتوي على أكثر من مجلد.
مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية
حرصًا من فضيلة الإمام الطيب على محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة التي تُشَوه صورة الإسلام، ومواجهة الفتاوى الشاذة وتفنيدها وضبط فوضى الفتاوى في العالم الإسلامي، أصدر فضيلة الإمام الأكبر توجيهاته بإنشاء "مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية"، ليقوم بدور عالمي فعال في مكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال رصد كل ما تبثه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بواسطة 12 لغة حية، والرد عليها بنفس اللغات، بما يحصن الشباب المسلم في مختلف دول العالم من تلك الأفكار الضالة.
وحقق المركز خلال السنوات الماضية نجاحاتٍ كبيرةً في مجال الملاحقة الإلكترونية للأفكار الضالة التي تبثها جماعات التطرف والإرهاب ومحاربة الإسلاموفوبيا، بما يسهم في تصحيح صورة الإسلام في العالم.
شعبة العلوم الإسلامية
وتعد شعبة العلوم الإسلامية من أولى المبادرات التي اتخذها فضيلة الإمام الأكبر عقب توليه مشيخة الأزهر، وذلك انطلاقًا من قاعدة مفادها أن تطوير الأزهر الشريف لا يستقيم إلا بإصلاح العملية التعليمية إصلاحًا شاملًا، ولذا حرص فضيلته على اصطفاء نخبة من طلاب الأزهر الأوائل المتميزين الذين يفهمون مسائل العلوم فهما صحيحًا، للالتحاق بتلك الشعبة.
وأطلق الإمام الأكبر شيخ الأزهر عام 2010 مشروعًا تجريبيًّا في عشر محافظات، باستحداث شعبة جديدة بالمرحلة الثانوية تحت اسم "الشعبة الإسلامية" بجانب شعبتي الأدبي والعلمي، ويتم اختيار الطلاب عقب مسابقات واختبارات، مع توفير مميزات خاصة لهم من حيث الإقامة ووسائل التعليم والترفيه والاهتمام بتعليمهم اللغات الأجنبية، ليكونوا نواة لجيل أزهري على مستوى عال من الكفاءة والجاهزية، مؤهلين للالتحاق بالكليات الشرعية، وقادرين على حمل رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى للعالم كله.
وفي إطار اهتمام الإمام الطيب بالشعبة وطلابها؛ تم إنشاء مجمع شعبة العلوم الإسلامية، على مساحة 18 ألف مترًا مربعًا في مدينة القاهرة الجديدة، وهو يستوعب 1500 طالب، ويضم عيادة صحية وأخرى نفسية و42 فصلاً دراسيًا، كما تم تزويد المجمع بوسائل تعليمية متقدمة وقاعات دراسية مجهزة، إضافة إلى سكن داخلي للطلاب يضم غرف إقامة ومطاعم وملاعب، فضلا عن انتقاء هيئة تدريس على أعلى مستوى في ظل مناهجَ متطورةٍ ومتميزةٍ.
لجنة المصالحات العليا
وإيماناً من الإمام الطيب بدور الأزهر الشريف في تحقيق وحدة الصف ولم الشمل، ونبذ الفرقة والخلاف ليس فقط بين أبناء المجتمع المصري وإنما في مختلف المجتمعات التي تعاني من انقسامات داخلية وحروب أهلية، أصدر فضيلتهُ توجيهاتهِ بإنشاء "لجنة للمصالحات" بالأزهر في عام 2014م، بحيث يكون نشاطُها داخلَ مصرَ وخارجَها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة النفس والدم، وذلك إعمالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا.
وقرر فضيلته بأن يكون للجنِة الحقُ في الاستعانة بمن تراه من المثقفين والسياسيين ووجهاء البلدة محل النزاع ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، ويقوم الأزهر بإرسال خيرة علمائه من أصحاب الحضور والقبول عند الناس لتسهل بهم عملية الصلح ووأد الفتنة فى مهدها، على أن يتم توثيق أعمال اللجنة بموجب محاضر معتمدة من الجهات التنفيذية بالبلدة محل النزاع، وتكون قراراتها ملزمة للجميع بما لا يتعارض مع القانون في شأن الأحكام الجنائية والمدنية، كما يمكن الاستعانة ببيت العائلة إذا لزم الأمر.
