ليلة القبض على الحمار
كنيته أبو صابر،
ويقال لأنثاه أم نافع وأم وهب، ويوصف في الأثر بحامل المشقة، وله في ريف البلاد القديمة
حضاريا قصص وحكايات، ورغم كل ذلك لا يزال يستخدم لفظا من شتائم البشر بعضهم لبعض.
عن الحمار نحدثكم، وللحمار تاريخ تليد في التجربة الأمريكية بدأت عام ١٨٢٨م عندما اختار المرشح الديمقراطى أندرو جاكسون "لنترك الشعب يحكم" شعارا لحملته الانتخابية فتهكم عليه المرشح الجمهورى ووصفه بأنه شعار شعبوى، فلم يكن من أندرو جاكسون إلا أن اختار حمارا جميل الشكل، ووضع على ظهره شعار حملته، وجاب به القرى والمدن للدعاية لبرنامجه الشعبوى، ضد منافسه النخبوى ومع الأيام تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطى عام ١٨٧٠م.
منذ هذا التاريخ أصبح الحمار رمزا تقام المسابقات السنوية لرسم أجمل بورتريه له ويتم تمجيده ووصفه بالعطاء والشجاعة التي هزمت فيل الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة،
وللحمار أيضا قصة طريفة في السياسة المصرية.. كان مدير أمن المحافظة يمر بموكبه من شارع شهير عندما قطع موكبه عربجى بعربة كارو يسحبها حمار في مفاجأة كادت تتسبب في حادث مروع، حينها توقف مدير الأمن وأمر بالقبض على الحمار والعربجى ومصادرة الكارو..
ديمقراطية بالأمر المباشر!!
ومضى إلى طريقه بعد تنفيذ أوامره لكن الموقف لم ينته عند هذا الحد ففي المساء تجمع أصحاب عربات الكارو أمام عضو البرلمان الممثل للدائرة، وطالبوه بالإفراج عن الحمار الذي أودعته وزارة الداخلية حديقة الحيوان
وتواصل عضو مجلس الشعب مع ضباط قسم الشرطة الذين رفضوا الإفراج عن الحمار عارضين عليه الإفراج عن العربجى.. فعاد الرجل إلى المتجمهرين أمام مقره عارضا عليهم الإفراج عن العربجى
لكن فوجئ الرجل بأنهم لايرغبون في الإفراج إلا عن الحمار، فعاد إلى قادة أعلى من الشرطة يطالبهم بالإفراج عن الحمار فلم يجد إلا كل رفض..
أراد عضو مجلس الشعب أن يحل الموضوع فسأل عن ثمن الحمار وذهب ليقدمه للمتجمهرين لكن رفض العربجية أي ثمن للحمار مصرين على الإفراج عنه دون قيد أو شرط،
فلم يكن من عضو مجلس الشعب إلا أن يتصل بمدير الأمن شخصيا فعرض مدير الأمن الإفراج عن العربجي.. رفض العضو عرض مدير الأمن مؤكدا له أن الناس ليست مهتمة بالعربجي، وشرطهم الإفراج عن الحمار..أخيرا رضخ مدير الأمن وأفرج عن الحمار وسط تهليل وتكبير العربجية.
ما أقساها "عيشة" الفلاح
مع مطلع القرن العشرين كانت في مصر واحدة من أشهر الجمعيات الأهلية تحمل اسم جمعية الحمير، وكان عطاء الحمار هو شعارها، وقد انضم إليها كبار الكتاب والأدباء والفنانين، وكان المشترك بالجمعية في البداية يحصل على لقب يتناسب مع إنتاجه الفكري، ففي البداية يحصل على لقب "أتان" وهو الحمار بعد الولادة مباشرة، ومع تزايد إنتاجه الفكرى قد يصبح جحشا، ومع الوصول إلى القمة يحصل على لقب حمار..
ومن أشهر أعضاء هذه الجمعية الكاتب الكبير توفيق الحكيم والفنان زكى طليمات والفنانة نادية لطفى وكانوا يرعون حمير مصر في ذلك الوقت أيام الاحتلال الإنجليزي، وقد أعيد تأسيس الجمعية مع بداية الألفية الثالثة لرعاية نصف مليون حمار هي جملة حمير مصر!!
