رئيس التحرير
عصام كامل

عاشوا وماتوا في الظل.. نجوم الفن المنسيين.. بطلة جاءنا البيان التالي ترحل بلا وداع.. والقطيعة تستمر بين الأضواء وسوسن ربيع

فن ومسرح - تعبيرية
فن ومسرح - تعبيرية

طابور طويل يضم العشرات وقد يصل للمئات من الفنانين، أصحاب الأدوار المميزة، والحضور الفني الطاغ في عدد من الأعمال الفنية، ورغم ذلك لم ينل أي منهم حظه الوافر لتصدر مصاف النجوم.



ولكن ليس في هذا من عيب فالفن منذ نشأته وفيه النجم والكومبارس، فيه الدور الأول والأدوار الثانوية والمساعدة، فيه البطل والبطلة وأصدقائهما، ولكل منهم دوره المنوط به أمام الكاميرا، إلا أن التعامل مع مجاميع الصف الثاني والثالث وأصحاب الأدوار الثانوية المساعدة لم يختلف كثيرًا بين أسمائهم على أفيش الأفلام أو تترات الأعمال الدرامية وبين التعامل معهم خلف الكاميرات.

مظاليم الفن
عدد من هؤلاء من أصحاب الأدوار المساعدة تتلاشى عنهم الأضواء طيلة مسيرتهم الفنية حتى لو امتدت لعشرات السنين وقدموا خلالها مئات الأعمال الفنية، ومن تتناساه الأضواء وقت عمله، قلما تجد من يتذكره وقت وفاته، هذا بالطبع ما حدث في أكثر من حالة وفاة قادها الحظ التعس أن يتصادف وقت وفاتها بموت أحد كبار نجوم الصف الأول، فتتهافت التعازي والأضواء على النجم، متناسين عن عمد أو سهوًا وفاة السنيد، حتى أن ذلك الأخير لم يأخذ نفس المساحة من الاهتمام في تداول خبر وفاته مقارنة بتلك المساحة الضئيلة التي حجزها لنفسه بالعمل كـ «كومبارس»، وتظل تحفر سمها ضمن قائمة مظاليم الفن.

فوزية عبد العليم




اقترنت أعمالها بأعمال النجم والكوميديان محمد هنيدي، في كثير من أعماله الفنية، فهي صاحبة المشهد الشهير في فيلم جاءنا البيان التالي، تلك الأم العجوز المحبة لزوجة ابنها أمام الكاميرا وما إن تقفل الكاميرا تكشف عن أنيابها.

وكذلك دورها الشهير في فيلم صاحب صاحبه أمام كل من، محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي، في ذلك العمل جسدت دور أم جاد (أشرف عبد الباقي)، التي يحتضنها أسامة (محمد هنيدي)، فيقرر تزويجها من جده زرجينة (محمد يوسف)، وغير ذلك من الأعمال الفنية الكثيرة التي رغم صغر حجها استطاعت أن تضفي فيه الطابع الكوميدي وتترك علامة مميزة تظل عالقة في أذهان الجمهور، إلا أنها لم تنل ولو قسط بسيط من الحظ القليل الذي نالته فنيا وقت وفاتها.

فقد تصادف موت الفنانة فوزية عبد العليم في نفس يوم وفاة الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، في 25 يوليو 2019، لتضج بعدها المواقع الفنية والاخبارية وكذلك صفحات النجوم بسيل من التعازي وأخبار النعي لوفاة الفنان القدير، دون أن ينتبه أحد لوفاة الفنانة فوزية عبد العليم، إلا بعد ذلك بقرابة الـ 24 ساعة، بعدما نشر الفنان محمد هنيدي عبر صفحته خبر وفاتها، لتتولى صفحات السوشيال ميديا مهمة تصدير اسم الفنانة الراحلة وتحتل الترند بعد وفاتها.
 
ليلى الإسكندرانية



ليلى الإسكندرانية صاحبة أشهر إفيه فيلم غبي منه فيه، أمام الفنان هاني رمزي: «يخربيتك يا اسماعيل بوظت الواد».. هي الأخرى سجلت حضورًا في قائمة الفنانين الذي عاشوا في الظل وماتوا منسيين، فقد تصادف وفاتها في نفس الأيام التي كانت تتهافت مواقع وصفحات مصرية وعربية في تناول تبعات الفنان الراحل يوسف شعبان.

الفنانة الراحلة وافتها المنية في 3 مارس 2021، بعدما أعلنت الفنانة نادية العراقية وفاة الممثلة الكومبارس ليلى الإسكندرانية، وذلك بعد تعرضها لأزمة صحية، حيث كتبت نادية عبر حسابها على موقع "فيس بوك"، «كلنا راحلون.. إلى رحمة الله الفنانة ليلى الإسكندرانية، والدة الماكيير علاء التونسي.. ست طيبة وكالنسمة يارب ارحمها».

وبعد ذلك خرج نجل ليلى الاسكندرانية، الماكيير علاء التونسي، معلنًا عن تفاصيل وفاة والدته، قائلًا، إن والدته لم تكن تشكو من أي أزمات صحية قبل وفاتها، سوى أنها كانت مُصابة منذ سنواتٍ طويلة بضغط الدم والسكري، مؤكدًا أنه قبل وفاتها بنحو أسبوعين تقريبًا، قررت فجأة تخفيف ملابسها خلال الفترة التي شهدت ارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة.. لبست الصيفي وقلعت الشتوي.. وأصيبت بأعراض برد شديدة، مع كحة، دون ظهور أي أعراض كورونا، فقد حرصت على تناول الأدوية الخاصة بالإنفلونزا، لمدة أسبوعٍ تقريبًا، إلا أن الحالة بدأت تشهد تدهورًا مع ضيق في التنفس ونهجان دون بذل أي مجهود.

سوسن ربيع



«بابا.. بابا.. سيب الباب مفتوح علشان يجيب طراوة»، رغم قصر وتلقائية الجملة العابرة التي قالتها الفنانة الراحلة سوسن ربيع، خلال مشاركتها في مسرحية إنها حقا عائلة محترمة أمام الفنان الراحل فؤاد المهندس، إلا أنها تمكنت من خلال طريقة إلقائها بها أن تحجز لنفسها مكانًا بين فناني الكوميديا فتحولت العبارة لإفيه استمر لسنوات.

ورغم ذلك لم تأخذ هي الأخرى حظها من النجومية، لتقرر ان تنعزل عن الأضواء في أواخر أيامها، وفقًا لما صرحت به مسبقًا: «قررت أتفرغ لتربية أولادي والاهتمام بهم».

ولم تكن تعلم أن قرارها سيكون بمثابة إعلان القطيعة بينها وبين الأضواء حتى في وفاتها، فلم تنل أي مساحة من الضجة حول وفاتها، إلا من خلال تداول اسمها في صفحات السوشيال ميديا، لينته بعدها المهتمون بالشأن الفني، أن هناك فنانة تدعى سوسن ربيع، قد وافتها المنية في 6 مارس 2021، عن عمر ناهز 59 عامًا، وذلك بعدما أعلنت نقابة المهن التمثيلية خبر وفاة الفنانة سوسن ربيع، عبر موقع فيسبوك.

وكتب الفنان عزوز عادل، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية: "‫البقاء لله تنعى نقابة المهن التمثيلية‬، وفاة الفنانة القديرة سوسن ربيع، ‫رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسلوان.

الجريدة الرسمية