ونجحت اللجنة في إتمام مصالحات عدة في ربوع مصر، على رأسها الصلح الكبير في أسوان بين الدابودية وبني هلال يوم 1/ 7/ 2014م، كذلك الصلح الكبير في برديس جرجا يوم 9/ 12/ 2014م. وفي الخارج قامت اللجنة بالعديد من المصالحات، على رأسها المشاركة في مؤتمر مصالحةً إفريقيا الوسطى.
مركز الأزهر لتعليم اللغات الأجنبية
وإيمانًا من الأزهر الشريف بأهمية الانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة والتقريب بين الشرق والغرب، حرص فضيلة الإمام الأكبر على إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغات وذلك في عام 2008 حينما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وكان الهدف من انشاؤه تمكين طلبة وخريجي جامعة الأزهر من الاطلاع على ثقافات وحضارات العالم المختلفة بنفس لغته لاكتساب المعارف من منابعها الأصيلة، وتأهيلهم للمساهمة فى ترسيخ الصورة الصحيحة للتعاليم الإسلامية، وفق منهج الأزهر الوسطي المعتدل، دون غلو أو تفريط
وبدأ الأزهر في حصد ثمار ذلك الصرح العلمي، الذي يعمل باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وفقا لاتفاقيات تعاون مع المركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الفرنسي ومعهد جوته الألماني، سواء من خلال مئات الطلاب والباحثين من أبناء الأزهر الذين شقوا طريقهم للنهل من علوم وثقافات العالم المختلفة، من منابعها اللغوية الأصلية، أو عبر المنح التي نجح أبناء الأزهر في الفوز بها، لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعات أوروبا والولايات المتحدة، من خلال منافسات مفتوحة مع أقرانهم عبر العالم.
مركز الأزهر العالمي للحوار
وفي إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر بضرورة الحوار بين الأديان والحضارات المختلفة، وتفعيل الحوار الحضاري بين الأزهر والمؤسسات الدينية والفكرية والعلمية في العالم، أنشئ مركز الحوار العالمي عام 2015 ليكون مركزًا عالميًا يسعى إلى ترسيخ العمل على قبول الآخر، ودعم التعايش المشترك، والتأكيد على القيم الدينية والإنسانية المشتركة بين الشعوب.
ومن أجل تعظيم دور المركز قرر فضيلة الإمام الأكبر عام 2018 مدّه بشخصيات فكرية جديدة قادرة على الحوار والإقناع وعرض الموقف الإسلامي حول مختلف قضايا العالم بموضوعية ومحاورة الآخرين بالعقل والمنطق واللغة التي يفهمونها وتصل إلى عقولهم وقلوبهم
ويقوم المركز بدور كبير في التواصل مع المؤسسات الدينية في العالم وفي مقدمتها: الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري ببريطانيا، حيث عقد المركز جولات حوار متعددة داخل مصر وخارجها، فضلاً عن دوره في المؤتمرات الحوارية التي نظمها الأزهر.
وعلى المستوى الداخلي أيضًا كان للمركز دور في جلسات الحوار المجتمعي مع الشباب في عدد من محافظات مصر، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة في بناء المجتمع دينياً وأخلاقياً وثقافياً واجتماعياً، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب.
أكاديمية الأزهر لتأهيل وتدريب الأئمة
في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتجديد الفكر الدينى والخطاب الدعوي وتزويد العاملين في المجال الدعوي والإفتائي بالمهارات والأدوات التي تساعدهم على مواجهة الأفكار المتطرفة، وترسيخ قيم التعايش والحوار وقبول الآخر، وفقا لقواعد المنهج الأزهري القويم تم إنشاء "أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى".
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
وتسعى اللجنة إلى تحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية»، من خلال وضع إطار عمل تنفيذي للأهداف والغايات التي نصت عليها وثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر ، والبابا فرنسيس ، بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019 م.
وإعداد الخطط التنفيذية والبرامج والمبادرات الضرورية من أجل تفعيل بنود الوثيقة التي تنص على السلام العالمي والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة، كما تتضمن مهام اللجنة العليا الإشراف على تنفيذ بنود الوثيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية، إضافة إلى دورها المحوري في الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، الذي يعد إحدى مبادرات اللجنة ويمثل تجسيداً للعلاقة بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، ومنصة قوية الجذور للحوار والتفاهم والتعايش بين أصحاب الكتب السماوية.