عن الحمار نحدثكم، وللحمار تاريخ تليد في التجربة الأمريكية بدأت عام ١٨٢٨م عندما اختار المرشح الديمقراطى أندرو جاكسون "لنترك الشعب يحكم" شعارا لحملته الانتخابية فتهكم عليه المرشح الجمهورى ووصفه بأنه شعار شعبوى، فلم يكن من أندرو جاكسون إلا أن اختار حمارا جميل الشكل، ووضع على ظهره شعار حملته، وجاب به القرى والمدن للدعاية لبرنامجه الشعبوى، ضد منافسه النخبوى ومع الأيام تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطى عام ١٨٧٠م.
منذ هذا التاريخ أصبح الحمار رمزا تقام المسابقات السنوية لرسم أجمل بورتريه له ويتم تمجيده ووصفه بالعطاء والشجاعة التي هزمت فيل الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة،
وللحمار أيضا قصة طريفة في السياسة المصرية.. كان مدير أمن المحافظة يمر بموكبه من شارع شهير عندما قطع موكبه عربجى بعربة كارو يسحبها حمار في مفاجأة كادت تتسبب في حادث مروع، حينها توقف مدير الأمن وأمر بالقبض على الحمار والعربجى ومصادرة الكارو..
ديمقراطية بالأمر المباشر!!
ومضى إلى طريقه بعد تنفيذ أوامره لكن الموقف لم ينته عند هذا الحد ففي المساء تجمع أصحاب عربات الكارو أمام عضو البرلمان الممثل للدائرة، وطالبوه بالإفراج عن الحمار الذي أودعته وزارة الداخلية حديقة الحيوان
وتواصل عضو مجلس الشعب مع ضباط قسم الشرطة الذين رفضوا الإفراج عن الحمار عارضين عليه الإفراج عن العربجى.. فعاد الرجل إلى المتجمهرين أمام مقره عارضا عليهم الإفراج عن العربجى
لكن فوجئ الرجل بأنهم لايرغبون في الإفراج إلا عن الحمار، فعاد إلى قادة أعلى من الشرطة يطالبهم بالإفراج عن الحمار فلم يجد إلا كل رفض..
أراد عضو مجلس الشعب أن يحل الموضوع فسأل عن ثمن الحمار وذهب ليقدمه للمتجمهرين لكن رفض العربجية أي ثمن للحمار مصرين على الإفراج عنه دون قيد أو شرط،
فلم يكن من عضو مجلس الشعب إلا أن يتصل بمدير الأمن شخصيا فعرض مدير الأمن الإفراج عن العربجي.. رفض العضو عرض مدير الأمن مؤكدا له أن الناس ليست مهتمة بالعربجي، وشرطهم الإفراج عن الحمار..أخيرا رضخ مدير الأمن وأفرج عن الحمار وسط تهليل وتكبير العربجية.
ما أقساها "عيشة" الفلاح
مع مطلع القرن العشرين كانت في مصر واحدة من أشهر الجمعيات الأهلية تحمل اسم جمعية الحمير، وكان عطاء الحمار هو شعارها، وقد انضم إليها كبار الكتاب والأدباء والفنانين، وكان المشترك بالجمعية في البداية يحصل على لقب يتناسب مع إنتاجه الفكري، ففي البداية يحصل على لقب "أتان" وهو الحمار بعد الولادة مباشرة، ومع تزايد إنتاجه الفكرى قد يصبح جحشا، ومع الوصول إلى القمة يحصل على لقب حمار..
ومن أشهر أعضاء هذه الجمعية الكاتب الكبير توفيق الحكيم والفنان زكى طليمات والفنانة نادية لطفى وكانوا يرعون حمير مصر في ذلك الوقت أيام الاحتلال الإنجليزي، وقد أعيد تأسيس الجمعية مع بداية الألفية الثالثة لرعاية نصف مليون حمار هي جملة حمير مصر!!