رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المستريح ذكي والضحية كسول

المستريح ذكي والضحية كسول.. هكذا يمكن اختزال قضايا توظيف الأموال على هذا النحو.. ساهمت الثقافة الزراعية في تنامي ظاهرة المستريحين في البلاد حيث يسعى الضحية لتحقيق أكبر كسب ممكن دون عمل يقوم به أو وظيفة تجاه مجتمعه. الدولة نفسها ساهمت في تنامي تلك الظاهرة.. عندما وصلت فوائد البنوك إلى أرقام مذهلة ووجد المواطن الكسول نفسه أمام مشروع يحقق له عوائد مدهشة دون عمل أو تعب أو مغامرة.


عندما تصل الفائدة إلى الصفر أنت إذن في مجتمع يدعو للعمل ويسمح للجميع بالتنافس والمغامرة والكد والاجتهاد والبحث عن فرص إبداعية من أجل الحياة وتحقيق أكبر عوائد على المجتمع.

المصرى الذي وجد نفسه أمام أرباح تصل إلي عشرين بالمائة لا لعبقرية اكتسبها ولا لمهنة أتقنها ولا لكد بذل فيه المجهود.. لمجرد أن لديه مبلغا ماليا فإن عليه أن يختار بنكا ليحصل على أرباح لا يحصل عليها أصحاب المصانع الكبرى ولا الفلاح من أرضه.

فقط كان عليك أن تبيع أرضك أو بيتك أو أي شيئ تمتلكه لتضعه في البنك وهنا أنت لا تقدم للدولة ولا للمجتمع قيمة مضافة بالعكس تضيف فوائد كديون على الدولة التي هي في النهاية الشعب.

ما أقساها "عيشة" الفلاح
التعقيدات الروتينية ومطاردة أصحاب الإنتاج وكل ما من شأنه أن يضيف قيمة للمجتمع هو من يقف وراء تسهيل مهمة النصاب في الإيقاع بفريسته "الكسولة" التي تريد امتلاك كل شيء دون ان تقدم شيئا!!
الفلاح الذي اعتاد إلقاء حبوبه على الأرض وانتظار فرج الله بنبتة سليمة.. لم يكن ذلك الفلاح بحاجة إلا إلى الصبر ثم الصبر وفي النهاية سيحصد خير أرضه بالانتظار.. تلك الثقافة انغمست في نفوس الأجيال المتعاقبة وأصبحت طريقة حياة.

المستريح الذي يجمع عشرات الملايين من الناس يعتمد على مجموعة عمل تدشن له نجاحات وهمية وتضع إسمه أمام الأغنياء أو من لديهم حصيلة ملية وضعوها تحت البلاطة.. لماذا لايضعونها تحت تصرف رجل يمنحهم أرباح خيالية يحصل عليها الكسول عدة أشهر ثم تتوالى الأحداث ليفقد كل شيء ويلجأ إلى الشرطة ثم المحاكم وعادة ما يفقد كل ممتلكاته بسبب الطمع ولا شيء غير الطمع.
Advertisements
الجريدة الرسمية