مركز الأزهر للتراث والتجديد
ويضم مركز الأزهر للتراث والتجديد علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها كما يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجالات المعرفة ممن يريدون ويرغبون في الإسهام في عملية «التجديد» الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين حول العالم.
ويحسب لشيخ الأزهر أنه استطاع تغيير وجه مشيخة الأزهر، من خلال إنشائه العديد من المؤسسات والهيئات التي ساهمت في تغيير وتيرة العمل داخل المشيخة، كما أنها نجحت في إعطاء الأزهر مساحات جديدة على طاولة الحوارات سواء على الجانبين الداخلي والخارجي.
وأحدثت أفكار الإمام الطيب نقلة مشهودة في مؤسسة الأزهر الشريف، في ضوءِ سعيِ فضيلته لتحويل الأفكار إلى هيئات حديثة متطورة، بما يضمن للفكرة استدامتها وتطويرها بشكل منتظم.. ومن أبرز هذه المؤسسات:
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر
وفي إطار سعي فضيلة الإمام الطيب إلى استعادة مكانة الأزهر العالمية طرح مبادرة تأسيس رابطة عالمية ينطوي تحت مظلتها جميع خريجي الأزهر الشريف في مختلف بقاع العالم عندما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وتم إنشاؤها عام 2007 بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة المتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كافة ربوع المعمورة.
وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمة دولية غير حكومية بعد توقيع اتفاقية بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.
وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر، منح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة. (ECOSOC) المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الصفة الاستشارية الخاصة، وهو ما يمكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرح موضوعات متعلقة بقضايا العالم الإسلامي ضمن جدول الأعمال الخاص بلجان المجلس.
ووضع فضيلة الإمام الأكبر نصب عينيه زيادة حجم التواجد العالمي للمنظمة، لذا امتدت فروعها إلى 17 فرعًا في دول (ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، وأخيرا سلطنة بروناي)، إضافة إلى عدة فروع تحت التأسيس في كل من: كُردستان العراق، اليمن، النيجر، أفغانستان، نيجيريا، أوكرانيا، والفلبين، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم.
بيت العائلة المصرية
وإدراكًا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لقوةِ العَلاقةِ التاريخيةِ بين جناحيِ الوطنِ مُسلميه ومسيحيِّيه، ولقطع الطريق على أي محاولة للعبث أو تعكير صفو تلك العلاقة، طرح فضيلة الإمام الطيب فكرة إنشاء هيئة وطنية مستقلة باسم "بيت العائلة المصرية"عام 2011، وذلك بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل.
ويجمع بيت العائلة المصرية: الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة القبطية الكاثوليكية، والكنيسة القبطية الإنجيلية، والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية.
وساهم بيت العائلة المصرية -ولا يزال- برئاسة فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا تواضروس الثاني في الحفاظ على نسيج الأمة المصرية والتأكيد على مبدأ المواطنة وإعلاء قيمة الوطن، كما نجح في احتواء العديد من المشاكل التي تثار من وقت لآخر بين مسلمين ومسيحيين ومن ثم قطع الطريق على من يحاولون الوقيعة بين أبناء الوطن.
وفي أكتوبر 2017، وقّع الدكتور محمود حمدي زقزوق، أمين عام بيت العائلة المصرية، والسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بروتوكول تعاون لنشر مبادرة "بيت العائلة المصرية" بين أبناء الجاليات المصرية في الخارج، ويستهدف البروتوكول أن يصبح "بيت العائلة" بمثابة "مظلة وطنية" تجمع المصريين في الخارج، على اختلاف مشاربهم تحت سقفها، داخليًّا وخارجيًّا.
ونظرًا للجهود الوطنية المخلصة التي قدمها بيت العائلة في خدمة القضايا المصرية والحفاظ على اللحمة الوطنية ونزع فتيل الطائفية؛ كان جديرًا أن يعبر هذا النموذج الفريد حدود الوطن وتسعى إلى تطبيقه بعض الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى تكريمه من بعض المؤسسات الدولية والتي كان آخرها إعلانُ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدولة الإمارات، عن فوز "بيت العائلة المصرية" بجائزة الإمام "الحسن بن على" للسلم الدولي، وهو ما يؤكد أهمية دوره الكبير في خدمة القضايا الوطنية.
