رئيس التحرير
عصام كامل

الحرام المسكوت عنه في حادث المعادي!

كأحداث كثيرة.. يشغل "الجنس" عقول البعض وأحيانا لا يرون غيره.. لكن.. كم طفلة مثل ضحية المعادي لا يعرفون طعم كل الأطعمة التي حولهم وأمامهم وخلفهم في مطاعم المعادي وكافة الأحياء الراقية ومتوسطة الرقي؟ كم إعلان عن أشكال وألوان مأكولات وأطعمة يرونها يوميا في الشوارع ولا ينولهم منها إلا رائحتها؟!


كم عامل من عمال توصيل الطلبات للمنازل يصعد أمامهم وهم أمام غرفتهم الصغيرة في مداخل المباني التي يعملون بها؟! كم صنف يقدم قبل تناول الوجبات وكم صنف بعدها.. هذا مقبلات وهذه لزوم الحبس أو "الحلو" الذي لا تكتمل متعة الطعام إلا به؟! كم مرة ذاقوا حلاوة المولد مثلا رغم أنها ذكرى من أوصى بالفقراء خيرا؟!

رحمة بالفقراء
وأثناء ذلك وغيره.. كم نسبة من يرحمون حراس العقارات وأبنائهم ويطلبون منهم احتياجاتهم الفعلية فقط؟ وماذا يمكن أن يفعل حارس عقار وأحد وزوجته وأبنائهم علي مبني مكون من خمسين أو ستين أو أكثر من الوحدات السكنية كل منها يقيم فيها ثلاثة علي أقل الأقل لكل منهم مزاجه وطلباته ورغباته والمرتجع منها وزواره ممن يستخدمون المصعد وغيرها وغيرها؟ نعم أكل العيش صعب.. ونعم هناك حراس عقارات سيئون ولكن لكل قاعدة استثناءات والكلام عن عموم هذه الفئة المطحونة!

ما هي نظرتهم لغيرهم؟ وما هي نقاط ضعفهم التي يكتشفها المجرمون ويستغلونها ويوظفونها في لحظات ضعف قاسية ومذلة؟ كثيرون يعطفون علي هؤلاء.. وكثيرون يعاملونهم معاملة طيبة.. والخير في شعبنا موجود.. لكن أيضا نتحدث عن القاعدة وليس الاستثناء.. عما يضغط علي عصب شريحة من المجتمع لا ذنب لها فيما هم فيه.. تآكلت مستحقاتها عند حكوماتها علي أربعة عقود متصلة.. ذهبت لـ"كبار" القوم نهبا إلي جيوبهم أو تنفذا إلى قراهم السياحية أو أحيائهم الراقية!
كثير هو المسكوت عنه.. في أحداث نتوقف طويلا أمام قشرتها الخارجية أو نهاياتها الكارثية!
الجريدة الرسمية