حادثة عمرو.. الشماتة وفوائدها البالغة !
بعض الأحداث في حياة
الناس كاشفة، وبعضها الآخر توصف بالمنشئة. الكاشفة تقوم بإزاحة الستار أو الغطاء عن
مشاعر أو حقائق مادية دفينة مدفونة فتظهر على السطح. أما الأحداث المنشئة فهى التى
تضع وتلد مشاعر وحقائق جديدة على الأرض وفى العلاقات بين الناس، لم تولد من قبل.
وللتقريب، فإن الأحداث الدموية الى عشناها منذ يوم الثامن والعشرين من يناير ٢٠١١، مهدت لها ترتيبات واشنطن وأنقرة والدوحة، وانطلقت شرارتها في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، أنشأت حقائق جديدة علي الأرض، ومشاعر جديدة في الصدور، وألفاظا ولغة مختلفة تماما، ومنظومة قيم اجتماعية، هى موضع استهجان الآن، وفزع من العقلاء! أنشأت ما يسمى بثورة ٢٥يناير، إذن تحقير الكبير، واعتبار كبار السن فئة منتهية الصلاحية، حتى لو كانوا هم الأباء والآمهات، وأن المرأة نصف سفلي فقط، لا تعامل إطلاقا مع رأسها وعقلها.. وأن الكدب والنفاق وسب الآخرين وتلطيخ سمعتهم وشيطنة الآخر.. هي العملة الجديدة المعمول بها..
مجتمع الكراهية.. في عيد الحب!
هي إذن حدث كبير منشئ.. أما الحدث الكاشف، وللتقريب أيضا، فهو ما جرى للإعلامي عمرو أديب أثناء سيره بسيارته في وصلة دهشور على المحور. سيارة وصفوها بالفارهة، وسجلوا سعرها بالملايين..
اصطدم عمرو بسيارة نقل أو صدمته من الخلف.. ونقلوه إلى المستشفى.. ونجاه الله.
تفاصيل الحادثة ليست مقصدى.. بل ما وقع ما بين أول بث للخبر: حادث مروع لعمرو أديب ونقله الى المستشفى، وبين إجراء فحوصات وأشعات.. ثم الخروج سالما من الفحص الطبى.
ما بين الفترتين، وبعدهما، تدفقت سيول من التعليقات والبوستات قليلها دعوات بالنجاة وكثيرها شماتة وشتائم ومعايرة واستدعاء لمواقف متضاربة في تاريخ عمرو أديب مع مبارك وجماعة الإخوان والآن!
الاختلاف مع أى كاتب أو إعلامى وارد وطبيعى ومنطقى، بسبب من الرفض لهذا الاتجاه أوذاك. وفيما مضى كان الاختلاف يطلق عليه معركة فكرية. أو معركة أدبية، أو صحفية. وكان ذلك ممتعا للعقل والوحدان.. اللغة راقية والأفكار عالية القيمة ومبدعة. الآن هي بالفعل معركة لكن بكل أدوات السفالة، ومن بينها الشماتة. الأخيرة هى أسفل الأدوات حقا.
لا أتوافق مع كثير من آراء عمرو أديب، وأراها مختلفة عما اعتقده، وغالبا بصفتي المهنية كنت أرصد تناقضات، وتباينات.. وادعاء..هذا أسلوبه.. وهذا تأثيره.. وهو من المهنية والمهارة ما يمكنه من التنقل والتبدل.. والتأثير.
نحن في مصيبة.. أهو إعلام أم قوادة؟
هذه القدرة تثير حفيظة ناس، وحقد ناس، وإعجاب ناس . كل واحد حر. وفي المواقف الثلاثة، الغل، أو الحقد أو الإعجاب، لا يجوز استخدام العنف أو القوة أو ما هو أدنى وأحقر:
أن تشمت في إنسان تختلف معه وهو تحت يدى القدر في حادث مروع . عمرو أديب صحفي شاطر، ومهنى بارع، رأيناه ينمو وسطنا في روزاليوسف، ثم في كل الناس، والعالم اليوم.. حتى اختطف الكاميرا وحقق نجاحا كبيرا. وهو قارئ جيد ومتابع وإنجليزيته تمكنه من الاستبصار.. والتعرف علي العلاقات بين الأخبار..
طريقة تسخير وتوظيف هذه المهارات.. تكسبه معجبين، كما تكسبه شامتين.. وأحيانا تعطيه متفرجين فى الشو الليلي لعمرو أديب.. حيث يسليهم. لا شماتة إذن ولا يجب لا في المرض، ولا الحوادث، ولا الموت من باب أولى.
يناير اللعينة أنشأت.. وحادث سيارة عمرو أديب كشف! وأيا كان السبب والعرض.. فإن المجتمع المصرى في مرض عضال. لابد من علاج لفيروس ٢٥ .