بيت الزكاة والصدقات المصري
كان الإمام الأكبر ـ ولا يزال ـ دائما منحازا الفقراء والمساكين من أبناء الشعب شاعرا بآلامهم، فأنشأ بيت الزكاة والصدقات المصري كمؤسسة مستقلة ملك للشعب لأول مرة في تاريخ مصر، قائلا مقولته المشهورة (أنا رجل بسيط أحب الفقراء وأعيش دائماً بينهم)"، وانطلاقًا من الدورِ الاجتماعي لمؤسسة الأزهر الشريف، أشرف فضيلة الإمام الأكبر على إعداد مشروع قانون لإنشاء بيت مستقل للزكاة، ليكون مصدر ثقةِ المواطنين المتبرعين ودافعي الزكاة وإيصال الأموال لمستحقيها بكفاءة وفاعلية حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
وفي 9 سبتمبر 2014، صدر القانون رقم القانون رقم (123) لسنة 2014 بإنشاء "بيت الزكاة والصدقات المصري" تحت إشراف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بهدف صرف أموال الزكاة في وجوهها المقررة شرعًا، ولبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع. وحدد القانون موارد البيت، ومنها على وجه الخصوص أموال الزكاة التي تقدم طوعًا من الأفراد أو غيرهم، وكذلك الصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات التي يتلقاها البيت ويقبلها مجلس أمناء البيت.
وتوسع دور بيت الزكاة وحجم الأعمال التي يتلقاها في السنوات الأخيرة، حيث يتم توزيع مساعدات شهرية على أكثر من 80 ألفًا من المحتاجين، كما كان للبيت دور فاعل في رفع وعي المواطنين بأهمية فضل فريضة الزكاة في تحقيق التنمية.
كما دعم بيت الزكاة بعض المشروعات القومية التي تستهدف الفقراء والمحتاجين في مجالات التعليم والصحة والإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير المناطق الأكثر احتياجًا.
مجلس حكماء المسلمين
وقاد الإمام الأكبر مبادرةً لتأسيس مجلس لحكماء المسلمين يكون بمثابةِ هيئةٍ دوليةٍ مستقلةٍ، تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، وتجنب عوامل الصراع والانقسام والتشرذم، وبالفعل تم إنشاء المجلس في 21 رمضان 1435هـ الموافق 19 يوليو 2014م، ليضم ثلة من علماء الأمة الإسلامية ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.
ويُعتبر المجلسُ أولَ كيانٍ مؤسسي يهدف إلي توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية، وساهم بفضل جهود فضيلة الإمام الطيب في إطلاق مشروع "قوافل السلام" بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثير من المجتمعات المسلمة، ومحاربة "الإسلاموفوبيا".
وبرئاسة فضيلة الإمام الأكبر واجه مجلس حكماء المسلمين العديد من القضايا الملحة التي تشغل الأمة الإسلامية مثل خطر الإرهاب والفكر المتطرف ودعا من خلال العديد من المؤتمرات علماء وحكماء الأمة للتحاور ووضع آليات مشتركة لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تنسب نفسها عنوة للإسلام. كما أولى مجلس حكماء المسلمين اهتماما بالغًا بالقضية الفلسطينية وقضية مسلمي الروهينجا فضلا عن قضايا الحوار بين الشرق الغرب والسلام العالمي.
كما قام المجلس بطبع سلسلة من كتب المؤتمرات التي عقدها المجلس، إضافة إلى عيون من كتب التراث القديم والحديث، يشمل مختلف مواضيع العلوم الإسلامية، قد بلغت منشورات الحمكاء للنشر حتى اليوم (سنة: 1441هـ/2020م) أكثر من: 130 عنوانا، بعض العنوان يحتوي على أكثر من مجلد.
مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية
حرصًا من فضيلة الإمام الطيب على محاربة الأفكار الهدامة والمتطرفة التي تُشَوه صورة الإسلام، ومواجهة الفتاوى الشاذة وتفنيدها وضبط فوضى الفتاوى في العالم الإسلامي، أصدر فضيلة الإمام الأكبر توجيهاته بإنشاء "مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية"، ليقوم بدور عالمي فعال في مكافحة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال رصد كل ما تبثه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بواسطة 12 لغة حية، والرد عليها بنفس اللغات، بما يحصن الشباب المسلم في مختلف دول العالم من تلك الأفكار الضالة.
