زملائي الأعزاء .. "ط & ظ"
جميع الناطقين باللغة العربية، ورثوا مفهوما خاطئا لكلمة "طظ"، حتى أصبحت من الكلمات التي تندرج تحت قاموس "قلة الحياء".
لكن في هذا المقام، كتبت الحرفين في العنوان، وزاوجت بينهما لاحقا، ليس لممارسة "قلة الحياء" مني، لكن لإعمال القصد من الكلمة، في وصف زملائي الصحفيين والإعلاميين، بأنه لا فائدة منهم، مثل كلمة من حرفين، لا معنى لانضمامهما، ولا قيمة لانفرادهما.
فما لاحظته منذ وعيت القراءة، أن حقيقة الصحافة والإعلام، تتعارض تماما مع نتائج ممارسة هاتين المهنتين، اللتين تقلبان الدنيا، في دول أخرى ربما لا تتشدق بالحرية ولا بالديمقراطية، مثل مصر.
أعتقد أنه لا يكفي أن يعلن الشاعر والإعلامي جمال الشاعر، فضيحة وزير الإعلام الإخواني على الهواء مباشرة، لأن فعل جمال هنا، يشكل حرف "الطاء" في الكلمة المحظورة، والذي لم يصادف شطره الآخر بموقف حاسم من جمهور العاملين في مبنى ماسبيرو، لتصبح الكلمة "ختما" رسميا نطبع به وجه الوزير الذي يفتخر يوميا بأن وجهه كالحا.
هذا الوزير مارس الفحش على الهواء مباشرة، في موقفين، الأول مع مذيعة رأى أنها "ساخنة" في تليفزيون دبي، والثاني مع صحفية مصرية طلب أن "تروح له ليوريها حرية الإعلام"، وعلى الرغم من ذلك، لم يتخذ الصحفيون ولا الإعلاميون موقفا يمثل حرف "الظاء"، لنلطخ به وجه هذا الوزير.
وأخيرا، ظهر رئيس الجمهورية في حديثه الممل مساء الأربعاء الماضي، على الهواء مباشرة ليوجه سبا علنيا، للأستاذ مكرم محمد أحمد، الذي قضى أكثر من 60 عاما من عمره، خادما لميثاق شرف مهنة الصحافة، وإن كان في دورته كنقيب للصحفيين والتي صادفت ثورة 25 يناير، قد انحاز للمواءمة السياسية، فحسبه فريق من الصحفيين شططا، كان مبررا للانقلاب عليه بتخطيط "الإخوان".
تصورت أن الموقف الذي فضح مشاعر الرئيس وعشيرته تجاه الصحفيين، والذي واصل فيه أيضا التشهير ببعض المستثمرين في مجال الإعلام الخاص، تصورت أنه سيفجر الفعل الحاسم في المعركة الحقيقية بين ماكينتي "الإعلام" و"النظام".
ولأن الإعلام لا يمكن الجزم بأن كله "نزيه"، أو كله "موجه"، كما أن هناك نسبة لا تقل أبدا عن 20 في المائة من الشعب المصري، لا تؤمن بأن النظام مستبد، فقد قصدت أن أضع كلا منهما بين قوسين، دون وصف، حتى لا أجزم بصحة الوصف الذي يليق بكل منهما.
ما يجب الجزم به، هو أن الإعلام مهما كان تصنيفه، لا ينبغي أن يكون حائطا لطلقات "نظام"، تصفه أغلبية الشعب المصري حاليا، بأنه مستبد، وذلك نقلا عن سابقة أعماله في حكم البلاد، عاما تاما.
إن النظام يمارس الكذب علانية، ويمارس جرم التشهير علانية، وهو لا يعلم أن مجرد التشهير العلني، يدخل ضمن قائمة العقوبات التي تلحق بالشخصية "العادية"، أو "الاعتبارية"، إذا ما أخلت ببنود عقدها الاجتماعي أو الاقتصادي.. كما أنه لا يصح التشهير إلا بحكم محكمة، لتجريس شخص ثبت عنه الإفساد في الأرض أو خيانة الذمة، أو فضح شركة وقعت في الجرم نفسه، كأن تتهرب من الضرائب، أو تبيع سلعة فاسدة، أو تخالف القوانين التجارية الرسمية في دائرة نشاطها.
سب رئيس الجمهورية نقيب الصحفيين الأسبق، علنا، وشهر بالمهندس أحمد بهجت، ومحمد الأمين تشهيرا علنيا، دون أن يصدر في حق أي منهما حكما باتا نهائيا، ولا تزال الصحف تصدر، والقنوات تبث الغث والسمين، ما أعتبره ـ أنا ـ مبررا لوصم موقف زملائي بختم "طظ" مع الاعتذار لتكرار الكلمة الشائعة.
barghoty@yahoo.com