مصر بين أبطال "الكمين" ونواب البرلمان
«أب يهب ولده للموت
وهو لا يزال نطفة في ظهره، وأم أرضعت طفلها الشجاعة مع لبنها، ثم هما يغذيانه الرجولة
والمروءة حتى صيراه شهيدا».. الكلمات السابقة مجرد ألفاظ باردة تظل بلا معنى حتى تصبح
رجلا يسير على قدمين، فإذا كانت، نزلت في الفؤاد منزل التصديق، ولو قدر لي أن أسميها
شهيدا لأسميتها عمر القاضي.
عمر إبراهيم القاضي، ضابط شاب أراد أعداء الدين والأوطان أن يجعلوه عبرة يخوفون به المصريين فجعله الله علما على الرجولة والشجاعة والفداء من أجل الوطن، وصدق الله تعالى إذا قال «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».
عمر القاضي يظل رمزا للفداء، فبينما كان المصريون يحتفلون بأول أيام عيد الفطر المبارك عام 2019، كان هو يحميهم من كلاب أهل النار أن يستبيحوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويظل اسمه أيضا شوكة في حلق أعداء مصر، والأهم أنه يظل مكذبا لمن يزعمون حب الوطن بشعارات باردة تلوكها ألسنتهم ولا تؤمن بها قلوبهم.
فمن أيّ طين خُلِق عمر القاضي حتى يصرخ في زملائه: "دكوا السبيل علينا وعليهم" - قاصدا كمين السبيل المكلف بحراسته-، لسان حاله يقول اقتلوني واقتلوهم ولكن لا تمكنّوهم من رقاب المصريين.
عجيبة أنت يا كلمة «الفداء» هل توفين الفتى حقّه، لا، لا أنت ولا كل كلمات اللغة، وحتى لو جمعنا شعراء الأرض في صعيد واحد، لما أثّروا في قلوب الناس كصدق هذا الفتى وهو يستصرخ الرجولة في نفوس أصحابه، ولسان حاله يرنم مع القائل:
يا حبـذا الجنـة واقترابـها .. طيبـة وبـارد شرابهـا.
بروتوكولات حكماء صهيون.. خرافة أرثوذكسية صدقها المسلمون (2)
ولم تكن كلمات الفتى عن يأس بل هي تضحية العنيد الشرس فهو يقول للإرهابيين وقد صاروا على مقربة 40 مترا منه «تعالى ياض.. تعالى خدني ياض لو تعرف»، فالرجل ثابت كالطود الشامخ لا يلين، يقبل الموت ألف مرة ولا يقع أسيرا في أيدي أتباع المسيخ كما وصفت السنة المعصومة الخوارج من الإخوان وغيرهم.
ومما يزيد الأمر عجبًا أنه متواضع مع زملائه برغم كل هذه المخاطر والأهوال التي يشيب لها الولدان، فهو يصف مجندا أصابته نيران العدو قائلا "أنا معايا عسكري مات.. أنا معايا شهيد.. وكلنا في السكة يا جدعان» لم يقل «ولد» ولا «عيل» ولا حتى سمى باسمه بل قال «شهيد».
عاجز أنت أيها القلم عن وصف الفتى، وليس كل الفتيان رجالًا، وأما الكلمات فتظل مجرد ألفاظ من اللغة، وأما الجزاء فهو عند الله، وأسأل الله تعالى أن يكون «عمر القاضي» قد وضع رحله في الجنة منذ أن خرجت روحه، وأن يكون هو وزملاؤه من رجال الجيش والشرطة في الفردوس الأعلى مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
هؤلاء قضوا نحبهم وزملاؤهم في الجيش والشرطة ينتظرون دورهم في صفوف الشهداء، لتبقى مصر وأهلها في أمن ونعمة ورخاء، وعلى الضفة الأخرى أناس من بني جلدتنا يُسمَّون بأسمائنا، ويحصلون على مميزات لا حصر لها ولكن يبدو أنهم لا يعملون لأجلنا.
ومقارنة بسيطة بين شهدائنا وأبطالنا الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوطن وبين بعض أعضاء مجلس النواب الذي يرأسه المستشار "حنفي الجبالي" ستتأكد على الفور أن "إحنا شعب .. وهم شعب"، وستوقن على الفور أن حب الوطن الذي لا يدفع فيه الدم ثمنًا فهو دعوى بلا بينة.
