رئيس التحرير
عصام كامل

كيف للتاريخ أن ينسى؟! (2)

الإطاحة بـ"جماعة الإخوان" وما تبعها من تداعيات هائلة لم تكن هي المعركة الوحيدة التي خاضتها الدولة بقيادة الرئيس السيسي منذ انحاز الجيش لإرادة الشعب في 30 يونيو 2013 بل إن استعادة الدولة من براثن الفوضى وتثبيت أركانها ثم المضى قدماً في طريق الإنجازات رغم الظروف الدولية والإقليمية غير المواتية.. وخلال سنوات حكمه القليلة نجح الرئيس السيسي في تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات بطول البلاد وعرضها حتى بوأته شرعية أخرى ومكانة مستحقة في قلوب المصريين وعقولهم.. ورغم ما يبذله من جهد هائل فلا يتوانى الرجل عن الإشادة بالشعب المصري الذي أيد وساند وكان ظهيراً حقيقياً للحكم في أحلك اللحظات.. فهو المعلم وهو مانع الشرعية ومانحها.


ويكفي الرئيس السيسي أنه استعاد الأمن والاستقرار وحصن تماسك الجبهة الداخلية لمصر لتصمد في مواجهة رياح الفتن والنزاعات والانقسامات والصراعات وحملات الزيف والبهتان والتشكيك والإرهاب.. ولا يزال يخوض حرباً ضخمة ضد الجهل والتخلف والفساد والعشوائيات والأمراض المزمنة التي أنهكت المصريين واستنزفتهم على مر السنين.. ناهيك عن مواجهة وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية في الوقت الذي يواجه فيه بعزيمة لا تلين جحافل الإرهابيين الذين يأتيهم السلاح والدعم والتمويل والمعلومات الاستخباراتية بلا توقف.

كيف للتاريخ أن ينسى؟! (1)

لقد أدرك الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى أن الإنجاز الحقيقي هو ما يترك مردوداً إيجابياً في حياة المواطن ويسهل له معيشته وييسر له حياته ويمنحه الأمان في حاضره والطمأنينة على مستقبله ومستقبل أولاده.. وقد نجح الرئيس السيسي في سنوات معدودة أن يحقق إنجازات لم يسبقه إليها رئيس قبله.. فثمة شبكة طرق وكباري عملاقة تربط البلاد بعضها ببعض، وتمثل شرايين تنمية وروافد مهمة للتوسع العمراني للخروج من الوادي الضيق والاختناق المروري المزمن الذي يضيع الوقت والجهد والمال هباء..

كما نجح الرئيس السيسي في إحلال وتجديد شبكة الكهرباء، وقضى على انقطاع التيار المتكرر وأحدث طفرة غير مسبوقة في هذا القطاع حتى صار لدينا فائض كهرباء يمكن تصديره.. واقتحم الرئيس السيسي ملف العشوائيات وتمكن من تشييد مساكن آدمية تضمن حياة كريمة لمحدودي الدخل مع الإخلاء الكامل للمناطق الخطرة ونقل سكانها إلى مساكن آمنة وحضارية.

أما معركة الإصلاح الاقتصادي فقد خاضها الرئيس رغم تحذيرات البعض له من خطورتها على شعبيته.. ولولا جائحة كورونا لكنا اليوم في وضع أفضل كثيراً من ذي قبل .

المصارحة والمكاشفة كانت منهج الرئيس السيسي في اقتحام تلك الملفات الشائكة؛ فلم يعمد كغيره إلى خطاب شعبوي يدغدغ به المشاعر ويمني الجماهير بالوعود البراقة والمسكنات بل قدم خطاباً متوازناً جاداً وصارماً في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية.. خطاباً بسيطاً ودقيقاً يقدم رؤية واضحة للمستقبل ويحدد المشكلات والأزمات وطرق حلها ومصادر تمويلها والجدول الزمني لتنفيذها.. يرسم ملامح المستقبل بواقعية لا تترك شيئا للمصادفة حتى تتبوأ مصر مكانها المستحق على خريطة العالم.

كيف ينسى الإخوان كل ذلك؟!

بدا الرئيس السيسي منذ البداية واثقاً من قدرته على تنفيذ خططه وبرامجه التي تسبب بعضها لشدته وصرامته في متاعب الناس وآلامهم شأنه في ذلك شأن الدواء المر الذي يسهم في شفاء المريض.. ولم يتوان عن تمكين المرأة وذوي الاحتياجات والشباب بحسبانهم عتاد المستقبل وعدته.

ورغم كل ما يبذله الرئيس السيسي من جهد وعناء فلا تترك جماعة الإخوان مناسبة دون التشهير بالحكم وإطلاق الشائعات والأكاذيب وإهالة التراب على الإنجازات التي يشار لها بالبنان.. وتعمى أبصارهم عن إدراك حقيقة مهمة أن الرئيس السيسي مهموم بشواغل المصريين وهمومهم.. وكرسي الحكم عنده لا يعدو أن يكون مسئولية وعبئاً.. فالرئيس السيسي كما قال "مذاكر مصر كويس" وسوف ينقلها إلى الأفضل.. يعلم تماماً أن الأشرار لا يطيقون نجاحها بعد أن كان غاية أملهم أن يحكموها 500 عام وربما إلى الأبد.. لكن خاب مسعاهم فقد أراد الله أن يعيد لمصر استقرارها بعد فوضى، وأمنها بعد خوف، وأتى بالرئيس السيسي لينهي جبروتهم ويوقف مشروعهم المشبوه.
الجريدة الرسمية