تلك هي الفائدة الكبرى لما تكشف لنا من شماتة في إنسان كتب له الله النجاة وتمنى له أناس الموت.. لا قدر الله.
وللتقريب، فإن الأحداث الدموية الى عشناها منذ يوم الثامن والعشرين من يناير ٢٠١١، مهدت لها ترتيبات واشنطن وأنقرة والدوحة، وانطلقت شرارتها في الخامس والعشرين من الشهر ذاته، أنشأت حقائق جديدة علي الأرض، ومشاعر جديدة في الصدور، وألفاظا ولغة مختلفة تماما، ومنظومة قيم اجتماعية، هى موضع استهجان الآن، وفزع من العقلاء! أنشأت ما يسمى بثورة ٢٥يناير، إذن تحقير الكبير، واعتبار كبار السن فئة منتهية الصلاحية، حتى لو كانوا هم الأباء والآمهات، وأن المرأة نصف سفلي فقط، لا تعامل إطلاقا مع رأسها وعقلها.. وأن الكدب والنفاق وسب الآخرين وتلطيخ سمعتهم وشيطنة الآخر.. هي العملة الجديدة المعمول بها..
مجتمع الكراهية.. في عيد الحب!
هي إذن حدث كبير منشئ.. أما الحدث الكاشف، وللتقريب أيضا، فهو ما جرى للإعلامي عمرو أديب أثناء سيره بسيارته في وصلة دهشور على المحور. سيارة وصفوها بالفارهة، وسجلوا سعرها بالملايين..
اصطدم عمرو بسيارة نقل أو صدمته من الخلف.. ونقلوه إلى المستشفى.. ونجاه الله.
تفاصيل الحادثة ليست مقصدى.. بل ما وقع ما بين أول بث للخبر: حادث مروع لعمرو أديب ونقله الى المستشفى، وبين إجراء فحوصات وأشعات.. ثم الخروج سالما من الفحص الطبى.
ما بين الفترتين، وبعدهما، تدفقت سيول من التعليقات والبوستات قليلها دعوات بالنجاة وكثيرها شماتة وشتائم ومعايرة واستدعاء لمواقف متضاربة في تاريخ عمرو أديب مع مبارك وجماعة الإخوان والآن!
الاختلاف مع أى كاتب أو إعلامى وارد وطبيعى ومنطقى، بسبب من الرفض لهذا الاتجاه أوذاك. وفيما مضى كان الاختلاف يطلق عليه معركة فكرية. أو معركة أدبية، أو صحفية. وكان ذلك ممتعا للعقل والوحدان.. اللغة راقية والأفكار عالية القيمة ومبدعة. الآن هي بالفعل معركة لكن بكل أدوات السفالة، ومن بينها الشماتة. الأخيرة هى أسفل الأدوات حقا.
لا أتوافق مع كثير من آراء عمرو أديب، وأراها مختلفة عما اعتقده، وغالبا بصفتي المهنية كنت أرصد تناقضات، وتباينات.. وادعاء..هذا أسلوبه.. وهذا تأثيره.. وهو من المهنية والمهارة ما يمكنه من التنقل والتبدل.. والتأثير.
نحن في مصيبة.. أهو إعلام أم قوادة؟
هذه القدرة تثير حفيظة ناس، وحقد ناس، وإعجاب ناس . كل واحد حر. وفي المواقف الثلاثة، الغل، أو الحقد أو الإعجاب، لا يجوز استخدام العنف أو القوة أو ما هو أدنى وأحقر:
أن تشمت في إنسان تختلف معه وهو تحت يدى القدر في حادث مروع . عمرو أديب صحفي شاطر، ومهنى بارع، رأيناه ينمو وسطنا في روزاليوسف، ثم في كل الناس، والعالم اليوم.. حتى اختطف الكاميرا وحقق نجاحا كبيرا. وهو قارئ جيد ومتابع وإنجليزيته تمكنه من الاستبصار.. والتعرف علي العلاقات بين الأخبار..
طريقة تسخير وتوظيف هذه المهارات.. تكسبه معجبين، كما تكسبه شامتين.. وأحيانا تعطيه متفرجين فى الشو الليلي لعمرو أديب.. حيث يسليهم. لا شماتة إذن ولا يجب لا في المرض، ولا الحوادث، ولا الموت من باب أولى.
يناير اللعينة أنشأت.. وحادث سيارة عمرو أديب كشف! وأيا كان السبب والعرض.. فإن المجتمع المصرى في مرض عضال. لابد من علاج لفيروس ٢٥ .
تلك هي الفائدة الكبرى لما تكشف لنا من شماتة في إنسان كتب له الله النجاة وتمنى له أناس الموت.. لا قدر الله.