فبعض السادة النواب اكتشفوا فجأة أن قانون الشهر العقاري معيب وأنه لا يخدم الوطن أو المواطن وكما قال أخي الأكبر أيمن عبد التواب مدير تحرير صوت الأمة «وفجأة يا مؤمن.. النواب والأحزاب والمسؤولين بقى مش عاجبهم قانون الشهر العقاري.. أومال مين إللي كان بيقول عليه حلو وابن حلال، ولا مؤاخذة، بيصب في المصلحة!»، أما بعض الأعضاء من الأحزاب الأخرى فيسيرون على مبدأ «معاهم معاهم .. عليهم عليهم» إلا من رحم الله من نواب نحسبهم مخلصين لمصر وللمصريين.
الإخوان.. ومخطط تقسيم مصر
والسؤال الأهم: هل كان القانون في صورته القديمة في مصلحة المواطن، وماذا لو لم يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحمايتنا من نوابنا؟! هل كنا سنساق إلى المقصلة كما تساق النعاج إلى الجزار؟!
السادة النواب - حفظكم الله من كل شر وسوء - معارضة الحكومة ليست جريمة، بل هي دوركم في الأصل، وأذكركم بما قاله أستاذي عصام كامل رئيس تحرير "فيتو" في مقاله عودة المعارضة الوطنية ضرورة «والمعارضة لا تعني أن تهدم الآخر وإنما تصحح تحركاته إذا اقتضت الضرورة، والإسهام بالدعم الكامل إذا اقتضت الظروف، إذ إن الهدف هو الوصول إلى نموذج أكثر وعيا لإدارة شئون البلاد، والحوار إسهام، وتباين الرؤى ظاهرة صحية».
كلمة أخيرة أقولها لله: لو كان هؤلاء النواب يحبون الوطن لضحوا في سبيله. والتضحية في وضعهم ليست بالروح كما هو حال رجال الجيش والشرطة، بل هي كلمات يخلصون بها ضمائرهم أمام ربهم، ثم أمام الناس، وحتى أقصى ما يضحون به هو عضوية البرلمان، فليستقيلوا إذا كانت استقالتهم في صالح المواطن الغلبان، أم أن وجاهة الكرسي والمنصب خير من حياة عمر القاضي.
عمر إبراهيم القاضي، ضابط شاب أراد أعداء الدين والأوطان أن يجعلوه عبرة يخوفون به المصريين فجعله الله علما على الرجولة والشجاعة والفداء من أجل الوطن، وصدق الله تعالى إذا قال «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ».
عمر القاضي يظل رمزا للفداء، فبينما كان المصريون يحتفلون بأول أيام عيد الفطر المبارك عام 2019، كان هو يحميهم من كلاب أهل النار أن يستبيحوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويظل اسمه أيضا شوكة في حلق أعداء مصر، والأهم أنه يظل مكذبا لمن يزعمون حب الوطن بشعارات باردة تلوكها ألسنتهم ولا تؤمن بها قلوبهم.
فمن أيّ طين خُلِق عمر القاضي حتى يصرخ في زملائه: "دكوا السبيل علينا وعليهم" - قاصدا كمين السبيل المكلف بحراسته-، لسان حاله يقول اقتلوني واقتلوهم ولكن لا تمكنّوهم من رقاب المصريين.
عجيبة أنت يا كلمة «الفداء» هل توفين الفتى حقّه، لا، لا أنت ولا كل كلمات اللغة، وحتى لو جمعنا شعراء الأرض في صعيد واحد، لما أثّروا في قلوب الناس كصدق هذا الفتى وهو يستصرخ الرجولة في نفوس أصحابه، ولسان حاله يرنم مع القائل:
يا حبـذا الجنـة واقترابـها .. طيبـة وبـارد شرابهـا.
