رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكومة تكنوقراط سياسيين !

لبنان غير قادر على تشكيل حكومة جديدة لإصرار أكثر من رئيس حكومة مرشح على تشكيل حكومة تكنوقراط، أى من فنيين متخصصين فى شتى المجالات المختلفة، بينما يصر رئيس الجمهورية وحليفه حزب الله على حكومة سياسية.. ورئيس الحكومة الجديد فى ليبيا لوح بتشكيل حكومة تكنوقراط إذا تعذر التوافق على حكومة تمثل مناطق ليبيا الثلاث بسبب الخلاف حول الوزارات السيادية..


وهكذا يرى البعض أن الملاذ أحيانا فى تشكيل حكومة تكنوقراط.. وحكومة التكنوقراط ليست بدعة جديدة.. نحن بادرنا بتشكيلها منذ خمسينيات القرن الماضى بعد أن ألغينا الأحزاب واكتفينا بحزب واحد، ومازلنا متمسكين بها حتى الآن، حتى بعد أن سمحنا بقيام الأحزاب وصار لدينا عشرات من هذه الأحزاب.

لكن إذا كانت حكومة التكنوقراط يراها البعض الآن حلا لمشكلة تعذر تشكيل حكومة سياسية ولها إيجابيات عديدة لأنها تضم خبراء واختصاصيين فى المجالات المختلفة، فإن ذلك لا يلغى أن لهذه الحكومة سلبياتها أيضا، فهى تضع تلك الحكومة فى مشكلة التواصل مع الناس لأن التكنوقراط لا يتوفر لديهم الحس السياسى الضرورى الذى يساعدهم على فهم الناس والإلمام بما يزعجهم ويوجعهم وما يتطلعون إليه.. كما أن بعض الوزراء التكنوقراط لديهم مشكلة فى فهم الواقع بتضاريسه ومشاكله وصعوباته، وهم ينفذون ما فى الكتب بصرامة غير ملتفتين لهذا الواقع.


الوزير والسيستم!

وسوف تبقى تلك أهم سلبيات حكومات التكنوقراط فى العالم كله، ولعلنا نتذكر كيف أن الدكتور القيسونى واحد من أكفأ التكنوقراط فى المجال الغقتصادى قال بعد أن انفجرت مظاهرات يناير اعتراضا على رفع الأسعار.. أنا قدمت لكى أصحح خللا فى الميزانية وليس لكى أحتوى غضبا!.. ولا حل لهذا العيب إلا إذا جمع التكنوقراط بين الخبرة والتخصص مع الحس السياسى.. وهذا الحس السياسى يكتسب بالتدريب الممنهج وليس الذاتي وتراكم الخبرات.
Advertisements
الجريدة الرسمية