رئيس التحرير
عصام كامل

«فوزية عبد العليم».. أسطورة الكوميديا التلقائية عاشت في الظل وماتت منسية

فيتو

«أم جاد» في فيلم «صاحب صاحبه»، وعبارتها الشهيرة «ربنا يخلي لنا باور فاميلي» التي قالتها «أم علاء» في «جاءنا البيان التالي»، كلها أدوار لم يتخط عددها أصابع اليد الواحدة، ومساحتها لم تتجاوز الدقائق، ورغم ذلك كانت صاحبة بصمة وحضور مؤثر وفارق في كل عمل فني تشارك فيه الفنانة الراحلة «فوزية عبد العليم»، أشهر من قدمت دور الأم بشكل كوميدي.


الفنانة الراحلة فوزية عبد العليم لم تكن يومًا على مدار تاريخها الفني صاحبة اسم معروف لدى الجمهور، ولكن قلما تجد من لم يعرفها ويضحك بمجرد ظهورها، فقد كانت الراحلة صاحبة الأداء الكوميدي شديد العفوية، مما جعل وجهها واسم الشخصية التي تجسدها من الصعب نسيانه أو تجاهله من الهيكل الدرامي للعمل الفني.


ورحلت الفنانة فوزية عبد العليم يوم الخميس الماضي، الموافق 25 يوليو 2019، في نفس اليوم الذي توفي فيه الفنان القدير فاروق الفيشاوي، مما جعل وفاتها تأخذ نفس الطريقة التي عاشت بها طوال حياتها وهي أن تكون النجمة المنسية التي أدت أدوارها في الظل.

حالة من التجاهل الفني والإعلامي، رافقت الفنانة الراحلة فوزية عبد العليم حتى مثواها الأخير، ليسدل الستار عن نجمة في الظل، حيث لم ينعها سوى الفنان الكوميديان محمد هنيدي.

وفاة الفنانة فوزية عبد العليم.. ومحمد هنيدي: مع السلامة يا أم جاد

وبسبب أدائها البارع في تجسيد شخصيتي «أم جاد» في فيلم «صاحب صاحبه» مع النجمين محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي، و«أم علاء» في فيلم «جاءنا البيان التالي» مع النجمين محمد هنيدي وحنان ترك، ظن البعض من متابعيها أن الفيلمين هما بدايتها الفنية فقط في أوائل عام 2000، وهو ما تناقلته بعض المواقع الفنية.


الأصول العريقة والعائلة الأرستقراطية، منعت الفنانة الراحلة فوزية عبد العليم، من اللحاق بركب كبار النجوم والفنانين من أبناء جيلها، رغم ما كانت تمتلكه من مواهب ومقومات فنية وشكلية، إلا أن والدها الأزهري وعمها البرلماني المخضرم، حال دون تحقيق حلمها وسلك طريق الفن، ولكن رغبتها القوية، كان لها تأثير بشكل جزئي على العائلة، ففي العشرينات من عمرها خاضت عدة تجارب تمثيلية بأدوار محدودة في بعض الأفلام، ثم انضمت إلى فرقة رمسيس المسرحية مع مؤسسها الفنان يوسف وهبي، بالإضافة إلى بعض الأدوار في الدراما التليفزيونية حتى نهاية الستينات وبداية السبعينات، وأصبحت خلال تلك الفترة عضوة بنقابة المهن التمثيلية.

سبب آخر حال دون تحقيق الفنانة الراحلة ما تستحقه من النجومية، حينما تزوجت من الدكتور عصمت عبدالكريم، وأنجبت منه أبنائها الـ3، هم، نيفين، وحيد، وسوزان، فقررت التضحية بحلمها الفني من أجل أسرتها، وبالفعل ابتعدت عن الفن قرابة 20 عامًا حتى حتى اطمأنت على مستقبل أولادها، ولكن حلم الفن لم يغب عنها أو تتخل عنه يومًا.

وبعد فترة قاربت الربع قرن من الانقطاع الفني، تقابلت مع المخرج شريف عرفة في نهاية التسعينات بعدما عملت معه في إحدى الحملات الدعائية، ورشحها لأداء دور جدة أحمد السقا في فيلم «أفريكانو» مع المخرج عمرو عرفة، ثم المخرج سعيد حامد في فيلم «جاءنا البيان التالى» ومن فيلم لاخر كبر دورها كما في فيلم «صاحب صاحبه»، «حرامية في KG2»، «الساحر» «بحب السيما« و«الرجل الأبيض المتوسط».

الوجه الآخر للفنانة الراحلة فوزية عبد العليم، لم تكن فقط ممثلة كوميدية من العيار الثقيل ولكنها كانت تجيد الرسم وعزف الكمان، بالإضافة إلى كتابة الشعر، فقامت بدراسة العروض والقوافي، وكانت تحرص على حضور صالون الشاعر أحمد رامى، بجانب دراستها للغة الفرنسية.



فاروق الفيشاوي ظلمته وسامته وأنصفته الموهبة.. "على الزيبق" يتمرد على أدوار "الشاب الجان"

«وراء كل وجه طيب قصص وحكايات»، فقد حرصت الفنانة الراحلة على العمل ضمن فريق التمريض خلال العدوان الثلاثى على مصر، في 1956، وخرجت في حملات للتبرع بالدم في 1973، كما أنها شاركت في كل الفعاليات الخاصة بفلسطين والعراق والاعتداء على جنوب لبنان، وفي 2003 أثناء توجهها برفقة أسرتها إلى العراق للتنديد بالغزو الأمريكي للعراق، تعرضت الفنانة الراحلة وأسرتها لحادث إثر انقلاب الحافلة بهم قبل الوصول إلى بغداد بـ 100 كيلو، وأصيبت في الحادث بكسور في الضلوع ونزيف في الرئة وكسر في الترقوة، وشرخ في الجمجمة، وظلت تعالج من تلك الإصابات على مدار سنوات.
الجريدة الرسمية