وحقق المركز خلال السنوات الماضية نجاحاتٍ كبيرةً في مجال الملاحقة الإلكترونية للأفكار الضالة التي تبثها جماعات التطرف والإرهاب ومحاربة الإسلاموفوبيا، بما يسهم في تصحيح صورة الإسلام في العالم.
شعبة العلوم الإسلامية
وتعد شعبة العلوم الإسلامية من أولى المبادرات التي اتخذها فضيلة الإمام الأكبر عقب توليه مشيخة الأزهر، وذلك انطلاقًا من قاعدة مفادها أن تطوير الأزهر الشريف لا يستقيم إلا بإصلاح العملية التعليمية إصلاحًا شاملًا، ولذا حرص فضيلته على اصطفاء نخبة من طلاب الأزهر الأوائل المتميزين الذين يفهمون مسائل العلوم فهما صحيحًا، للالتحاق بتلك الشعبة.
وأطلق الإمام الأكبر شيخ الأزهر عام 2010 مشروعًا تجريبيًّا في عشر محافظات، باستحداث شعبة جديدة بالمرحلة الثانوية تحت اسم "الشعبة الإسلامية" بجانب شعبتي الأدبي والعلمي، ويتم اختيار الطلاب عقب مسابقات واختبارات، مع توفير مميزات خاصة لهم من حيث الإقامة ووسائل التعليم والترفيه والاهتمام بتعليمهم اللغات الأجنبية، ليكونوا نواة لجيل أزهري على مستوى عال من الكفاءة والجاهزية، مؤهلين للالتحاق بالكليات الشرعية، وقادرين على حمل رسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى للعالم كله.
وفي إطار اهتمام الإمام الطيب بالشعبة وطلابها؛ تم إنشاء مجمع شعبة العلوم الإسلامية، على مساحة 18 ألف مترًا مربعًا في مدينة القاهرة الجديدة، وهو يستوعب 1500 طالب، ويضم عيادة صحية وأخرى نفسية و42 فصلاً دراسيًا، كما تم تزويد المجمع بوسائل تعليمية متقدمة وقاعات دراسية مجهزة، إضافة إلى سكن داخلي للطلاب يضم غرف إقامة ومطاعم وملاعب، فضلا عن انتقاء هيئة تدريس على أعلى مستوى في ظل مناهجَ متطورةٍ ومتميزةٍ.
لجنة المصالحات العليا
وإيماناً من الإمام الطيب بدور الأزهر الشريف في تحقيق وحدة الصف ولم الشمل، ونبذ الفرقة والخلاف ليس فقط بين أبناء المجتمع المصري وإنما في مختلف المجتمعات التي تعاني من انقسامات داخلية وحروب أهلية، أصدر فضيلتهُ توجيهاتهِ بإنشاء "لجنة للمصالحات" بالأزهر في عام 2014م، بحيث يكون نشاطُها داخلَ مصرَ وخارجَها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة النفس والدم، وذلك إعمالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا.
وقرر فضيلته بأن يكون للجنِة الحقُ في الاستعانة بمن تراه من المثقفين والسياسيين ووجهاء البلدة محل النزاع ممن يتمتعون بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة، ويقوم الأزهر بإرسال خيرة علمائه من أصحاب الحضور والقبول عند الناس لتسهل بهم عملية الصلح ووأد الفتنة فى مهدها، على أن يتم توثيق أعمال اللجنة بموجب محاضر معتمدة من الجهات التنفيذية بالبلدة محل النزاع، وتكون قراراتها ملزمة للجميع بما لا يتعارض مع القانون في شأن الأحكام الجنائية والمدنية، كما يمكن الاستعانة ببيت العائلة إذا لزم الأمر.
ونجحت اللجنة في إتمام مصالحات عدة في ربوع مصر، على رأسها الصلح الكبير في أسوان بين الدابودية وبني هلال يوم 1/ 7/ 2014م، كذلك الصلح الكبير في برديس جرجا يوم 9/ 12/ 2014م. وفي الخارج قامت اللجنة بالعديد من المصالحات، على رأسها المشاركة في مؤتمر مصالحةً إفريقيا الوسطى.
