وكانت بفعل فاعل!
ما نحن فيه من تراجع
أخلاقي يرجع في جانب منه إلى غياب القدوة الحسنة في المجتمع، كما يرجع إلى تهافت الأعمال
الفنية وابتذالها وإدعاء صناعها أنها لا تصنع الواقع بل هي انعكاس له، وأن ناقل الكفر
ليس بكافر وهو قول حق أريد به باطل؛ فليس كل ما يُعرف يقال أو ينشر بين عوام الناس..
وتسليط الضوء على أي سلوكيات منحرفة يزيدها انتشارًا ويعطي لأصحابها مزيدًا من الجرأة
على ارتكابها جهارًا نهارًا دون خجل أو مواربة..
فهل من وظائف الفن الجاد استثارة الغرائز وجر المجتمع للعنف والرذيلة وتهوينها في عيون النشء حتى يألفها ولا يجد عيبًا في تقليدها.. وهنا لا يمكننا تبرئة الأعمال الفنية والمسلسلات الهابطة ولا مواقع التنابز الاجتماعي وبرامج التوك شو التي طفح بعضها بالجدل والتشهير والابتزاز والانتهازية بعد أحداث يناير! فأي صلة تربط مجتمعاتنا اليوم بحضارة عريقة ملأت الدنيا علماً ونوراً وأخلاقاً حسنة كانت مضرب الأمثال حتى وقت ليس ببعيد؟!
لماذا وصلت أخلاقنا إلى حد التطرف؟! (2)
لم يحدث هذا التدني كله بين عشية وضحاها.. لكنه تفاقم بعد انفجار أحداث يناير2011 وما تبعها من انفلات طال كل شيء حتى شاعت تلك الأخطاء وصارت خطايا تنخر في عظام مجتمعاتنا، ما يؤكد أنها كانت بفعل فاعل أراد منها النيل من استقرار مصر وأمنها حتى ظهر النفاق والإهمال والتنمر والتشفي على أرضية الاستقطاب والانقسام الذي كاد يفضي بنا إلى احتراب أهلي نجانا الله منه.. وهنا يأتي سؤال: أين كانت مناعة مجتمعنا ومقاومته وقواه الحية.. ولمَ توقف عن التصدي للأخطار قبل أن تبتلعنا وترمي بنا في هوة سحيقة بلا قرار.. وهل يجوز التسامح مع مثل هذه الموبقات الخطيرة التي شكلت واقعا غريبًا على مصر وأمتنا العربية؟!
وبدلًا من أن تتنادى الضمائر الحية من قوى المجتمع الفاعلة لمجابهة هذا التردي تغافلت عن خطورة ما يجري من تصدير صورة مغلوطة عن مصر تحاول جماعة الإخوان والكارهون لبلدنا ترسيخها في الأذهان، وتصديرها للخارج دون أن تجد من يفندها أو يدحضها؛ فإعلامنا للأسف يخاطب نفسه وينكفئ على ذاته ويأتي ردًا للفعل وليس استباقًا له كما يقتضي منطق الأشياء.
فهل من وظائف الفن الجاد استثارة الغرائز وجر المجتمع للعنف والرذيلة وتهوينها في عيون النشء حتى يألفها ولا يجد عيبًا في تقليدها.. وهنا لا يمكننا تبرئة الأعمال الفنية والمسلسلات الهابطة ولا مواقع التنابز الاجتماعي وبرامج التوك شو التي طفح بعضها بالجدل والتشهير والابتزاز والانتهازية بعد أحداث يناير! فأي صلة تربط مجتمعاتنا اليوم بحضارة عريقة ملأت الدنيا علماً ونوراً وأخلاقاً حسنة كانت مضرب الأمثال حتى وقت ليس ببعيد؟!
لماذا وصلت أخلاقنا إلى حد التطرف؟! (2)
لم يحدث هذا التدني كله بين عشية وضحاها.. لكنه تفاقم بعد انفجار أحداث يناير2011 وما تبعها من انفلات طال كل شيء حتى شاعت تلك الأخطاء وصارت خطايا تنخر في عظام مجتمعاتنا، ما يؤكد أنها كانت بفعل فاعل أراد منها النيل من استقرار مصر وأمنها حتى ظهر النفاق والإهمال والتنمر والتشفي على أرضية الاستقطاب والانقسام الذي كاد يفضي بنا إلى احتراب أهلي نجانا الله منه.. وهنا يأتي سؤال: أين كانت مناعة مجتمعنا ومقاومته وقواه الحية.. ولمَ توقف عن التصدي للأخطار قبل أن تبتلعنا وترمي بنا في هوة سحيقة بلا قرار.. وهل يجوز التسامح مع مثل هذه الموبقات الخطيرة التي شكلت واقعا غريبًا على مصر وأمتنا العربية؟!
وبدلًا من أن تتنادى الضمائر الحية من قوى المجتمع الفاعلة لمجابهة هذا التردي تغافلت عن خطورة ما يجري من تصدير صورة مغلوطة عن مصر تحاول جماعة الإخوان والكارهون لبلدنا ترسيخها في الأذهان، وتصديرها للخارج دون أن تجد من يفندها أو يدحضها؛ فإعلامنا للأسف يخاطب نفسه وينكفئ على ذاته ويأتي ردًا للفعل وليس استباقًا له كما يقتضي منطق الأشياء.