بروتوكولات حكماء صهيون.. خرافة أرثوذكسية صدقها المسلمون (2)
ولم تكن كلمات الفتى عن يأس بل هي تضحية العنيد الشرس فهو يقول للإرهابيين وقد صاروا على مقربة 40 مترا منه «تعالى ياض.. تعالى خدني ياض لو تعرف»، فالرجل ثابت كالطود الشامخ لا يلين، يقبل الموت ألف مرة ولا يقع أسيرا في أيدي أتباع المسيخ كما وصفت السنة المعصومة الخوارج من الإخوان وغيرهم.
ومما يزيد الأمر عجبًا أنه متواضع مع زملائه برغم كل هذه المخاطر والأهوال التي يشيب لها الولدان، فهو يصف مجندا أصابته نيران العدو قائلا "أنا معايا عسكري مات.. أنا معايا شهيد.. وكلنا في السكة يا جدعان» لم يقل «ولد» ولا «عيل» ولا حتى سمى باسمه بل قال «شهيد».
عاجز أنت أيها القلم عن وصف الفتى، وليس كل الفتيان رجالًا، وأما الكلمات فتظل مجرد ألفاظ من اللغة، وأما الجزاء فهو عند الله، وأسأل الله تعالى أن يكون «عمر القاضي» قد وضع رحله في الجنة منذ أن خرجت روحه، وأن يكون هو وزملاؤه من رجال الجيش والشرطة في الفردوس الأعلى مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
هؤلاء قضوا نحبهم وزملاؤهم في الجيش والشرطة ينتظرون دورهم في صفوف الشهداء، لتبقى مصر وأهلها في أمن ونعمة ورخاء، وعلى الضفة الأخرى أناس من بني جلدتنا يُسمَّون بأسمائنا، ويحصلون على مميزات لا حصر لها ولكن يبدو أنهم لا يعملون لأجلنا.
ومقارنة بسيطة بين شهدائنا وأبطالنا الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوطن وبين بعض أعضاء مجلس النواب الذي يرأسه المستشار "حنفي الجبالي" ستتأكد على الفور أن "إحنا شعب .. وهم شعب"، وستوقن على الفور أن حب الوطن الذي لا يدفع فيه الدم ثمنًا فهو دعوى بلا بينة.
فبعض السادة النواب اكتشفوا فجأة أن قانون الشهر العقاري معيب وأنه لا يخدم الوطن أو المواطن وكما قال أخي الأكبر أيمن عبد التواب مدير تحرير صوت الأمة «وفجأة يا مؤمن.. النواب والأحزاب والمسؤولين بقى مش عاجبهم قانون الشهر العقاري.. أومال مين إللي كان بيقول عليه حلو وابن حلال، ولا مؤاخذة، بيصب في المصلحة!»، أما بعض الأعضاء من الأحزاب الأخرى فيسيرون على مبدأ «معاهم معاهم .. عليهم عليهم» إلا من رحم الله من نواب نحسبهم مخلصين لمصر وللمصريين.
الإخوان.. ومخطط تقسيم مصر
والسؤال الأهم: هل كان القانون في صورته القديمة في مصلحة المواطن، وماذا لو لم يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحمايتنا من نوابنا؟! هل كنا سنساق إلى المقصلة كما تساق النعاج إلى الجزار؟!
السادة النواب - حفظكم الله من كل شر وسوء - معارضة الحكومة ليست جريمة، بل هي دوركم في الأصل، وأذكركم بما قاله أستاذي عصام كامل رئيس تحرير "فيتو" في مقاله عودة المعارضة الوطنية ضرورة «والمعارضة لا تعني أن تهدم الآخر وإنما تصحح تحركاته إذا اقتضت الضرورة، والإسهام بالدعم الكامل إذا اقتضت الظروف، إذ إن الهدف هو الوصول إلى نموذج أكثر وعيا لإدارة شئون البلاد، والحوار إسهام، وتباين الرؤى ظاهرة صحية».
كلمة أخيرة أقولها لله: لو كان هؤلاء النواب يحبون الوطن لضحوا في سبيله. والتضحية في وضعهم ليست بالروح كما هو حال رجال الجيش والشرطة، بل هي كلمات يخلصون بها ضمائرهم أمام ربهم، ثم أمام الناس، وحتى أقصى ما يضحون به هو عضوية البرلمان، فليستقيلوا إذا كانت استقالتهم في صالح المواطن الغلبان، أم أن وجاهة الكرسي والمنصب خير من حياة عمر القاضي.