مركز الأزهر لتعليم اللغات الأجنبية
وإيمانًا من الأزهر الشريف بأهمية الانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة والتقريب بين الشرق والغرب، حرص فضيلة الإمام الأكبر على إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغات وذلك في عام 2008 حينما كان رئيسًا لجامعة الأزهر آنذاك، وكان الهدف من انشاؤه تمكين طلبة وخريجي جامعة الأزهر من الاطلاع على ثقافات وحضارات العالم المختلفة بنفس لغته لاكتساب المعارف من منابعها الأصيلة، وتأهيلهم للمساهمة فى ترسيخ الصورة الصحيحة للتعاليم الإسلامية، وفق منهج الأزهر الوسطي المعتدل، دون غلو أو تفريط
وبدأ الأزهر في حصد ثمار ذلك الصرح العلمي، الذي يعمل باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وفقا لاتفاقيات تعاون مع المركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الفرنسي ومعهد جوته الألماني، سواء من خلال مئات الطلاب والباحثين من أبناء الأزهر الذين شقوا طريقهم للنهل من علوم وثقافات العالم المختلفة، من منابعها اللغوية الأصلية، أو عبر المنح التي نجح أبناء الأزهر في الفوز بها، لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعات أوروبا والولايات المتحدة، من خلال منافسات مفتوحة مع أقرانهم عبر العالم.
مركز الأزهر العالمي للحوار
وفي إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر بضرورة الحوار بين الأديان والحضارات المختلفة، وتفعيل الحوار الحضاري بين الأزهر والمؤسسات الدينية والفكرية والعلمية في العالم، أنشئ مركز الحوار العالمي عام 2015 ليكون مركزًا عالميًا يسعى إلى ترسيخ العمل على قبول الآخر، ودعم التعايش المشترك، والتأكيد على القيم الدينية والإنسانية المشتركة بين الشعوب.
ومن أجل تعظيم دور المركز قرر فضيلة الإمام الأكبر عام 2018 مدّه بشخصيات فكرية جديدة قادرة على الحوار والإقناع وعرض الموقف الإسلامي حول مختلف قضايا العالم بموضوعية ومحاورة الآخرين بالعقل والمنطق واللغة التي يفهمونها وتصل إلى عقولهم وقلوبهم
ويقوم المركز بدور كبير في التواصل مع المؤسسات الدينية في العالم وفي مقدمتها: الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري ببريطانيا، حيث عقد المركز جولات حوار متعددة داخل مصر وخارجها، فضلاً عن دوره في المؤتمرات الحوارية التي نظمها الأزهر.
وعلى المستوى الداخلي أيضًا كان للمركز دور في جلسات الحوار المجتمعي مع الشباب في عدد من محافظات مصر، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة في بناء المجتمع دينياً وأخلاقياً وثقافياً واجتماعياً، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب.
أكاديمية الأزهر لتأهيل وتدريب الأئمة
في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتجديد الفكر الدينى والخطاب الدعوي وتزويد العاملين في المجال الدعوي والإفتائي بالمهارات والأدوات التي تساعدهم على مواجهة الأفكار المتطرفة، وترسيخ قيم التعايش والحوار وقبول الآخر، وفقا لقواعد المنهج الأزهري القويم تم إنشاء "أكاديمية الأزهر الشريف لتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى".
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
وتسعى اللجنة إلى تحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية»، من خلال وضع إطار عمل تنفيذي للأهداف والغايات التي نصت عليها وثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر ، والبابا فرنسيس ، بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019 م.
وإعداد الخطط التنفيذية والبرامج والمبادرات الضرورية من أجل تفعيل بنود الوثيقة التي تنص على السلام العالمي والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة، كما تتضمن مهام اللجنة العليا الإشراف على تنفيذ بنود الوثيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية، إضافة إلى دورها المحوري في الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، الذي يعد إحدى مبادرات اللجنة ويمثل تجسيداً للعلاقة بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، ومنصة قوية الجذور للحوار والتفاهم والتعايش بين أصحاب الكتب السماوية.
مركز الأزهر للتراث والتجديد
ويضم مركز الأزهر للتراث والتجديد علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها كما يضم مجموعة من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجالات المعرفة ممن يريدون ويرغبون في الإسهام في عملية «التجديد» الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين حول العالم.